ثمن المشاركون في مؤتمر الأممالمتحدة الإفريقي بشأن القضية الفلسطينية، بالرباط، جهود جلالة الملك محمد السادس في لجنة القدس، مشددين على أهمية مدينة القدسالمحتلة بالنسبة لأتباع جميع الديانات، خصوصا المسلمون والمسيحيون. ونددت الوفود الإفريقية المشاركة في المؤتمر بمحاولات تهويد القدس من طرف إسرائيل، منذ احتلالها سنة 1967، معلنة أنها قادرة على مساعدة أطراف النزاع للتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم لقضية القدسالمحتلة. وقال الطيب الفاسي الفهري، وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أثناء افتتاحه أشغال المؤتمر، أول أمس الخميس، إن "مستقبل القدس يجب ألا يظل خاضعا لمنطق القوة"، مطالبا بأن يعالج ملف القدس، ضمن مفاوضات المرحلة النهائية "التي لن يكتب لها النجاح ما لم تنطلق بشكل جاد، في احترام تام لقرارات الشرعية الدولية، ومحددات مبادرة السلام العربية". وذكر بالمجهودات الكبيرة، التي يبدلها جلالة الملك، دعما للقضية الفلسطينية، من منطلق رئاسة جلالته لجنة القدس واهتمامه الكبير بدعم جهود السلام بالمنطقة. وجدد الفاسي الفهري التأكيد على أنه "لا يمكن تحقيق السلام بمنطقة الشرق الأوسط في غياب دولة فلسطينية مستقلة، وموحدة ومتواصلة جغرافيا، بعيدا عن الحلول التجزيئية"، مطالبا الأممالمتحدة بتنسيق كل الجهود الدولية لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي. من جهته، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في رسالة إلى المؤتمر، تلاها بدر الدفع، السكرتير التنفيذي للجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا، ب"التقدم الملحوظ الذي عرفته مبادرة السلطة الفلسطينية لبناء الدولة، رغم الاحتلال والظروف السياسية والاقتصادية، في المجالات الحيوية للأمن وسيادة القانون"، داعيا إلى المضي قدما في مسلسل التسوية. واعتبر بان كي مون أن المبادرة الفلسطينية للسلام تعد عنصرا مكملا للمفاوضات، وتحظى بدعم قوي من المجتمع الدولي، مطالبا بمواصلة العمل لوضع نهاية لاحتلال الأراضي الفلسطينية سنة 1967، والمساعدة في تحقيق تسوية شاملة للصراع العربي الإسرائيلي. من الجانب الفلسطيني، اعتبر أحمد قريع، رئيس دائرة شؤون القدس، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أن العمل الدبلوماسي والسياسي في المنظمات الدولية يشكل رصيدا مهما يدعم عدالة القضية الفلسطينية، مؤكدا أن موضوع القدس يعد مفتاح السلام في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره. وقال إن "القدس تتعرض لمخاطر قد تقود إلى كارثة لا تتخيل عاقبتها، ولا حل لمشاكل المنطقة دون حل مشكلة القدس أولا"، مدينا القمع الإسرائيلي وسياسة التوسع. وأضاف أن إسرائيل تهدف إلى تغيير المعالم الدينية والثقافية والتاريخية والجغرافية للمدينة المقدسة، من خلال الإمعان في مصادرة الأراضي، وبناء المستوطنات الاستعمارية عليها، وهدم المنازل، مع مواصلة الحفريات، وإقامة الأنفاق تحت المدينة، ما بات يتهدد المسجد الأقصى بالانهيار. في السياق نفسه، اعتبر رياض منصور، المراقب الدائم لفلسطين لدى الأممالمتحدة، أن المؤتمر يشكل مناسبة لتأكيد ضرورة استثمار التوافق الدولي الحالي، من أجل وقف الاستيطان، كشرط أساسي لإيجاد حل للنزاع. مؤكدا مواصلة الشعب الفلسطيني كفاحه ضد الاحتلال الإسرائيلي. من جهته، قال زاهر تانين، رئيس وفد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف إن أي اتفاق لا يتضمن جعل القدسالشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية لن يؤدي إلى سلام دائم"، مشددا على ضرورة دعم المجتمع الدولي للمحادثات الجارية، لتشجيع الطرفين على اتخاذ خطوات لازمة لبناء الثقة والاطمئنان المتبادلين، للشروع في مفاوضات مباشرة بشأن جميع القضايا العالقة. واختتم المؤتمر، أمس الجمعة، بعد أن تناول، على مدى يومين، موضوع تعزيز دعم الدول الإفريقية لتشجيع إيجاد حل عادل ودائم لقضية القدس. وعقد برعاية الأممالمتحدة، واللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، بهدف تعزيز الدعم الدولي للقضية الفلسطينية، خاصة لدى الدول الإفريقية، وشاركت في أشغاله أغلب الدول الغفريقية، ووفد فلسطيني رفيع المستوى، بالإضافة إلى ممثل الأمين العام للأمم المتحدة.