أوفد حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، على وجه الاستعجال، أول أمس الأربعاء، لجنة تفتيش إلى السجن المحلي ببرشيد، برئاسة لوباريس، رئيس مصلحة التفتيش بالمندوبية العامة. وعلمت "المغربية" من مصادر مقربة من اللجنة أنها طافت على زنازن المؤسسة السجنية، وانتقت معتقلين اثنين من كل غرفة، للاستماع إليهم. وفي مكاتب إدارة السجن المحلي، استمع المفتشون إلى المعتقلين، الذين أكدوا حالة الاكتظاظ المهول، الذي يدفع السجناء لافتراش الأرض، مع ما ينتج عن ذلك من مشاداة يومية بين المعتقلين، وتناسل الأمراض المعدية. كما أكد المستجوبون "إفراط الموظفين في استعمال العنف، واعتمادهم معاملة غير لائقة"، إلى جانب رفع تظلمهم عن تخصيص نصف ساعة أسبوعيا لاستحمام أزيد من 300 معتقل. وأشارت مصادر "المغربية" إلى أنه، بعد استكمال إجراءات الاستماع إلى المعتقلين، التي انطلقت منذ التاسعة صباحا من أول أمس الأربعاء، استمعت عناصر لجنة التفتيش إلى مدير السجن المحلي، ورئيس المعقل، ومجموعة من الإداريين والموظفين، واستمرت جلسات الاستماع إلى حدود السادسة مساء. وأضافت المصادر ذاتها أنه من المرتقب أن تعرض اللجنة خلاصاتها، في تقرير سيوضع على مكتب المندوب العام للسجون، صباح اليوم الجمعة. وقالت المصادر إن إدارة السجن المحلي ببرشيد سعت إلى البحث عن مجموعة سجناء يكذبون اعترافات المعتقلين المستجوبين من طرف لجنة التفتيش، إلا أن إجماع المستجوبين على التنديد بالواقع اليومي المعيش، أكد معاناة أكثر من 600 سجين، يقبعون في السجن المحلي لبرشيد. وكانت "المغربية" نشرت، الثلاثاء الماضي، مقالا حول تقلص المساحة المخصصة للنزيل الواحد، بسجن برشيد، من متر ونصف المتر إلى 60 سنتيمترا، إضافة إلى تخصيص نصف ساعة أسبوعيا لاستحمام أزيد من 300 معتقل.