خاضت فعاليات حقوقية وجمعوية، الجمعة الماضي، وقفة احتجاجية غاضبة، أمام المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، للتنديد بما اعتبروه "خطأ طبيا، وإهمالا لحق بهدى الهلالي، وأسفر عن مضاعفات خطيرة، تهدد حقها في الحياة".الضحية هدى وهي ترقد في المصحة والمنديلين الكبيرين اللذين استخرجا من أحشائها (خاص) وسجل بيان حقوقي تدهور الوضع الصحي، وتدني ظروف العمل، وجودة الخدمات الصحية بالمستشفى، في ظل النقص الحاد في الموارد البشرية، وتقادم الأجهزة الطبية. وأدلى عزيز زهاج، زوج الضحية، ل "المغربية"، بملف متكامل عن الحالة الصحية لشريكة حياته، طريحة الفراش، ويتضمن شهادات وخبرات طبية، وتظلمات، وإجراءات مسطرية وقانونية، باشرها لدى الجهات المعنية، من سلطات طبية وقضائية وإقليمية، وجمعيات حقوقية. وحسب وقائع القضية، المضمنة في شكاية رفعها دفاع الضحية إلى وكيل الملك بمحكمة الدرجة الأولى بالجديدة، وحصلت "المغربية" على نسخة منها، فإن طبيبا جراحا، يعمل، على التوالي، بمستشفى محمد الخامس، وبمصحة بالجديدة، وكذا، بالمستشفى المحلي بأزمور، كان أخضع الضحية هدى الهلالي، لعملية قيصرية، الأربعاء 2 دجنبر 2009، بقسم الولادة بمستشفى محمد الخامس، جراء مخاض عسير، استدعى نقلها من المركز الصحي بأزمور، على متن سيارة للإسعاف. وتكللت العملية الجراحية بالنجاح، ورزقت هدى بطفلة جميلة، إلا أن الأم لم تسعد بفلذة كبدها، بسبب آلام حادة كانت تحس بها في جنبيها الأيمن والأيسر، وكانت تصيح وتستغيث، وتقول إن بداخلها كرتين تكادان تنفجران. ما حدا بالطبيب إلى الاحتفاظ بها بالمستشفى لمدة 5 أيام، وطلب منها بعد ذلك، مغادرة المستشفى. وظلت الضحية تعاني الآلام مدة 15 يوما، ثم نقلها زوجها في أعقاب ذلك، إلى المركز الصحي بأزمور، حيث يشتغل الطبيب، الذي أخضعها للعملية القيصرية. وتتهم الضحية الطبيب في شكايتها، التي أصدر في شأنها وكيل الملك، تعليماته إلى الضابطة القضائية بالمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، بفتح بحث فيها، برفض إجراء كشف ب"الراديو" عليها، رغم حالتها الصحية المتدهورة، وارتفاع حرارة جسمها، والقيح الذي عاين تدفقه من الجرح، الذي كانت تحمله في بطنها. وجاء في الشكاية المذكورة أن زوج الضحية، نقلها بتاريخ 28 دجنبر 2009، إلى مستشفى محمد الخامس، واحتفظ الطبيب بها مدة يومين، دون أن يخضعها لأي فحص أو علاج، واكتفى الطبيب المعالج بمدها بالمقويات "السيروم". وعلى إثر ذلك، طلب منها مغادرة المستشفى، رغم القيح الذي استمر في التدفق. واسترسالا في سرد الوقائع، تضيف شكاية الضحية، أن زوجها، الذي يعمل نادلا بمقهى، عرضها، أخيرا، إثر الإهمال واللامبالاة، على أطباء أخصائيين بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، وأجروا لها فحوصات طبية، وكشفا بالأشعة السينية، أظهر وجود جسم غريب في بطنها، وحاولوا إخراجه من الدبر، تفاديا لإجراء عملية جراحية، سيما بعد أن تبين أنه اخترق الأمعاء. وباءت المحاولة بالفشل، مرتين متتاليتين. وأحالها الأطباء على مصحة خاصة بالدارالبيضاء، وأجرى طبيب أخصائي من فرنسا، 3 عمليات جراحية معقدة، على الضحية، ونادى، لحضورها، على الطبيب الذي كان أجرى العملية القيصرية بالجديدة، وأنذره أن تكاليف العمليات ستتجاوز 100 ألف درهم. وتحت أنظار الطبيب، أخرج الطاقم الطبي المتدخل، من أحشاء بطنها، منديلين كبيرين خضراوين، من الثوب الخشن، كان الطبيب الأول أغفلهما منذ مدة 4 أشهر، وبثر الأخصائي الفرنسي جزءا كبيرا من الأمعاء الغليظة والأمعاء الدقيقة، وفتح لها مخرجا اصطناعيا من بطنها، لإخراج الفضلات. وتضيف الشكاية أن الضحية مازالت طريحة الفراش، وتخضع للمراقبة الطبية، إثر معاناتها من المضاعفات الخطيرة، ولا تقوى على الحركة أو الكلام، وأن فضلاتها تخرج من بطنها. ولا أحد من الأطباء بإمكانه أن يتكهن عما ستؤول إليه حالة الضحية الصحية، التي باتت حياتها مهددة. وتجدر الإشارة إلى أن المحققين استمعوا، أخيرا، إلى تصريحاتها في محضر قانوني، في علاقة بالقضية.