أعلن مصدر رسمي أردني أن سبعة من ركاب سفينة المساعدات الإيرلندية، ريتشل كوري، التي منعتها إسرائيل، أول أمس السبت، من التوجه إلى قطاع غزة وصلوا، أمس الأحد، إلى الأردن.شجب شعبي واسع للهجوم الإسرائيلي على القافلة الإنسانية البحرية (أ ف ب) وقالت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) إن ستة ماليزيين بعضهم أعضاء في البرلمان وواحدا من كوبا ممن كانوا على متن السفينة ريتشل كوري، التي سيطرت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي وصلوا إلى الأردن، أمس الأحد، عن طريق جسر الملك حسين (50 كلم غرب عمان). وأضافت الوكالة أنه سيصل في الوقت نفسه أحد الاندونيسيين كان ضمن النشطاء على متن أسطول الحرية الذي اعتدت عليه إسرائيل الأسبوع الماضي. وحسب الوكالة، ستقوم الحكومة الأردنية بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لهم حتى يتمكنوا من العودة إلى بلادهم بسلام. ورست سفينة المساعدات الايرلندية، ريتشل كوري، بعد، ظهر أول أمس السبت، في ميناء أشدود في جنوب إسرائيل بعدما اعترضتها البحرية الإسرائيلية ومنعتها من التوجه إلى قطاع غزة المحاصر. من جهة أخرى، ذكرت مصادر إسرائيلية في وزارة الخارجية، أن إسرائيل لا تنوي الاعتذار لتركيا عن الهجوم الذي نفذته قوة كوماندوز إسرائيلية على "أسطول الحرية ولقي فيها عدد من الناشطين مصرعهم على متن السفينة التركية "مرمرة". وفي الغضون، تناقش الحكومة الإسرائيلية تشكيل لجنة لتقصي حقائق الأحداث التي واكبت عملية مهاجمة قافلة المساعدات الإنسانية، التي راح ضحيتها تسعة من المتضامنين الأتراك. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤول بارز بالخارجية، رفض كشف هويته، إن الحكومة الإسرائيلية لن تتقدم باعتذار إلى تركيا عن اقتحام "أسطول الحرية". وتأتي هذه التصريحات على خلفية التهديدات التركية بأنه في حال لم تعتذر إسرائيل عن المس بالمواطنين الأتراك خلال حملة أسطول الحرية، فإن أنقرة سوف تقطع جميع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن المسؤول تقديراته أن مطلب تركيا تقديم الاعتذار من المرجح أنه دلالة على أن أردوغان يبحث عن ذريعة لقطع العلاقات بشكل تام. وحسب الخارجية الإسرائيلية فإنها فوجئت من تصريحات السفير التركي في الولاياتالمتحدة، التي طالب فيها إسرائيل بالاعتذار، من جهة أنه لم يجر نقل هذا المطلب عبر أي قناة دبلوماسية بين إسرائيل وتركيا. وفي المقابل، قالت المصادر ذاتها إن السفير التركي في واشنطن، كان في السابق سفيرا لتركيا في إسرائيل، ويعتبر صديقا لإسرائيل، وتربطه علاقات حسنة مع اليهود في الولاياتالمتحدة، ومن هنا فإنه يجب أخذ تصريحاته بمنتهى الجدية، على اعتبار أن مصدرها تعليمات من المستويات العليا في أنقرة. وقال المصدر نفسه "يبدو أن التدهور في العلاقات سوف يستمر، وأن قطع العلاقات بين البلدين هو مسألة وقت". وإلى ذلك، ترأس رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، جلسة للمنتدى الوزاري السباعي لبحث طلبات تقدمت بها العديد من الدول لتشكيل لجنة لتقصي حقائق الأحداث التي واكبت عملية الاستيلاء على قافلة الإنسانية. وأكدت مصادر سياسية استعداد إسرائيل للنظر في إمكانية أن تشكل الأممالمتحدةوالولاياتالمتحدة لجنة من هذا القبيل شريطة مشاركة إسرائيلية في سير تقصي الحقائق، حسب الإذاعة الإسرائيلية. وذكر ان رئيس الوزراء ووزير الدفاع، إيهود باراك، يعارضان فكرة التحقيق مع جنود جيش الدفاع إلا انهما على استعداد لإجراء التحقيقات حول العملية التي استنكرها المجتمع الدولي بقوة. من جهة ثانية، أكد مسؤول عسكري كبير ضرورة مواصلة فرض الحصار البحري على قطاع غزة وزعم أنه بات في حكم المؤكد وجود مجموعة، بين المتضامنين على متن السفينة مرمرة، على علاقة وثيقة بمنظمات ارهابية دولية ومحلية وان الهدف من رحلتها كان القتل.