كشف خبراء اقتصاديون أن بناء الأبراج الشاهقة وناطحات السحاب لا يعد بذخا اقتصاديا، بل هو نوع من التوسع العمراني العمودي قليل التكلفة. وأشاروا، في تصريحات صحفية نشرت أمس الأحد، بعد أقل من أسبوع على افتتاح (برج خليفة)، أكبر برج في العالم، إلى أن بناء ناطحات السحاب ينطوي على فنون عمرانية ورغبة في بلوغ أعلى مستويات العلم والتقنية، بالإضاف`ة إلى كونه أحد مظاهر الحياة العصرية والحديثة.
وأكد الخبراء، أن تطوير الأبراج الشاهقة يسهم اقتصادياً وبيئياً في تطوير المواصلات العامة بشكل كبير وزيادة ربحيتها، لما تتسم به من كثافة سكانية تتركز في مكان محدد، وذلك عكس الضواحي السكنية والقرى، مبرزين أن استخدام الطاقة في الأبراج الشاهقة يعد أقل نسبياً عنه في المباني المتعدّدة.
ولاحظوا أن بناء ناطحة سحاب مثل (برج خليفة)، له روابط اقتصادية أمامية وخلفية، إذ يوفر للاقتصاد المحلي خدمات أساسية ومهمة، في الوقت الذي يوفر هو نفسه فرصاً وخدمات أخرى تدعم النشاط الاقتصادي والنمو وتوفر فرص عمل كثيرة.
وفي هذا السياق، ذكر علي الصادق المستشار في مجلس دبي الاقتصادي أن "هناك فوائد اقتصادية عدة لتطوير ناطحات السحاب على الاقتصاد الكلي، فهي تدعم نمو النشاط الاقتصادي وتوفّر فرص العمل، فضلاً عن تأثيرها الإيجابي على قطاع البحث العلمي ودعم استخدام التقنيات الحديثة.
ورأى أن "الإنسان يبحث عن التوسع العمودي الذي يعمل على زيادة اتصال البشر ببعضهم البعض، كما أن من فوائد الأبراج الاقتصادية أنها تستغرق وقتا أطول في عملية التطوير، التي غالباً ما تصاحبها زيادة في النشاط الاقتصادي خلال تلك الفترة ونمو في عدد الوظائف".
وأشار إلى أن بناء ناطحات السحاب يتطلب الإنفاق على البحث العلمي، الذي يعد قطاعاً مهماً يساعد على تطوّر المجتمعات، بالإضافة إلى الجانب الجمالي الذي توفّره كونها تعبر عن متانة الاقتصاد المحلي وقدرته على مواجهة تحديات المستقبل.
وبدوره، قال جيتيندرا جيانشانداي الخبير في تأسيس الشركات، إن تطوير الأبراج الشاهقة يعد أحد الحلول المثلى لمواجهة ضيق المساحات بالمدن، كما يسهم في تفعيل المواصلات العامة والتجارية بشكل كبير وزيادة ربحيتها، لما تتمتع به هذه الأبراج من كثافة سكانية متمركزة في مكان واحد، وذلك عكس الضواحي السكنية.
من جانبه، أكد سعد الله العابد الخبير العقاري في مؤسسة (كولييرز إنترناشيونال)، أن أسعار العقارات في منطقة وسط برج خليفة والمناطق المحيطة بها مثل مركز دبي المالي، ستتأثر إيجاباً بعد افتتاح البرج الأطول في العالم، ما يعطي المستثمرين فرصة لجني مكاسب على المدى الطويل.
وأضاف أن "بناء ناطحات السحاب تأثيره أبعد من نطاق القطاع العقاري فقط، فهو يمتد إلى أكثر من 20 عاما"، مبرزا أن "الأب`راج تح`ول الب`لاد إلى مزار سياحي، وبالتالي تدعم الاقتصاد بشكل كلي".
وكانت إمارة دبي قد دشنت الإثنين الماضي (برج خليفة) وهو أعلى ناطحة سحاب في العالم بطول يتجاوز 825 مترا، تطلب بناؤه كلفة إجمالية تناهز مليار دولار أمريكي.
ويصل عدد طوابق هذه المعلمة المعمارية التي تمتلها شركة (إعمار) الإماراتية، إلى 160 طابقا علويا.