تعيش ميلشيات جبهة البوليسارية الإنفصالية حالة من الهلع والقلق المتواصلين التي سببته لهم طائرات الدرون العسكرية التي أصبح يمتلكها المغرب، والتي صارت أكثر كوابيس عناصر البوليساريو، حيث لا تُرى ولا يُسمع لها أي صوت، وتظهر وتختفي بسرعة، وتطلق صواريخ مباشرة، مما جعل الميليشيات، تُعاني من "الوسواس" المتواصل والقهري. وقد أفادت تقارير إعلامية بريطانية تم إنجازه بمناطق تواجد عناصر "جبهة البوليساريو"، أن حالة من اليأس الشديد تسيطر على مقاتلي الجبهة الجبهة الإنفصالية. ويعود بالأساس هذا القلق إلى الفشل الذريع الذي راكمته الجبهة على المستوى الديبلوماسي، في المقابل النجاح اللاّفت للانتباه الذي يحققه المغرب يوما بعد يوم، من خلال كسب التأييد الدولي. وفي ذات التقارير تمت محاورة مقاتلي الجبهة، قال أحدهم في تصريح له: " يجب على البوليساريو الانتقال إلى المرحلة الموالية"، مضيفا أن "الحرب هذه المرة تتطلب الاستمرارية والمزيد من التصعيد القوي"، واعتبر العديد منهم أن الجبهة سدت في وجهها السبل فيما تفشى بينهم الإيمان القاطع بأن "تحرير الصحراء" -حسب تعبيرهم- لن يتأتى إلا بالحرب. وأضاف نفس المصدر أن استعمال المغرب لطائرات بدون طيار فرض على عناصر "جبهة البوليساريو" تغيير نهجها في المواجهات مع القوات المغربية، حيث أصبحوا يتنقلون بشكل متفرق بأعداد قليلة مثل الرحّال في الصحراء، وأصبح مقاتلي الحبهة ينتقلون في الصحراء ليلا، لكن يقومون بإطفاء أضواء السيارات بالكامل، وتغطية لوحة القيادة بلاصقات مطاطية حتى لا يتم رصدهم من طرف "الدرون" المغربية.