أوفد حفيظ بن هاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، صباح الثلاثاء الماضي، لجنة تفتيش مركزية، إلى السجن المحلي سيدي موسى بالجديدة، على خلفية اغتصاب معتقلين، أحدهما قاصر، لنزيل في المؤسسة السجنية.السجن المحلي بالجديدة وصادف حلول لجنة تقصي الحقائق، انتقال الضابطة القضائية لدى فرقة الأخلاق العامة والأبحاث، التابعة للمصلحة الإقليمية للشرطة القضائية بأمن الجديدة، بتعليمات نيابية، إلى الجناح رقم 2، الذي شهدت إحدى زنزاناته، نازلة الاعتداء الجنسي. وباشر المحققون ولجنة التفتيش، التحريات، حول ظروف وملابسات الواقعة، واستمعوا إلى إفادات الضحية والمعتديين، و4 شهود عيان، يقبعون داخل الزنزانة الجماعية نفسها، وأكدوا بالإجماع وقوعها. وأحالت الضابطة القضائية إجراءات البحث، الأربعاء الماضي، على الوكيل العام بمحكمة الدرجة الثانية. وعلمت "المغربية" من مصادر مطلعة، أن نزيلا يدعى (ت)، من مواليد 1990، يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي سيدي موسى، من أجل السرقة الموصوفة، وهو من ذوي السوابق العدلية، يقبع في زنزانة جماعية بالجناح رقم 2، بمعية 5 معتقلين آخرين، ضمنهم قاصر، ويعاني اضطرابات نفسية، يخضع على إثرها للعلاج لدى طبيب المؤسسة السجنية، الذي أوصاه بتناول 5 أقراص طبية مهدئة، 3 مرات في اليوم، بمعدل قرص ونصف عند الفطور، والكمية نفسها عند الغذاء، وقرصين عند العشاء. إلا أنه كان يتناولها دفعة واحدة في الليل. وكانت تنتابه حالة من الهستيريا، وكان اعتدى مرتين على نفسه، واستمعت إليه إدارة السجن. وكان زملاؤه في الزنزانة، يخافون منه، بسبب سلوكاته العدوانية. وليلة الخميس- الجمعة ما قبل الماضية، أرغم نزيلا في الزنزانة نفسها، يدعى (ش)، من مواليد 1991، بدوره رهن الاعتقال الاحتياطي، من أجل السرقة الموصوفة، تحت التهديد، على تناول 5 أقراص مسكنة، جرعة واحدة. ودخل الأخير في حالة غيبوبة، فقد على إثرها إدراكه. وجرده المتهم من سرواله، ومارس عليه، في حدود الواحدة من صبيحة الجمعة الماضية، بمعية نزيل قاصر، يدعى (ح)، من مواليد 1992، الجنس بالتناوب، وفي الصباح، ذاع الخبر بين المعتقلين، وبلغ إلى مسامع المسؤولين بالإدارة السجنية، الذين تدخلوا لاحتواء الوضع. ووجه مدير السجن المحلي، الجمعة الماضي، تقريرا إخباريا إلى حفيظ بن هاشم، وإلى الوكيل العام باستئنافية الجديدة، الذي أصدر، الاثنين الماضي، تعليماته إلى الضابطة القضائية، بالانتقال إلى السجن، وإجراء بحث وتحقيق في نازلة الاعتداء الجنسي. تجدر الإشارة إلى أن الضحية جرى عرضه على طبيب السجن، الذي أشار في تقريره الطبي، أن في مؤخرته، آثار احتكاك. وكان السجن ذاته عرف اضطرابات متكررة، كان أبرزها إقدام سجين، في غضون سنة 2008، على احتجاز 8 زملاء له، داخل زنزانة. ما استدعى تدخل السلطات القضائية والأمنية. وعاشت الساحة الشرفية بسجن سيدي موسى، الخميس 2 يوليوز 2009، اصطدامات عنيفة، بين سجين للحق العام يدعى (ب)، يقيم بالجناح رقم 4، ومعتقلي "السلفية الجهادية". وعاش السجن ذاته حالة انفلات وفوضى. وعصر اليوم الموالي، الجمعة 3 يوليوز 2009، تمرد 4 معتقلين، وهم حسن، وعبد الحق، وعبد النبي، ومحمد، الذين يقضون عقوبات سالبة للحرية، في إطار قضايا الحق العام. وعندما ضيق حراس السجن الخناق عليهم داخل الغرفة رقم 302، بحي الغفران، عمدوا، في حدود العاشرة والنصف من ليلة الجمعة، إلى الاعتداء على أنفسهم، وأحدثوا جروحا في أذرعهم، بواسطة شفرات للحلاقة، وآلات حادة. فيما ذبح حسن الملقب ب "ولد القنيطري"، نفسه من العنق، بواسطة شفرة للحلاقة، في محاولة للانتحار. وسجل السجن المحلي سيدي موسى، والسجن الفلاحي العدير، عدة حالات وفيات، حصلت جلها داخل أقسام ومصالح المركز الاستشفائي الإقليمي بالجديدة، إذ لقي معتقلون حتفهم، بعد أن جرى نقلهم في حالات صحية متدهورة، إثر إصاباتهم بوعكات وأمراض، استعصى علاجها. وهذا ما يستشف من حالات ونازلات الوفيات المأساوية، التي وثقت لها "المغربية".