تعمق مياه الأمطار، هذه الأيام، معاناة المتضررين بجهة الغرب، وتفيد مصادر مطلعة أن تعيش حوالي 70 أسرة بدوار الرزاكنة التابع لجماعة الصفافحة بسيدي سليمان عاشت سنة من التشرد، لأن الخيام لا توفر الشروط الأساسية لحمايتها من قساوة الطبيعةكما أن الأمطار التي تتهاطل بغزارة تلحق مياهها أضرارا بالأفرشة والأغطية وبعض الأجهزة المنزلية، التي تعتمد عليها النساء في تحضير الوجبات الغذائية، فيما تهدد الرياح القوية باقتلاع بعضها، فيحكم على النساء والأطفال بالانتظار طويلا في العراء، أو الاحتماء عند الجيران، في انتظار إعادة نصبها من جديد. أفادت مصادر "المغربية" أن الأمطار تعمق معاناة المتضررين من الفيضانات بجهة الغرب، إذ أن حوالي 70 أسرة مازالت تعيش بخيام، بدوار الرزاكنة، جماعة الصفافحة التابع لسيدي قاسم، بعدما أتت مياه واد بهت على كل ممتلكاتها، في فبراير 2009، فيما شل فيضان واد الحيمر، الحركة، بسيدي يحيى الغرب، منذ الأربعاء الماضي، بعدما غمرت المياه شوارع المدينة، وانقطع التلاميذ عن الدراسة. وأوضح أحد سكان دوار الرزاكنة، التابع لجماعة الصفافحة، بمنطقة سيدي سليمان، في اتصال هاتفي ل"المغربية" أن حوالي 70 أسرة مازالت تنتظر وضع حد لمعاناتها في خيم لا تحمي من قساوة البرد ومياه الأمطار الغزيرة، التي سجلت بالمنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى وجود بعض الخيام تضم أزيد من أسرة واحدة، ما يعمق معاناتها، مضيفا أن ضيق المساحة، التي تغطيها الخيمة لا تكفي لإيواء الأطفال والنساء، الذين يقضون طيلة اليوم، بداخلها لتحضير وجبات الأكل، ويهدد الوضع بوقوع حرائق أحيانا، ومداهمة مياه الأمطار الأفرشة والأغطية. كما ذكر المصدر تفشي بعض الأمراض الصدرية بين صغار السن والمسنين، بسبب رداءة أحوال الطقس. قافلة طبية وأشار المصدر ذاته أن زيارة قافلة طبية إلى عين المكان، ستساهم في حصر الأمراض، التي تنتقل بسرعة بين الأسر، وتهدد بوقوع ضحايا، خاصة بسبب نزلات البرد الحادة. وقلل المصدر نفسه من قيمة المبالغ المالية، التي توصل بها عدد من المتضررين، والتي تقدر بحوالي 7500 درهم، قائلا، إن "هذه المساعدة لا تكفي لترميم المنازل المتضررة من فيضان واد بهت، خاصة التي سقطت عن آخرها بعدما جرفت المياه الماشية والأجهزة المنزلية، لتصبح الأسرة خاوية الوفاض"، مشيرا إلى أن هؤلاء المتضررين مازالوا ينتظرون الشطر الثاني من المبالغ، التي وعدوا بها من طرف الجهات المعنية، المقدرة ب 7500 درهم أيضا. وأوضحت مصادر محلية من سيدي يحيى أن فيضان واد الحيمر أثر على السير العادي للسكان، خاصة أن المياه غطت عددا من الشوارع، وعطلت الدراسة ببعض المدارس، إذ جرى تعليق الدراسة، الجمعة الماضي، بثانوية ابن ياسين الإعدادية، لحماية الأطفال من أخطار الطريق، مشيرا إلى أن هذه المأساة تكرر كل سنة، إذ أن قساوة الطبيعة ورداءة البنيات التحتية تخلف ضحايا وخسائر مادية. وذكرت المصادر، أيضا، أنه عثر على جثة شاب يبلغ من العمر 24 سنة قضى غرقا، أخيرا، بعد أن جرفته المياه المصحوبة بالأوحال، نتيجة فيضان وادي تيفلت، بمنطقة قبيلة التوازيط التابعة إداريا لجماعة عامر السفلية، إقليمالقنيطرة، إثر التساقطات المطرية الغزيرة، التي عرفتها المنطقة، والضحية يتحذر من الجماعة القروية المذكورة جرفته مياه الفيضانات، حين حاول عبور وادي الحيمر. خطر الوادي وأكدت مصادر من مشرع بلقصيري في اتصال ب"المغربية" أن واد سبو يهدد حياة السكان، ولا توجد أي إجراءات استباقية تحمي من أخطار فيضانه، خاصة أن الأمطار التي سجلت بالمنطقة جعلته مملوءا عن آخره، مشيرة إلى أن الأمطار تعري، كل سنة، رداءة البنيات التحتية، خاصة الشوارع، التي تربط ضواحي المدينة. وأضافت المصادر نفسها أن الدراسة علقت بعدد من المدارس، يومي الخميس والجمعة الماضيين، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات على الصعيد المحلي لتفادي وقوع ضحايا بسبب الأمطار.