بحرفية عالية لا تخطئها العين، وألوان وأشكال مبتكرة وفسيفساء شفافة تعبق بتاريخ المغرب وعراقة تراثه، نسجت أياد ماهرة لصانعات مغربيات يقمن بمصر، ويشاركن في المهرجان الدولي “من فات قديمه تاه”. بحرفية عالية لا تخطئها العين، وألوان وأشكال مبتكرة وفسيفساء شفافة تعبق بتاريخ المغرب وعراقة تراثه، نسجت أياد ماهرة لصانعات مغربيات يقمن بمصر، ويشاركن في المهرجان الدولي “من فات قديمه تاه” للحرف اليدوية والتقليدية بالقاهرة، منتوجات حرفية ومصنوعات يدوية، تقف شاهدة اليوم، على غنى وأصالة التراث التقليدي المغربي. واستطاعت حوالي 15 صانعة تقليدية مغربية (من بين 60 عارضة وعارضا من مختلف محافظات مصر)، إبراز أصالة التراث التقليدي المغربي بجناح المملكة، الذي عرف إقبالا كبيرا من قبل زوار المعرض، الذين توافدوا عليه لاكتشاف نفائس إبداعات الحرف التراثية المغربية وأيضا تقديرا منهم لإبداع الصانع التقليدي المغربي ومهارته اللافتة. ويضم الجناح المغربي في هذه التظاهرة الثقافية، المنظمة من قبل (بيت السناري ) الأثري التابع لمكتبة الإسكندرية بتعاون مع (جمعية رابطة الجالية المغربية الاجتماعية بمصر)، والتي تستضيف المغرب كضيف شرف في نسختها الحالية، منتجات تقليدية جادت بها قريحة هؤلاء الصانعات من قبيل صناعة الخشب والفخار والجلد والزي التقليدي وفن الطبخ ولوازم العرس ومواد التجميل والنسيج والخياطة والطرز. منتوجات تقليدية أبدعتها أنامل مغربية جذبت إليها زوار المعرض وأثتت فضاء (بيت السناري) التاريخي بحي السيدة زينب، تقول نادية الطبطبي، عضو (جمعية رابطة الجالية المغربية الاجتماعية بمصر)، مبرزة أن المغرب يزخر بمؤهلات كبيرة في مجال الصناعة التقليدية نظير إبداعات صناع تقليديين مهرة، يتعين فقط، تعزيز مجال التعريف بمنتوجاتهم التقليدية والترويج لها في منافذ تسويقية خارجية وتظاهرات ثقافية دولية. وأكدت الطبطبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، على ضرورة تشجيع الصانع التقليدي ودعمه ، والعمل على استغلال مثل هذه التظاهرات لإبراز غنى الثقافة المغربية الأصيلة وثراء الموروث الحضاري الوطني في شتى المجالات الإبداعية. وإلى جانب المنتوجات التقليدية المغربية، يحتضن المعرض، أروقة للمنتجات التقليدية لأرض الكنانة، أبدعتها حرفيات وحرفيون من مختلف محافظات مصر، ومنها خيام وخزف وفخار واكسيسورات جلدية مختلفة ومنتوجات الخشب والزجاج والحلي فضية والصلصال والشموع ، وكذا تمور وأعشاب عطرية وزي تقليدي مصري. وتروم هذه التظاهرة الثقافية، يقول هيثم مهيب، منسق المهرجان، في تصريح مماثل، تشجيع الحرف اليدوية المهددة بالاندثار، وتحفيز الابتكار في مجال الحرف التقليدية والحفاظ على التراث وضمان استمراريته وتعريف الشباب والناشئة بقيم وعادات وتقاليد بلادهم. وبخصوص اختيار المملكة، كضيف شرف للدورة الحالية، أكد هيثم مهيب، أن المغرب يتوفر على زخم كبير من الحرف اليدوية وتراث غني في مجال الصناعة التقليدية، مضيفا أن المنتوجات المغربية المعروضة في هذا المهرجان تعكس بحق غنى التراث الفني والثقافي المغربي. ويتواصل المهرجان إلى غاية 24 غشت الجاري، بتنظيم ورشات لتلقين الحرف التقليدية واليدوية للناشئة، وعروض فنية، بالإضافة إلى محاضرات وندوات علمية . يشار إلى أن “من فات قديمه تاه” شعار هذه التظاهرة الثقافية، مثل شعبي مصري قديم، يفيد بأنه لا يمكن العيش بمعزل عن الماضي، حيث يتعين دائما الرجوع إلى الهوية العربية الأصيلة والحفاظ على التراث التقليدي من الاندثار.