رفضت إدارة مصحة دار السلام الموجودة بشارع موديبوكيتا قرب مسجد السنة بالدار البيضاء الإدلاء بتصريح ل التجديد بشأن قضية الشاب وديع نسيب، وتوضيح وجهة نظرها بشأن ما نسب إليها من الإهمال والتفريط من لدن عائلة هذا الأخير، والتي تظاهرت في وقفة احتجاجية صباح يوم السبت الماضي. وقد أصدر إدارة المصحة تعليمات صارمة بمنع الجريدة من الولوج إليها ومحاولة الوصول حتى إلى مصلحة الإرشادات تحت ضغط نفسي موجه لحراس أمن المصحة، وعن سؤال الجريدة عن سبب هذا التعامل قيل إن مسؤولا بالمصحة اشترط إعطاء تصريح للجرائد ووسائل الإعلام بأخذ موعد مسبق. وفي غضون ذلك، كان العشرات من أسرة وعائلة الراحل وديع وأصدقائه في الدراسة يحتجون على المصحة في الوقفة أمام المصحة بدأت في الساعة الحادية عشر صباحاً، حاملين لافتات تندد بما اعتبروه إهمالا وتفريطا في القيام بالعناية الطبية اللازمة، وصور الفقيد الشاب وديع نسيب تم خلالها رفع شعارات منددة بالأسباب التي أدت إلى وفاة هذا الأخير من طرف إدارة المصحة المذكورة من قبيل فنيك فينك يا مسؤول، لاش الباب يبقى محلول. ليعلن خال الضحية عن تأسيس لجنة للتضامن والتآزر لمواساة عائلة الشاب وديع ومساندة قضيته، تضم هيآت سياسية وحقوقية وممثلين عن المجتمع المدني ووسائل إعلام. واستعرض محمد صابري بعض حيثيات دخول وديع للمصحة بالقول إن الشاب أصيب بوعكة صحية بسيطة دخل على إثرها المصحة لمدة خمسة عشر يوما، صرح عقبها طبيبه لعائلته أنه يتعافى ليفاجئوا يوم الأربعاء 18 يناير الماضي بمكالمة هاتفية تلقتها الأم من طبيب للمصحة المذكورة، يخبرها بسقوط ابنها من الطابق العلوي من المستشفى لتنتقل وتجد ابنها بقاعة الإنعاش ليلفظ أنفاسه الأخيرة يوم الجمعة 20 يناير في الساعة العاشرة والنصف ليلا. ولم تقتنع الأسرة بالتفسير الذي قدمته إدارة المصحة بأن الشاب قد انتحر بسبب نسيان باب البهو المؤدي إلى غرفته غير مسدود، بل حملت المؤسسة المسؤولية كاملها في عدم العناية اللازمة فمثل هؤلاء المرضى النفسيين يضيف صابري ينبغي أن يكونوا في الطابق السفلي تحت أنظار حراسة وعناية طبية، لأنهم يبقوا غير مسؤولين عن حركاتهم، مشددا في هذا السياق على مسؤولية إدارة المصحة الكاملة بالإهمال واللامبالاة التي طالت ابن أخته. وطالب المتحدث نفسه مطالبا في تصريح ل التجديد بالكشف سريعا عن حقيقة الوفاة، موضحاً أن الأبحاث الأولية للشرطة القضائية التي فتحت تحقيقا في هذا الباب أفادت أن الشاب لم ينتحر وأنه سقط على واجهة وجهه الخلفية، وأصيب في أم رأسه من الخلف ليصاب بكسر في نخاعه الشوكي على مستوى الكتف، كما طالبت أم وديع من جانبها بالكشف النهائي والفوري لمعرفة الحقيقة كاملة، ومشددة على مسؤولية المصحة في ما آل إليه مصير ابنها وما وصفته انعدام العناية المطلوبة لمثل هذه الحالات من المرضى النفسيين، متهمة إدارة المستشفى بمعاملة ابنها بقسوة.