تعتبر مدينة أكادير من أكبر المدن المتضررة من قرار السلطات إغلاق الحدود الجوية والبحرية، إذ ما لبثت الأنشطة الاقتصادية بهذه المدينة تُستأنف حتى تلقت ضربة جديدة بإغلاق الحدود بسبب ظهور المتحور "أوميكرون". وبالنسبة لقطاع السياحة بعاصمة سوس ماسة، فقد ظل يتخبط أشهرا عديدة في تداعيات جائحة كوفيد-19، قبل أن تقرر السلطات تخفيف القيود الاحترازية، وهو الأمر الذي استبشر به المهنيون خيرا، إذ كانوا يعولون على حجوزات نهاية السنة وأعياد الميلاد لتعويض الخسائر المتراكمة. في هذا الصدد، أفاد مصدر من الفدرالية الوطنية للسياحة أن "آلاف الحجوزات في الفنادق المصنفة ألغيت عقب قرار السلطات تعليق الرحلات الجوية من وإلى المملكة". وأضاف ذات المتحدث قائلا أن : "المهنيين في قطاع السياحة كانوا قد تنفسوا الصعداء مع بدء عودة السياح من أوروبا، لكن بمجرد ظهور المتحور الجديد تم إلغاء أغلب الحجوزات في المدن السياحية، خاصة في أكادير ومراكش". وشدد ذات المصدر على أن "الحكومة مطالبة اليوم بتقديم دعم للعاملين في قطاع السياحة لتفادي خسارة مناصب شغل أكثر، وبالتالي تضرر الاقتصاد الوطني". ويأمل المهنيون أن تتخذ الحكومة قرارات لدعم القطاع، على اعتبار أنه أكبر القطاعات تضررا من أزمة جائحة فيروس كورونا المستجد منذ ظهورها نهاية سنة 2019. ويرى المهنيون أيضا أن آفاق التعافي من تداعيات الجائحة لا تزال بعيدة للغاية في ظل استمرار ظهور متحورات جديدة واعتماد السياحة على الحركة الدولية للمسافرين. جدير بالذكر أن قطاع السياحة في المغرب يشكل حوالي 7 في المائة من الناتج الداخلي الخام، ويشغل أكثر من نصف مليون شخص، كما أن مداخيله ترتبط في جزء كبير منها بحرية التنقل الوطنية والدولية. وتجدر الإشارة أيضا إلى أن السلطات كانت قد اتخذت إجراءات مشددة لمنع تفشي السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد "أوميكرون"، التي وصفت منظمة الصحة العالمية الخطر المرتبط بها بال "مرتفع للغاية".