أعرب عدد من المعتمرين المغاربة، الذين أصيبوا في حادثة السير، التي وقعت يوم السبت الماضي، على الطريق الرابطة بين المدينةالمنورة ومكة المكرمة، وخلفت قتلى وجرحى، عن امتنانهم البالغ لمبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.التكفل شخصيا بمصاريف علاج المصابين، ونقل جثامين ضحايا هذه الحادثة. وقال د محمد السبتي، المصاب بكسور، والذي توفيت زوجته رجاء الشعراني في هذه الحادثة "نحن ممتنون كثيرا لمبادرة جلالة الملك محمد السادس، التي خففت عنا كل ألم. ونعرب عن اعتزازنا بهذه الالتفاتة المولوية الكريمة، التي تجسد العناية الفائقة التي يوليها جلالته لكل المواطنين المغاربة والسهر على أحوالهم". وأشاد في تصريح لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بالرياض، بالعناية الطبية التي يلقاها المصابون من قبل الطواقم الطبية بمستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة، وكذا الجهود التي يقوم بها أفراد القنصلية المغربية بجدة، التي تتابع حالتهم الصحية وتقدم المساعدات الضرورية لهم. ومن جهته، أعرب محمد أودينة، الذي قدم من مدينة فاس لتأدية مناسك العمرة بالديار المقدسة، رفقة زوجته حبيبة بوقريص، التي أصيبت هي الأخرى بكسر في الحادثة، عن امتنانه لمبادرة جلالة الملك، مؤكدا أن هذه المبادرة "كانت بالنسبة لنا بمثابة البلسم لكل الجروح، ونشعر معها باعتزاز لا يمكن التعبير عنه لكونها التفاتة كريمة من ملك كريم". وأشاد بدوره، بالعناية التي لقيها المصابون في الحادثة، سواء من قبل إدارة وأطقم المستشفى أو من قبل المسؤولين بالقنصلية المغربية بجدة والعاملين بها، الذين قال إنهم "سهروا على العناية بنا، ووقفوا إلى جانبنا واعتنوا بنا كثيرا". وبهذا الخصوص، أكد الدكتور محمد الأيوبي، مدير مستشفى الملك فهد بالمدينةالمنورة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه بمجرد إبلاغ المستشفى بوقوع الحادثة، التي تعرض لها المعتمرون المغاربة، جرى تجنيد فريق من الأطباء والاستشاريين من مختلف أقسام المستشفى لاستقبال الحالات المصابة. وقال إنه جرى إجراء الإسعافات الأولية للمصابين في حادثة السير بقسم الطوارىء بالمستشفى الذي يتوفر على قسم خاص بالحالات الحرجة، والذي استقبل هؤلاء المصابين. وأشاد مدير المستشفى بالتنسيق القائم مع القنصلية المغربية بجدة، التي يوجد فريق منها معهم طوال هذه الأيام، والذي يسهر على العناية بالمعتمرين المصابين نزلاء المستشفى، وتوفير مطالبهم وتلبية احتياجاتهم والاطمئنان عليهم وعلى وضعهم الصحي، منذ دخولهم المستشفى. وأعرب الدكتور الأيوبي عن تأثره بما خلفته حادثة السير من ضحايا "3 معتمرات"، معربا عن الأمل في أن يتمكن باقي المصابين من استعادة عافيتهم، وأن يتحسن وضعهم الصحي في أقرب وقت. وأضاف الدكتور الأيوبي أنه جرى إجراء الأشعة المطلوبة، من أشعة مقطعية واشعة صوتية وغيرها لتحديد حالات المصابين، وتبين أن 6 منهم كانوا في حالة خطيرة بينما أصيب الآخرون إصابات مختلفة بين كسور وجروح. وأبرز أنه أربع حالات خطيرة أدخلت للعناية المركزة، إذ أغلب الإصابات على مستوى الرأس، معلنا أن الحالة الصحية لهؤلاء الأشخاص الأربعة، ومنهم 3 سيدات، "هي الآن مستقرة وفي تحسن"، مشيرا إلى أن أربعة من المصابين غادروا المستشفى. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس قرر التكفل شخصيا بمصاريف علاج المصابين ونقل جثامين ضحايا حادثة السير المفجعة. كما أصدر جلالة الملك تعليماته السامية إلى السلطات المختصة، والهيئات المعنية، كي تتكلف بما يلزم لنقل المصابين إلى أرض الوطن، ومتابعة حالتهم الصحية بالمستشفيات المغربية، وتعهدهم بكامل الرعاية وفائق العناية. وتابع جلالة الملك الإجراءات الفورية، التي اتخذتها السلطات القنصلية المغربية بجدة، بتنسيق مع السلطات المعنية بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، لتقديم الدعم والمساعدة الضروريين لأسر الضحايا والمصابين، للتخفيف مما ألم بهم . وبهذه المناسبة الأليمة، بعث جلالة الملك، ببرقيات تعازي ومواساة إلى أسر الضحايا المكلومة، وإلى المصابين.