أحيى رجال المقاومة المغاربيون، ليلة الخميس المنصرم، بالرباط، الذكرى الأربعينية لفقيد المقاومة وجيش التحرير المغربية والمغاربية، التونسي حافظ بن راجح إبراهيم. عباس الفاسي انسحب قبل نهاية حفل التأبين (سوري) وذكر مصطفى الكثيري، المندوب السامي لأسرة المقاومة وجيش التحرير، في كلمة مطولة، من 14 صفحة، بأعمال الراحل في مقاومة المستعمر الفرنسي. ويبدو، حسب المنظمين، أن الكلمة المطولة للكثيري هي سبب سحب عباس الفاسي، الوزير الأول، لكلمته، التي كان سيلقيها بالمناسبة، إذ علمت "المغربية" أن الوزير الأول كان مقررا أن يتناول الكلمة مباشرة بعد الهادي بكوش، ممثل الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، إلا أن تطويل الكثيري والوقت المتأخر جعلا الفاسي يفضل مغادرة القاعة قبل أن تنتهي شهادات رفاق حافظ إبراهيم في الذكرى الأربعينية. وقالت المندوبية السامية إنها تهدف من إحياء الذكرى الأربعينية لوفاة حافظ بن راجح إبراهيم إلى استحضار قيم الالتزام والوفاء، ومبادئ الإخلاص والتضامن المغاربي، لنصرة قيم الحرية والكرامة وحق الشعوب في الوجود، واستظهار للمسيرة الجهادية لرموز المقاومة وجيش التحرير، والتفاتة لتضحياتهم، والتعريف بأعمالهم وآثارهم الوطنية. وطالب الهادي بكوش، في أربعينية حافظ إبراهيم، بلم شمل دول المغرب العربي، ونبد التشتت والفرقة. وأكد الوزير الأول السابق في تونس، بعد أن ذكر بخصال الراحل وأعماله في مقاومة المستعمر في المغرب العربي، أن "وحدة هذه المنطقة خيار استراتيجي ضروري للدول المغاربية، وأن أعضاء المقاومة وجيش التحرير المغاربيين سيسعون جاهدين لتحقيق حلم الوحدة، الذي كان يراود حافظ إبراهيم ولم يستطع تحقيقه". وأضاف "نحن المقاومون لا نعرف اليأس وسنحاول مرة ثانية وثالثة إلى أن يتحقق الحلم". وقرئت في الذكرى رسالتان بعث بهما عبد الرحمان اليوسفي، الذي تغيب بسبب ذهابه إلى فرنسا قصد العلاج. وألقيت كلمات وشهادات في حق الراحل من طرف رفاقه ومجايليه على درب الكفاح الوطني، وحضرها نجلا الراحل، عمر وتوفيق بن راجح إبراهيم، إضافة إلى العديد من الشخصيات والفعاليات الوطنية والمغاربية.