في تطور جديد يضاف إلى سلسلة الفضائح الدبلوماسية الجزائرية، أصدرت وزارة الخارجية الجزائرية الإثنين 13 يناير 2025 بياناً بئيساً، حاولت من خلاله التبرؤ من زيارة وفد انفصالي كردي من شمال شرق سوريا إلى مخيمات تندوف، وذلك بعد موجة انتقادات واسعة عقب انتشار صورة للوفد الكردي وهو يحمل خرقة "البوليساريو". لكن المفاجأة الأكبر كانت في تصرف السفارة الجزائرية في أنقرة، التي قامت بحذف تغريدة اعتذار كانت قد نشرتها في وقت سابق، لتعود بعد ساعة وتعيد نشر نفس التغريدة في خطوة لم تكن فقط دليلاً على الارتباك والتخبط في التعامل مع الأزمة، بل أضافت مزيداً من الإحراج للجزائر. هذه الحادثة أثارت العديد من التساؤلات حول مستوى الدبلوماسية الجزائرية، لا سيما في وقت تتحدث فيه السلطات الجزائرية عن قوتها الإقليمية. كما تكشف هذه الأزمة عن فشل النظام العسكري في إدارة المواقف الحساسة، ما قد يؤدي إلى المزيد من العزلة الدولية. وتبدو العلاقات الجزائرية-التركية الآن مهددة، حيث قد يترتب على هذا التصرف تداعيات سياسية واقتصادية، في وقت تحتاج فيه الجزائر إلى تقوية علاقاتها الخارجية للخروج من عزلتها الدولية. كما أن هذا التصرف يضع الجزائر في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، في وقت تسعى فيه لتقديم نفسها كوسيط محايد في النزاعات الإقليمية.