مازالت الصادرات المغربية، من النسيج والألبسة، تعاني تداعيات الأزمة العالمية، على غرار القطاعات الموجهة للتصدير، خصوصا صادرات الفوسفاط، والمواد الغذائية، والتجهيزات.تراجع صادرات النسيج يؤثر على وضعية العاملين غير المؤهلين (خاص) وحسب مذكرة للمندوبية السامية للتخطيط، حول الوضعية الاقتصادية في المغرب، خلال سنة 2009، وآفاق 2010، توصلت "المغربية" بنسخة منها، تقلصت صادرات الملابس المغربية إلى بلدان الاتحاد الأوروبي، أساسا، بنسبة 6 في المائة، سنة 2009. وتراجعت الصادرات من الملابس الجاهزة نحو الأسواق التقليدية، لاسيما فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، بحوالي 20 في المائة، في النصف الأول من السنة. وتشكل بلدان الاتحاد الأوروبي الأسواق الرئيسية المستوردة للمنتوجات المغربية، خصوصا الألبسة الجاهزة، مثل منتوجات الجينز، والملابس الداخلية، للرجال والنساء، وملابس الأطفال. وتصل نسبة ما يصدر إلى هذه البلدان إلى 60 في المائة من مجموع صادرات منتوجات الملابس المغربية. وكانت مؤشرات أظهرت، أخيرا، أن القطاعات المتضررة من تداعيات الأزمة العالمية، لاسيما النسيج والألبسة، أكدت قدرة على مقاومة الظرفية الصعبة، الناتجة عن انخفاض الطلب الخارجي. وتمثل السوق الفرنسية حوالي الثلث، كما أن نسبة مهمة من الملابس تصدر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية، طبقا لاتفاقية التبادل الحر الموقعة بين البلدين، التي دخلت حيز التنفيذ في فاتح 2006. وبلغت قيمة الصادرات المغربية 31 مليارا و237 مليون درهم، قبل الأزمة، مقابل 25 مليارا و914 مليون درهم سنة 2005، وهي السنة التي دخل فيها نظام الحصص حيز التطبيق. وحسب الجمعية المغربية للنسيج والألبسة، تمكنت إسبانيا، قبل الأزمة، من إزاحة فرنسا من موقعها، إذ أصبحت أول زبون للمغرب، بعدما استحوذت على 36 في المائة من الصادرات، مقابل 31 في المائة لفرنسا. وحافظت الصناعة، أيضا، على موقعها في السوق البريطانية، التي استوردت 15 في المائة من الصادرات المغربية، متبوعة بالبرتغال، التي استوردت نسبة 7 في المائة، ثم ألمانيا بنسبة 5 في المائة. وبسبب الأزمة العالمية، التي مازالت انعكاساتها قائمة، فقد قطاع النسيج والألبسة في المغرب، خصوصا الوحدات المتخصصة في التصدير، منذ بداية الأزمة العالمية في شتنبر 2008، حتى الآن، ما يناهز 11 ألف منصب شغل، حسب ما صرح به المشغلون لصندوق الضمان الاجتماعي، في حين يتوقع أن تفقد الوحدات الصناعية العاملة في القطاع غير المهيكل، عشرات الآلاف من المناصب. يمثل قطاع النسيج والألبسة الذي يعد "رائد القطاعات المصدرة" بالمغرب، 30 في المائة من الصادرات الوطنية ب 30 مليار درهم، حسب معطيات سنة 2008، وتقدر مساهمته في الناتج الداخلي الخام بنسبة 4 في المائة. كما يعد هذا القطاع أول مشغل لليد العاملة، من بين الصناعات التحويلية، بمجموع 210 آلاف شخص، أي 40 في المائة من مناصب الشغل في القطاع الصناعي. وكانت صناعة الألبسة في المغرب صنفت سنة 2008 ضمن المزودين الخمسة الأوائل للسوق الأوروبية، بعد الصين، وتركيا، والهند، وبنغلادش، ب 2.5 مليار أورو. وتشتغل في قطاع النسيج والألبسة 1612 مقاولة، معظمها متوسطة وصغيرة. وتمثل هذه الصناعة نسبة 21 في المائة من مجموع الصناعات المغربية. وحققت هذه الوحدات ما مجموعه أكثر من 30 مليار درهم، أي ما يمثل 14 في المائة من مجموع أرقام أعمال الوحدات الصناعية، في وقت بلغت قيمة الصادرات 30 مليار درهم، في السنة السابقة للأزمة العالمية. ويشغل القطاع 210 آلاف عامل، ما يمثل 40 في المائة من مجموع العمال المشتغلين في الصناعات.