لفظ طفل، لا يتجاوز سنه الأربع سنوات، أنفاسه الأخيرة، بعد ظهر أول أمس الأحد، في مستشفى الحسن الثاني بمدينة سطات، إثر تعرضه للسعة عقرب سامة، في مدينة البروج، بضواحي سطات. وقالت مصادر عليمة، ل"المغربية"، إن الطفل كان بالإمكان إنقاذه، فور تعرضه للدغة العقرب، لو قُدمت له الإسعافات الضرورية، فور وصوله إلى مستشفى مدينة بن جرير، صباح الأحد الماضي، إلا أن المستشفى المذكور لا يتوفر على الوسائل الضرورية، والأطر الطبية المؤهلة، لتقديم يد المساعدة في مثل هذه الحالات. وكانت الأمور أكثر من عادية، صباح الأحد، حين استفاقت أسرة عبد العزيز، أب الطفل الضحية، إذ كانت الفرحة تغمر أفراد أسرته الصغير، وهم يستعدون لحضور حفل زفاف أحد أقرباء أم الفقيد، التي غادرت منزل الزوجية، في اتجاه مكان الزفاف، صباح اليوم نفسه، وتركت الابن صحبة قريب لها. وبعد غياب لم يدم طويل للأم، جاء خبر مفزع، مفاده أن الطفل، ذي الثلاث سنوات وسبعة أشهر، لُدغ من قِبل عقرب سامة، سقطت من سطح بيت الأسرة فوق قفا الطفل، فنزل الحادث كالصعقة على جميع من حضر العرس، الذي تحول إلى مأتم. وبعد هذا الارتباك، بدأت فصول مسلسل جديد من المعاناة، بطله أب وأم مكلومين، يحاولان إنقاذ ابنهما من الموت المحقق، إذ قصدا، في بداية رحلة الصراع من أجل إنقاذ طفلهما، مستشفى في مدينة البروج، لكن المسؤولين على المستشفى رفضوا إسعاف الطفل، لأن حالته خطيرة، وأُخبر الأب بأن عليه أن يحمل ابنه، ويقطع مسافة 87 كيلومترا، تحت شمس حارقة، في اتجاه مستشفى الحسن الثاني، بسطات. وبعد قرابة ساعة من زمن الرحلة، قاوم فيها الضحية سم العقرب، الذي كان يسري في دمائه، وتمكن من الوصل على قيد الحياة في حالة صحية صعبة، إلى مستشفى الحسن الثاني المركزي في سطات، تولى فريق طبي مهمة إنقاذ المتوفى، لكن مجهودهم لم يكلل بالنجاح، ليفارق ابن عبد العزيز الحياة، تاركا أما كادت تجن لفقدان فلذة كبدها، وأبا مكلوما، لم يدخر جهدا لإنقاذ حياة ابنه. وبعد إخباره بوفاة ابنه، لم يتحمل عبد العزيز هول الحادث، ورفض تسلم جثمان ابنه، وحمل مسؤولية فقدانه للمشرفين على مستشفى البروج، ومستشفى الحسن الثاني في سطات. واضطرت أسرة الضحية إلى تسلم المتوفى، ووري جثمانه الثرى بعد عصر أول أمس الأحد، وسط صدمة وخيبة أمل الوالدين، اللذسن يوجدان في حالة نفسية صعبة. من جهة أخرى، أفاد تقرير ل"المركز المغربي لمحاربة التسمم واليقظة الدوائية" استنادا إلى المعطيات الوبائية بالمغرب، أن التسممات الناجمة عن لسعات العقارب تحتل المرتبة الأولى، تليها التسممات بأحادي أكسيد الكربون، في المرتبة الثانية، ثم التسممات الغذائية في المرتبة الثالثة، من مجموع التسممات بالمغرب.