ناشد إسماعيل العلوي الراغبين في خلافته في منصب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية أن يتنازل أحدهما بالتوافق، دون الاحتكام إلى الأصوات، في مؤتمر الحزب، الذي انطلق أمس الجمعة، في بوزنيقة.وامتنع العلوي، في تصريح ل "المغربية"، عن ذكر أي من أسماء القياديين المتنافسين على خلافته، وظل الصراع على أشده لمنصب الأمانة العامة للحزب بين عضوي الديوان السياسي، نبيل بنعبد الله، وسعيد السعدي. وعلمت "المغربية" أن الديوان السياسي عقد اجتماعا، صبيحة أمس الجمعة، في محاولة الحسم في الخلاف بين بنعبد الله والسعدي، وإيجاد صيغة توافقية بين المتنافسين، رغم أن ما تسرب من كواليس الاجتماع، يفيد أن أغلبية أعضاء الديوان السياسي يحاولون الضغط على السعدي للتنازل لبنعبد الله. وقال عبد اللطيف أوعمو، عضو الديوان السياسي، ل"المغربية"، إنه، في حالة عدم توصل الديوان السياسي إلى توافق بين المتنافسين، سيرفع الأمر إلى أعضاء اللجنة المركزية، الذين كانوا سيجتمعون، مساء أمس الجمعة ببوزنيقة، مشيرا إلى أنه في حالة فشل اللجنة المركزية في الحسم، سيدخل الاثنان حلبة التنافس عبر استقطاب أصوات المؤتمرين، وسيكون هذا حدثا في تاريخ التقدم والاشتراكية، إذ لم يحصل أن تقدم للأمانة العامة أكثر من مرشح. وأحدث تشبث المتنافسين بحظوظهما في الترشح للأمانة العامة تباينا في آراء المؤتمرين، وقال أحدهم ل "المغربية"، فضل عدم ذكر اسمه، إن هناك مؤتمرين يقولون "إذا فاز بنعبد الله، سيصابون بخيبة أمل وسيغادرون الحزب"، مشيرا إلى أن التعليق نفسه يطلقه مؤتمرون آخرون في حق السعدي. ودشن بنعبد الله والسعدي حملة تواصل مباشر بالمؤتمرين، وكشف مصدر من الحزب أن بنعبد الله يستعين بوزراء الحزب والشبيبة الاشتراكية، وأطر جمعية الطلائع، فيما يستعين السعدي برفاقه من الجيل الأول للتقدم والاشتراكية، وتيار الأخوين كرين، والأطر النقابية للحزب. يشار إلى أن السعدي قام بجولات في فروع عدة، وعقد لقاءات مع المؤتمرين من أجل التصويت عليه لمنصب الأمين العام الجديد للحزب، خلفا لإسماعيل العلوي. وأوصى إسماعيل العلوي رفاقه في الحزب، الراغبين في خلافته، بالتمسك بخطوط العمل السياسي والتنظيمي، والحفاظ على استمرارية فكر التقدم والاشتراكية، والمساهمة الفعالة في إنضاج شروط التخليق والدمقرطة. وطالب رفاقه في القيادة بالوعي بأن المغرب يوجد في منعرج الطريق، ما يفرض عليهم أن يتقنوا التدبير اليومي للحزب، وأن يساهموا في محاربة العزوف السياسي، من خلال مناقشة الشباب بخطاب جديد، يستجيب لمتطلباتهم، والاهتمام بالحياة اليومية للمواطنين، والمساهمة، من خلال منتخبي الحزب، في فك العزلة عن العالم القروي، وتحسين ظروف الإنتاج، ليستعيد المواطنون الثقة في العمل السياسي. وأوصى بالعمل على تجسيد شعار المؤتمر الثامن، الرامي إلى إطلاق جيل جديد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وإنجاز تعاقد سياسي جديد بين كل الفاعلين السياسيين والاجتماعيين.