اندلعت معارك عنيفة في مدينة جلال آباد شرق أفغانستان، إثر هجوم لحركة طالبان على قاعدة لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) قرب الحدود مع باكستان. وأوضح المتحدث باسم حاكم ولاية ننغرهار أن مهاجما انتحاريا، على الأقل، فجر سيارة مفخخة عند بوابة مطار جلال آباد حيث توجد القاعدة, مشيرا إلى أن قوات الأمن الأفغانية وقوات الناتو، ومعظمها من الجنود الأميركيين، الذين يتمركزون في القاعدة, اشتبكوا مع المهاجمين. ونقل عن القائد في الجيش الأفغاني، الجنرال عصمت الله، قوله إن ثلاثة من الانتحاريين قتلوا, بينما تحدثت قوات إيساف عن إصابة جندي من القوات الأميركية بجروح. من جانبه، قال المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، إن ستة من مقاتلي طالبان اقتحموا المطار المحصن ما أسفر عن مقتل عشرات من القوات الأفغانية والأجنبية. وأشار مجاهد إلى أن المهاجم الأول فجر سيارته المفخخة عند بوابة المطار لمحاولة فتح الطريق لباقي رفاقه، مشيرا إلى أن خمسة من المهاجمين تمكنوا من اجتياز الحاجز الأمني واشتبكوا مع القوات الأمنية داخل المطار. وذكر التلفزيون الحكومي أن مروحيات عسكرية حلقت فوق المنطقة حيث كان يسمع دوي إطلاق نار وانفجارات. من جهة أخرى، شهد الكونغرس جلسة استماع مخصصة للجنرال، ديفيد بتريوس، بعد تسلمه منصبه الجديد في قيادة القوات الأميركية بأفغانستان، قام خلالها بتريوس بإثارة نقطة خلافية حول موعد الانسحاب العسكري من كابول. إذ أشار الجنرال الأميركي إلى أن البيت الأبيض لم يقل بأن الانسحاب سيبدأ في يوليوز 2011، بل أشار إلى أن "العملية" الآيلة إلى ذلك ستبدأ في هذا التاريخ، وتوقع أن تتزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الأميركية بأفغانستان، بينما هاجم المرشح الرئاسي السابق، جون ماكين، دعاة الانسحاب المبكر، واصفاً إياهم ب"الانهزاميين". واستدعت مواقف بتريوس مداخلة من رئيس لجنة العسكريين في الكونغرس، كارل ليفين، الذي شدد على وجوب أن يبدأ الانسحاب من أفغانستان في يوليوز من العام المقبل، معتبراً أن هذا الأمر يضع المسؤولين الأفغان أمام الأمر الواقع الداهم. وأشار ليفين إلى أن تحديد البيت الأبيض لتاريخ مغادرة القوات الأميركية لأفغانستان كان له مردود إيجابي على الصعيد الأفغاني الداخلي، إذ أنه تسبب في موجة تطوع كبيرة في الجيش الأفغاني، لم يشهدها في تاريخه من قبل. غير أن السيناتور الجمهور جون ماكين، المرشح السابق للرئاسة الأميركية، دافع عن موقف بتريوس، قائلاً إن على الولاياتالمتحدة عدم تحديد مواعيد مسبقة لخطواتها العسكرية، بل اختيار لحظة مغادرة أفغانستان وفقاً ل"الأوضاع على الأرض". وأضاف ماكين أن قيام واشنطن بإعلان رغبتها في مغادرة أفغانستان العام المقبل قلل من الدعم الدولي الذي كانت تحظى به على الصعيد العسكري، باعتبار أن المهمة قاربت على الانتهاء، وانعكس ذلك سلباً على الوضع الميداني، فباتت السيطرة على الأمور "أكثر صعوبة،" ما يدل على الحاجة للمزيد من الوقت. واتهم ماكين من وصفهم ب"الانهزاميين خلال الحرب في العراق،" بالعمل على الترويج لانسحاب قريب من أفغانستان. وكان بتريوس تطرق في إفادته إلى موضوع موعد الانسحاب المنتظر من أفغانستان، فقال إن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، استخدم مصطلح "بداية عملية الانسحاب" من أفغانستان في يوليوز 2011، عوض الإشارة إلى الانسحاب نفسه. وأضاف بتريوس أن القوات الأميركية ستضطر إلى تقديم المساعدة لأفغانستان "لسنوات طويلة مقبلة،" مضيفاً أن القوات الأفغانية بحاجة لأعوام عديدة قبل أن تتمكن من السيطرة على الأمور بمفردها. ولدى سؤاله عن الأهداف الأميركية في أفغانستان قال بتريوس"المهمة واضحة.. وهي العمل لمنع تنظيم القاعدة وسائر الحركات المتطرفة من إيجاد ملاذ آمن في هذا البلد يجري فيه التخطيط لشن هجمات على الولاياتالمتحدة أو الدول المتحالفة معها. وتطرق بتريوس إلى الوضع العسكري في مواجهة حركة طالبان، فأقر بأن الحركة واصلت طوال السنوات الماضية توسيع رقعة نفوذها وسيطرتها على الأرض، ولكن ذلك توقف اعتباراً من 2010، مع وصول التعزيزات العسكرية الأميركية. وشرح قائلاً "هناك تقدم في العديد من المناطق، والهدف الرئيس اليوم هو وسط ولاية هلمند، والقوات الأميركية والبريطانية والأفغانية تعزز تواجدها في هذه المناطق، ولكن المتطرفين يقاومون، وليس هناك من أمر سهل في هذا الموضوع." ورأى بتريوس أن تزايد الخسائر البشرية في صفوف القوات الدولية بأفغانستان "أمر طبيعي" يترافق مع تزايد العمل على دحر المليشيات المسلحة، وتوقع أن ترتفع حصيلة الخسائر قبل أن تعود لتتراجع مع انكسار شوكة المسلحين. وفي سياق متصل، علمت CNN أن وزارة الدفاع الأميركية قررت إعفاء بتريوس من منصبه على رأس القيادة الأميركية الوسطى، كي يتفرغ للمهام في أفغانستان، وسيقوم وزير الدفاع، روبرت غيتس، بترشيح ضابط جديد على رأس تلك القيادة بمجرد أن يوافق الكونغرس على تولي بتريوس زمام الأمور بأفغانستان.