حوَّل طلاب موريتانيون خلافهم بشأن تعريب التعليم إلى صراع دام اتخذ طابعا عرقيا بين المتحدرين من أصل عربي وأبناء الزنوج، ما يهدد بأزمة جديدة يتخوف المراقبون من أن تشعل نار الحرب الأهلية، كالتي حدثت في الثمانينات من القرن الماضي.مظاهرات طلابية في أحد شوارع نواكشوط (خاص) واعتقلت شرطة مكافحة الشغب 30 طالبا في جامعة نواكشوط بعد أن وقعت مصادمات عنيفة بين طلاب عرب يدعون الحكومة إلى تعزيز اللغة العربية في التعليم والإدارة والطلاب الزنوج الفرنكفونيين الرافضين للتعريب. وقعت المصادمات في الجامعة بعد أن أثار وزير الثقافة جدلا بإعلانه أن اللغة العربية وهي اللغة الرسمية للدولة التي كانت مستعمرة فرنسية في السابق تواجه تهديدا من اللغات المحلية التي تستخدم في أماكن العمل والمدارس. وخلفت المواجهات العنيفة سقوط بعض الجرحى من الطرفيين بعضهم في حالة خطيرة، وحسب مصادر من داخل الجامعة فقد كان الطلاب يناقشون قضية التعريب بعد خروجهم من المدرج الرئيسي ثم تحول النقاش إلى صراع ومواجهات عنيفة تبادل خلالها الطرفان الرمي بالحجارة والعراك بالأيدي، وتأخر تدخل شرطة مكافحة الشغب التي كانت ترابط في محيط الجامعة إلى أن حصلت على الإذن من رئاسة الجامعة مما ضاعف عدد المصابين لدى الطرفين. وبعد أن اقتحمت الشرطة الحرم الجامعي أخرجت الطلاب بالقوة واعتقلت 30 طالباً من المعسكرين وفضت الاشتباك بالهراوات والقنابل المسيلة للدموع. وكانت الأسابيع الماضية قد شهدت احتجاجات واسعة من طرف الطلبة الزنوج عقب تصريحات أدلى بها الوزير الأول الموريتاني ووزيرة الثقافة بشأن وضع اللغة العربية في البلاد، وقد بدأت احتجاجات الطلبة المؤيدين لتعريب الإدارة بعد التصريحات التي نقلتها بعض وسائل الإعلام عن وزير التعليم العالي خلال زيارته لجامعة نواكشوط والتي قال فيها إن الدولة لم تقرر بعد تعريب الإدارة. واندلع هذا الجدل بعد احتفال موريتانيا بيوم اللغة العربية في الأول من مارس الماضي حين أكدت الحكومة أن حضارة البلاد هي "عربية إسلامية" وفسر بعض المراقبين أن هذه التصريحات دليل على توجه حكومي نحو تعريب كامل للإدارة والتعليم، مما أثار حفيظة المؤيدون للفرنكوفونية خصوصاً من الزنوج الذين يعارضون التعريب ويرون فيه استبعادا لكوادرهم الذين درسوا بالفرنسية. ويحتج طلاب ناطقون بالفرنسية من جماعات عرقية زنجية منذ أسابيع قائلين ان المضي قدما باتجاه جعل اللغة العربية إلزامية في أجهزة الدولة والمدارس سيضر بفرصهم في التعليم والعمل. وقال نديايي كاني سار، من اتحاد طلابي "لسنا ضد اللغة العربية وهي لغة ديننا. لكننا لا نريد أن تستخدم حجة اللغة ذريعة لاستبعاد مواطنين موريتانيين يتمتعون بحق المواطنة الكامل".