نظمت أسرتان مغربيتان، تتحدران من مدينة مليلية، أمس الأربعاء، وقفة احتجاج أمام محكمة الاستئناف بالناظور، للمطالبة بإظهار الحقيقة حول ملابسات العثور على قريبيهما، عبد السلام محند (21 سنة)، ورشيد شعيب (20 سنة)، قبل عامين، مقتولين رميا بالرصاص، في غابة "اعلاليين" بضواحي بني شيكر.وعلمت "المغربية" من مصدر مطلع أن عائلتي الضحيتين وقفتا أمام بوابة المحكمة مدة 30 دقيقة، وحملتا لافتات تحث المسؤولين الأمنيين والقضائيين على إعادة النظر في الملف، فيما قابل ممثلون عن الأسرتين الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالناظور، المعين حديثا، الذي وعد بالاطلاع مجددا على الملف، خاصة بعدما تعذر على المحققين الوصول إلى خيط يقودهم إلى تحديد انتماء المتهمين. وسبق الوقفة الاحتجاجية، المنظمة أمس الأربعاء، بعث أسرتي الضحيتين مراسلات إلى وزارتي الداخلية والعدل، وإلى هيئات حقوقية، إلى جانب تنظيم وقفات احتجاج داخل الناظور ومليلية، رغبة من الأسرتين في إثارة انتباه الجهات المعنية محليا ومركزيا، إلى ضرورة إجراء المزيد من التحقيقات، للوصول إلى المتورطين في هذه الجريمة. وتشير شكايات في الموضوع إلى أن الفاعلين الرئيسيين شخصان منتسبان إلى جماعة أصولية متشددة تنشط داخل جماعة فرخانة، ويمتد نفوذها إلى حي شعبي معروف بمليلية. وتشير المعطيات إلى أن مواطنين عثروا، صدفة، على جثتي الضحيتين، ليجري إبلاغ عناصر الدرك الملكي، التي عاينتهما، قبل أن تأمر بنقلهما إلى المستشفى، لإخضاعهما للتشريح الطبي. وحول حيثيات هذه الواقعة الخطيرة، التي استعمل فيها الرصاص، أكدت شهادات مقربين من الضحيتين أن أفراد تنظيم أصولي معروف بتكفيره للمجتمع، تقف وراء تصفية عبد السلام وصديقه رشيد، خاصة أن عبد السلام سبق أن كان عضوا في الجماعة نفسها، قبل أن يهجرها، ويعود إلى حياته العادية، لعدم اقتناعه بأفكارها. في السياق نفسه، تؤكد شهادات المقربين من الضحيتين أن عبد السلام كان مرتبطا بفتاة تنتسب أيضا للجماعة، وبذل مجهودا لإقناعها بالانفصال عنها، ما جر عليهما سيلا من التهديدات المباشرة من قبل أفراد التنظيم الأصولي.