ينتظر أن يتمكن المغاربة من إجراء عمليات جراحية لزرع القرنية، وإزالة الغشاء الأبيض (الجلالة)، بعد توقيع اتفاقيتي شراكة من أجل تطوير أقسام متخصصة في إجراء عمليات زرع القرنية، وتعزيز إمكانيات إزالة "الجلالة" التي تصيب العينين، خصوصا في صفوف الأشخاص المتقدمين في السن. ووقعت الاتفاقيتان، الجمعة الماضي، في مقر وزارة الصحة بالرباط، الأولى بين وزارة الصحة ومؤسستي "ميدويست إي بانك" و"فيزيون شير" الأميركيتين، عن مجموعة بنكية، هي الطرف الذي سيصدر القرنية إلى المغرب، والاتفاقية الثانية بين الوزارة وجمعية "ليونس كلوب" الدولية في المغرب، وهي الطرف الذي سيؤدي مقابل إجراء العمليات بالنسبة للأشخاص المعوزين. وقالت ياسمينة بادو، وزيرة الصحة، إن توقيع الاتفاقية يعد مبادرة أولى بالنسبة لعمليات زرع القرنية، خصوصا أن هذا النوع من العمليات الجراحية لم يكن يجرى في السابق سواء في المستشفيات العمومية أو المصحات الخاصة، وكان مستشفى الشيخ زايد وحده الذي يجريها، وهو الذي كان يتولى استيراد القرنية من الخارج. وأكدت بادو أنه، بعد التوقيع على هذه الاتفاقية، ستتمكن مختلف المستشفيات الجامعية بالمغرب من استيراد القرنية في مرحلة أولى، حتى تتمكن من دعم مستشفى الشيخ زايد في ما يتعلق بهذا النوع من العمليات الجراحية، وحتى تتمكن أكبر شريحة من المرضى من زرع القرنية وتفادي العمى. وقالت الوزيرة إن "القانون ببلادنا ينص على أن المستشفيات العمومية، وحدها، لها الحق في استيراد القرنية من الخارج، وأردنا أن يشارك القطاع الخاص في إجراء هذا النوع من العمليات الجراحية، لذا ستمكن هذه الاتفاقية المصحات الخاصة من الحصول على القرنية، عبر المستشفيات العمومية، بعد أن تلبي هذه الأخيرة حاجياتها". وأوضحت بادو أن الهدف من الاتفاقية هو النهوض بمجال صحة العيون، ومحاربة العمى، مشيرة إلى أن الوزارة تراهن على إجراء ألف عملية جراحية لزرع القرنية سنويا في أفق 2012 بالمستشفيات الجامعية. وأضافت أن "هذه المبادرة تدخل ضمن برنامج صحة العيون، الذي يعتبر برنامجا طموحا لإجراء عمليات جراحية لإزالة "الجلالة" لما يناهز 30 ألف مواطن هذه السنة، لتبقى، فقط، الحالات الجديدة خلال السنة المقبلة"، مشيرة إلى أن هذا البرنامج سيفتح باب الأمل أمام العديد من المواطنين من المرضى. من جهته، قال عبد القادر مسناوي ممثل جمعية "ليونس كلوب" الدولية في المغرب، إن الاتفاقية، التي وقعتها الجمعية مع وزارة الصحة، ستعمل على دعم البرنامج الوطني لمحاربة العمى المتعلق بداء "الجلالة" وزرع القرنية، مبرزا أن "هناك تصورا وطنيا في برنامج 2008-2012، الذي وضعته الوزارة، ونحن، كمجتمع مدني، ندعم هذا البرنامج لمساعدة الفئات المعوزة، حتى تتمكن من الاستفادة من هذه العمليات الجراحية". وأضاف أن هذا البرنامج يطمح إلى تحقيق إجراء 30 ألف عملية جراحية لإزالة "الجلالة"، وألف عملية لزرع القرنية سنويا، وأن عمل الجمعية هو تقديم خدمات للفئات المعوزة، التي تحتاج إلى إجراء هذا النوع من العمليات الجراحية.