بعد أن قررت السلطات المغربية تعليق كافة الرحلات الجوية المتوجهة نحو التراب الوطني، لتجنب خطر تسلل متحور فيروس كورونا "أوميكرون"، ساد تخوف كبير لدى المشتغلين في القطاع السياحي، وأصبحوا متوجسين من تضرر نشاطهم السياحي، خصوصا وأن الإغلاق تزامن مع احتفالات رأس السنة. ويراهن مهنيو القطاع السياحي بشكل كبير على احتفالات رأس السنة، لاستقبال السياح الأجانب وتعويض جزء من الخسائر التي تكبدوها على مدار السنتين المنصرمتين، بسبب كوفيد19. وكان القطاع السياحي في المملكة قد سجل انتعاشا نسبيا منتصف هذا العام، مع تقدم الحملة الوطنية للتلقيح ضد كورونا باللإضافة إلى تخفيف الإجراءات الاحترازية. وحسب أرقام رسمية، فقد حققت عائدات السياحة في الفترة ما بين يونيو وشتنبر الماضيين، ارتفاعا بلغ حوالي 16 مليار درهم وهو ما يمثل زيادة تفوق 202 في المائة على أساس سنوي. ويسود توجس كبير بين الفاعلين السياحيين في المغرب، من إمكانية تشديد التدابير الاحترازية ومنع التنقل بين المدن في حال ظهور المتحور "أوميكرون" في الأيام المقبلة، مما قد ينعكس سلبا على نشاط السياحة الداخلية. ويتخوف المهنيين من عودة تشديد الإجراءات الإحترازية، كون ذلك سيتسبب في أزمة حادة في قطاع السياحة. وحسب مشتغلين بالقطاع، فإن فرض قيود جديدة على التنقل الداخلي، سينعكس على نشاط السياحة الداخلية، التي تساهم عائداتها في التخفيف نسبيا من وطأة الأزمة، والحفاظ على جزء من مناصب الشغل. إلى جانب كل هذه المخاوف، يتوقع العديد من القائمين على القطاع السياحي، تضرر المقاولات السياحية بسبب الاجراءات التي قد تواكب الوضع الجديد المترتب عن المتحور "أوميكرون" مثلما قد تتضرر العديد من المهن والحرف المرتبطة بهذا القطاع، وهو ما قد يؤدي إلى فقدان مناصب الشغل لاسيما في أبرز المدن السياحية مثل مراكش وأكادير. هذا ولا زالت المطاعم والفنادق والنقل السياحي وغيرها، تصارع من أجل تجاوز الآثار الناجمة عن الإغلاق الشامل الذي فرضته السلطات خلال فترات محددة، بسبب انتشار فيروس كورونا، والتي تكبدت على إثرها خسائر فادحة. ويرى المشتغلون في الميدان أن القطاع السياحي يصعب الحديث عن تعافيه في ظل الوضع الوبائي غير المستقر في العالم.