أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، أول أمس السبت بوجدة، على وضع الحجر الأساس لبناء مركز لاستقبال وتكوين الأطفال التوحديين، واطلع جلالته على مجموعة من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي جرى إنجازها، أو التي توجد في طور الإنجاز، بغلاف مالي يبلغ ثمانية عشرة مليونا و100 ألف درهم. (ح م) وتندرج هذه المشاريع الاجتماعية والتربوية والرياضية في إطار المقاربة الملكية للتنمية البشرية، والتي تروم تمكين فئات اجتماعية واسعة من ظروف العيش الكريم، لاسيما المرأة والأطفال، والعناية بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وضمان اندماجهم في المجتمع. وقدمت لجلالة الملك، بهذه المناسبة، شروحات حول مشروع بناء مركز استقبال وتكوين الأطفال التوحديين، الذي رصدت له اعتمادات مالية بقيمة أربعة ملايين درهم، ويسعى هذا المركز لخلق فضاء لاستقبال وتكوين الأطفال التوحديين، وتشجيع إدماجهم الاجتماعي والتربوي، إلى جانب دعم الجمعيات العاملة في مجال التوحد. ويعد المشروع، الذي سيجري بناؤه خلال عشرة أشهر على مساحة إجمالية تبلغ 2000 متر مربع، ثمرة شراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والجماعة الحضرية لوجدة وجمعية فضاء التوحد. وتشمل مكونات المشروع، الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 80 طفلا، ثلاث ورشات وقاعة لتصحيح السمع، وقاعة للترويض الطبي وقاعة متعددة الوظائف، إلى جانب مكتبة وثلاث حجرات للدراسة موزعة بحسب الفئات العمرية. كما يضم فضاء للاستقبال وإدارة ومطعما ومطبخا ومرافق صحية. كما اطلع جلالة الملك، بهذه المناسبة، على مجموعة من المشاريع، التي جرى الشروع في إنجازها بمدينة وجدة، أو جرت برمجتها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية برسم سنة 2010. وتهم هذه المشاريع بناء مركب للخدمات الاجتماعية بالحي الحسني لفائدة 300 مستفيد ومستفيدة، بغلاف مالي يصل إلى أربعة ملايين و500 ألف درهم، ومركز اجتماعي ورياضي للقرب بحي هاكو يستفيد منه 400 شخص (خمسة ملايين درهم)، ومركب اجتماعي ورياضي للقرب بحي النصر لفائدة 400 مستفيد (ثلاثة ملايين درهم). وتسعى هذه المشاريع التي يجري إنجازها بشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ومختلف شركائها إلى تقريب الخدمات الاجتماعية والثقافية من السكان، وتشجيع التعليم الأولي بالأحياء المدارية، ودعم التنشيط الثقافي والاجتماعي والرياضي بالمنطقة، وخلق فضاءات لاستقبال وتكوين الشباب، وتطوير كفاءاتهم. كما تشمل مشروع بناء فضاء لإنتاج وتسويق منتوجات الصناعة التقليدية بحي هاكو، الذي سيجري إنجازه من طرف كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، بغلاف مالي يصل إلى مليون و600 ألف درهم، في إطار الالتقائية مع مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويروم المشروع، الذي سيجري إنجازه على مساحة 700 متر مربع، ويستفيد منه الصناع التقليديون والتعاونيات والجمعيات المحلية، إنعاش قطاع الصناعة التقليدية، وتحسين فضاء الإنتاج والتسويق، وتنظيم القطاع، وتحسين الجودة، وتشجيع وخلق فرص للتكوين في هذا المجال. وأشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مرفوقا بصاحب السمو الأمير مولاي إسماعيل، في اليوم نفسه، بحي السلام بوجدة، على تدشين مركز للخدمات الاجتماعية، وآخر للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، جرى تشييدهما في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي يبلغ ستة ملايين و500 ألف درهم. ويجسد إنجاز هذين المشروعين حرص جلالة الملك على التتبع الشخصي والمباشر لإنجاز المشاريع ذات الطبيعة الاجتماعية، لاسيما تلك المندرجة في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما يعكس العناية الخاصة التي يوليها جلالته لقضايا وشؤون الأشخاص، الذين يعانون الهشاشة، خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة والشباب والمرأة.