أجلت الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الإبتدائية بمراكش، يوم الثلاثاء الماضي، النظر في قضية المدعو إسماعيل (أ) من مواليد 1977 بحي القصور بالمدينة العتيقة لمراكش، إلى يوم الثلاثاء المقبل، من أجل إعداد الدفاع.بعد متابعته في حالة اعتقال، وفقا لملتمسات وكيل الملك بتهم "الحيازة والاتجار في المخدرات والشذود الجنسي. وتعود تفاصيل القضية التي استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي بمدينة مراكش إلى نهاية الأسبوع الأول من الشهر الحالي، عندما أوقفت عناصر الدرك الملكي التابعة للقيادة الجهوية للدرك بمراكش بمنطقة أسعادة، المتهم الذي كان على متن دراجة نارية سوداء اللون من نوع "سوينغ"رفقة شاب من مواليد 1991، يدعى بدر، قادما من دوار فرانسوا، التابع لنفوذ تراب جماعة أسعادة نحو مدينة مراكش، بعدما تبين لها عدم استعماله الخوذة الواقية للرأس ومحاولة استعمالها على مشارف الحاجز الأمني ليسقط غلافها الداخلي، لكنه تخلى عنه متابعا سيره دون مبالاة، ما أثار شكوك عناصر الدرك الملكي، التي أمرته بالتوقف، فتظاهر بالامتتال قبل أن يلوذ بالفرار تاركا رفيقه والدراجة النارية وكيسا بلاستيكيا يحتوي على أزيد من 8 كلغ من مخدر الشيرا، لتجري ملاحقته من طرف عناصر الدرك الملكي، التي تمكنت من إيقافه. أثناء إخضاعه لإجراءات التحقيق، تلقى هاتفه المحمول الذي جرى حجزه عدة مكالمات هاتفية من طرف مزوده الرئيسي الموجود رهن الاعتقال بالسجن المدني بورزازات، من أجل الاتجار في المخدرات، وعرض على عناصر الدرك الملكي مبلغ 20 ألف درهم لإخلاء سبيل المتهم والإفراج عن البضاعة المحجوزة، وفي محاولة لإيقاف الوسيط الذي كلف بتسليم المبلغ المالي المتفق عليه، وضعت عناصر الدرك الملكي كمينا له بعد تحديد مكان اللقاء بإحدى المقاهي القريبة من القيادة الجهوية للدرك الملكي، ليجري إيقافه أثناء محاولة إرتشاء العناصر الأمنية. وكان المتهم الموجود رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن بولمهارز، الذي اشتغل رصاصا ومساعد تاجر في المأكولات الخفيفة، بعد انقطاعه عن الدراسة، اختار الدخول إلى عالم الاتجار في المخدرات، من أجل الحصول على المال، بعد فقدانه حقوقه المادية التي كان يحصل عليها من طرف جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة، عن طريق نقلها إلى شقيق أحد المروجين المزود الرئيسي الموجود رهن الاعتقال بالسجن المدني بورزازات، مستغلا شكله ولباسه الإسلامي لإبعاد كل الشكوك، التي يمكن أن تحوم حوله من طرف المصالح الأمنية، إضافة إلى استغلاله للوضعية الاجتماعية والمالية لمجموعة من الشباب في مقتبل العمر المدمنين على استهلاك المخدرات، ويستدرجهم إلى مراب بالمنزل، الذي يقطنه بمنطقة الفخارة، قصد استهلاك المخدرات وممارسة الجنس عليهم، بعيدا عن أعين أفراد عائلته. وأفاد المتهم بدر الذي يمتهن حرفة الحلاقة في معرض تصريحاته الأولية أمام محضر الضابطة القضائية، بأنه تعرف على المتهم إسماعيل، خلال شهر شتنبر الماضي، بالمدينة العتيقة لمراكش، عندما اعتاد منحه مبلغا ماليا يتراوح ما بين 50 و 100 درهم لمساعدته على تجاوز الوضعية المادية التي يجتازها، ما أدى إلى تطور العلاقة بينهما جعلته بين الفينة والأخرى يزوره في منزله الموجود بمنطقة الفخارة، الذي يتوافد عليه مجموعة من الشباب، مستغلا ظروفهم المادية وأوضاعهم الاجتماعية، من أجل تزويدهم بكميات من مخدر الشيرا، قصد استهلاكها، مقابل ممارسة الجنس عليهم، مضيفا أنه أمام مرارة المشاكل الاجتماعية التي يعانيها في غياب والديه، اللذين وافتهما المنية، أصبح يستجيب لنزواته الجنسية الشاذة، مقابل مبالغ مالية متفاوتة وكميات من مخدر الشيرا، الذي اعتاد على استهلاكه مع مجموعة من الشباب الذين يصادفهم بالمنزل المذكور. يذكر أن المتهم انخرط بداية التسعينيات بجمعية الدعوة إلى القرآن والسنة المعترف بها من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قبل أن يلتحق بالمعهد العلمي، الذي تخرج منه، وعين مدرسا للقرآن بكل من أكاديرومراكش وسطات.