اختتمت، يوم الأربعاء 28 أبريل 2010 ، فعاليات حملة بدأها حزب إسلامي في موريتانيا لتعزيز الوحدة الوطنية واستمرت أسبوعين تحت شعار: هو سماكم المسلمين. وجاءت الحملة التي نظمها حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل) بعد أعمال عنف ذات طابع عرقي شهدتها جامعة نواكشوط، وفي سياق جدل ساخن، ومظاهرات متبادلة بين المطالبين بتعريب الإدارة والرافضين له من الزنوج. وشهدت جامعة نواكشوط أوائل الشهر الحالي مظاهرات احتجاجية ومواجهات بين أنصار الفريقين تدخلت على إثرها قوات الأمن، وزاد الموقف توترا تصريحات سياسيين ينتمون للطرفين. وتعميقا لمفهوم الإخاء أنهى تواصل حملته مساء الأربعاء 28 أبريل 2010 بمهرجان الجسد الواحد الذي قدم فيه رؤيته لأسس التعايش بين مكونات المجتمع الموريتاني المختلفة عرقيا وثقافيا، ولنتائج الحملة التي نظمها لأول مرة لصالح دعم الوحدة والتعايش الوطني. وقال رئيس الحزب محمد جميل منصور إن موقف حزبه الثابت هو أن اللغة العربية يجب أن تبقى اللغة الرسمية ولغة العمل والإدارة في البلد، على أن يتم بموازاة ذلك تطوير اللغات المحلية، وإنزالها المنزلة اللائقة بها. وأضاف ولد منصور أن اللغة العربية وجدت حيثما وجد الإسلام وحيثما رفعت له راية وكانت اللغة العربية مصونة جامعة، وأن على أبناء الشعب الموريتاني أن يقولوا بكل لغاتهم الوطنية بأن أهل موريتانيا جسد واحد حيثما اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. واستعرض ولد منصور، في ختام الحملة وبحضور عدد كبير من قيادات الحزب وجمع غفير من أنصاره، نماذج من الوحدة الوطنية كما جسدها الموريتانيون عبر العصور في مراسلاتهم ومكاتباتهم وغير ذلك. وأضاف أن اللقاءات التي عقدها حزبه في أغلب المحافظات ضمن حملته الحالية أكدت أن الشعب بقطاعاته المختلفة يقف بحزم ضد دعاة الفرقة والفتنة، ولم يعد يقبل أن يساق مرة أخرى إلى فتنة عرقية أو طائفية تشتت أوصال المجتمع، وتقطع أواصره. ومن جانبها، أكدت عضو مجلس الشيوخ الموريتاني والقيادية في الحزب ياي إنضو أن اللغة التي تحتاجها موريتانيا اليوم هي لغة الأخوة والمحبة والتواصل بين أبناء الشعب بمختلف فئاته وأعراقه. وصدرت في السابق تصريحات لرئيس الوزراء الموريتاني مولاي محمد الأغظف ووزيرة الثقافة في حكومته أكدا فيها أن سيادة البلد ستبقى منقوصة ما لم تأخذ اللغة العربية مكانها في الإدارة والتعليم والعمل. وأثارت هذه التصريحات المتفرنسين، مما دعا وزير التعليم العالي للاعتذار عنها، الأمر الذي أغضب المطالبين بالتعريب، وتسبب كل هذا في أعمال عنف واشتباكات دخلت فيها اللغة والعرق.