نادت منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، بجمع 1.2 مليار دولار، لمساعدة البلدان الأكثر تضررا من مشاكل الأطفال والنساء، في تقريرها السنوي للعمل الإنساني لعام 2010، الذي يسلط الضوء على أشد الأزمات، التي تصيب الأطفال والنساء حول العالم. وتزامن التقرير مع تركز اهتمام العالم على جهود تقديم الدعم لإنقاذ أرواح مواطني هايتي، ويبرز تقرير هذا العام حالة الأطفال والنساء، في 28 بلدا وإقليما توصف حاجتها بأنها ماسة، مثل هايتي، وأفغانستان، واليمن، والسودان، وكل البلدان، التي تعرف حروبا، أو كوارث طبيعية، أو مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة. وأدرجت البلدان والأقاليم ال 28 المشار إليها في التقرير، على أساس حجم الأزمة، وطابعها المزمن، أو طول أمدها، وشدة تأثيرها على الأطفال والنساء، وإمكانية إحداث نتائج في مجال إنقاذ الأرواح. ويتحتم، في الحالات المذكورة، إنقاذ الأرواح، وضمان إمكانيات الحصول على المياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي الملائم، والنظافة الصحية، والخدمات الصحية، والتغذية، وتوفير الحماية للأطفال، وتمكينهم من التعليم. وصرحت هيلدا ف. جونسون، نائبة المديرة التنفيذية لليونيسف، بأن هايتي كانت من البلدان، التي صنفتها اليونيسف باعتبارها "في حالة أزمة" حتى قبل أن يصيبها الزلزال، وأضافت "في مواجهة الأعاصير العديدة، بالإضافة إلى القلاقل المدنية، كان البلد، وما زال، في حاجة إلى المساعدة الإنسانية". وأوضحت أن "الزلزال نموذج مروّع على نوع آخر من الكوارث المزدوجة، فهو يودي بحياة سكان هايتي، وسبل كسب أرزاقهم، ويشل الهياكل الأساسية، والنظم اللازمة لفعالية الأعمال الإنسانية". وأضافت أن العمل جارٍ، هذا الأسبوع، في حملة كبرى لتمنيع 700 ألف طفل دون سن السابعة، ويجري تلقيحهم ضد الحصبة، والدفتيريا، والتيتانوس. وحسب نشرة لمنظمة "اليونيسف"، توصلت "المغربية" بنسخة منها، فإن حالات الطوارئ ارتفعت في بعض الدول الإفريقية، وأفغانستان، وباكستان، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والسودان، وأن الأطفال يكونون، دائما، بين أشد الفئات تضرراً، وتعرضهم الكوارث لمزيد من مخاطر الاستغلال والانتهاكات الجسيمة لحقوقهم، بما فيها العنف الجنسي، والقتل، والتشويه، والتجنيد القسري في الجماعات المسلحة، تضيف جونسون. ويشير تقرير العمل الإنساني، هذا العام، إلى نشوء بعض الاتجاهات العالمية، التي تشكل أخطارا تراكمية على الطفل، منها تغير المناخ، وحالة الاقتصاد العالمي المتقلبة، وتغير طبيعة الصراع، خاصة تفشي ارتكاب العنف الجنسي ضد الطفل والمرأة، على نطاق واسع. واضطرت أعداد إضافية كبيرة من الأسر الفقيرة، العام الماضي، حسب النشرة، إلى الاقتطاع من وجباتها، وخفض نوعية ما تستهلكه من أغذية. وحسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة، في العام الماضي، كان أكثر من مليار شخص يعانون الجوع حول العالم، بزيادة لا تقل عن 100 مليون شخص عن عام 2008، كما يتوقع أن تزيد الاحتياجات المالية إلى أكثر من الضعف في العام الجاري. غير أن أعظم الاحتياجات ما زالت في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إذ تضرر نحو 24 مليون شخص من الجفاف، وانعدام الأمن الغذائي، بشكل مزمن، والصراع المسلح، في العام الماضي. ويواجه السودان، وتشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، العنف، والتشريد الجماعي في الداخل. والشراكات هي محور التركيز في تقرير العمل الإنساني هذا العام، وتستجيب اليونيسف سنويا ل 200 حالة من حالات الطوارئ في جميع أنحاء العالم.