تحتل الأبراج مكانا خاصا في حياة العديد من الشباب، الذين لا يكاد أحدهم يستثني يوما في معرفة تفاصيل ودقائق برجه الخاص، ومنهم من يتخذ التنبؤات المفترضة لهذه الأبراج محركا لمسارهم اليومي والأسبوعي. ومن أجل مقاربة موضوع ورقتنا، التي تتناول ظاهرة الأبراج وتأثيرها على أوساط الشباب، استقت "المغربية" تصريحات تؤكد مجملها أن الأبراج أو قراءة الطالع في الجرائد والمجلات والأنترنت، تقليد يومي لدى العديدين، ومن هؤلاء من يبني أحواله اليومية ومآله على طبيعة البرج، الذي ينتمي إليه. وبهذا الخصوص، أكد عزيز، 22 سنة، طالب، أنه كان في وقت ما يعتمد على برجه بشكل واه في رسم معاليم مستقبله، بشكل لا يستند إلى منطق، سوى ما جاء به الطالع من تنبؤات، ومن جانبها اعتبرت نادية، 33 سنة، سكرتيرة، أنها لا تستطيع أن تحتسي قهوة الصباح إن لم تطلع على برجها، وأكدت أنها مرتبطة بشكل كبير معه، وتعتبره مؤنسا لها ومحاورا لها في بعض المجالات، لكونه إلى حد ما يرسم أمامها خطوطا لحياتها، قد تكون في الصميم، كما قد تكون خارج الإطار. وفي سياق متصل، أكدت حياة، 18 سنة، طالبة، أنها كثيرا ما تربط تفاؤلها بالطالع كما تشاؤمها على أحول الطالع، رغم أنها تعتبر الأبراج كلاما قد لا يكون له أساس من الصحة، إلا أنها تجد نفسها أسيرة له. من جانبه، يرى أحمد، 34 سنة، أستاذ، أنه كثيرا ما تضحكه تنبؤات هذه الأبراج، خصوصا عندما يسقط على حالات متناقضة لما تتناوله، كأن تقول لشاب دون عمل، أن مشاريعك اليوم ستعرف نجاحا باهرا، وأن صفقته اليوم ستكسر كل التوقعات، وغيرها من "الخزعبلات"، التي لا تستند إلى أي منطق بقدر ما تحاول أن تجد مكانا لها في نفوس شباب لم يجد سوى الأبراج ليحلق بماله ويستشرف مستقبله. وهذا ما أكده خالد جمالي، باحث في علم الاجتماع، في حديثه ل"المغربية" أن الارتباط بالأبراج هو عنوان فقدان الشخص لثقته في نفسه، وعدم قدرته على تدبيره واقعه بواقعية وعقلانية، وهذا ما ذهبت إليه نسيمة، فاعلة جمعوية وناشطة حقوقية، بقولها إن الأبراج كثيرا ما تفقد الشخص منا الواقعية والإيمان بقدراته الذاتية والنفسية، فيما اعتبر عبد الله الدرعي، أستاذ باحث، أن الحديث عن مدى صدقية الأبراج أو غيرها ليس هو الموضوع، لأن الفلك علم قائم الذات، لكن كيفية تناول وكتابة تفاصيل هذه الأبراج في بعض الجرائد، هو الذي يضع استفهاما كبيرا، ويبرز أن ما تحتوي عليه بعض هذه الأبراج لا يرتبط بالتوقيت المضبوط والآنية في التناول، فهناك من يتناول تفاصيل الأبراج في حينها، إذ أن برج هذا الأسبوع يصلح في الأسبوع المقبل، وهكذا دواليك، ونصح المتحدث ذاته الشباب بأن يؤمن بقدراته أولا وبتفكيره ويعتبر مثل هذه الأبراج كلاما للاستئناس.