كشف قائد عسكري في جبهة "البوليساريو" الانفصالية، في حديث مع الصحافة الإسبانية التي حلت بمخيمات تندوف مؤخرا للاطلاع على المواجهات العسكرية بين ميليشيات البوليساريو والقوات المغربية بالقرب من الجدار الأمني، أن الحرب التي تخوضه هذه الميليشيات مع القوات المغربية مختلفة عن السابق حسب تعبيره. ووفق صحيفة "بوبليكو" الإسبانية، فإن العسكري في الجبهة الانفصالية، المدعو محمد فاضل الذي أُصيب مرتين من طرف القوات المغربية، كشف بأن الحرب الحالية مع المغرب تختلف عن السابق، مشيرا إلى أن المغرب يمتلك الآن طائرات "الدرون" التي أصبحت أسوأ الكوابيس التي يُعاني منها عناصر الجبهة الانفصالية. وقال ذات المتحدث وفق ما نقلته "الصحيفة"، أنه أصيب في الثمانينات من القرن الماضي من طرف القوات المغربية، وأصيب للمرة الثانية في أبريل الماضي بعد تنفيذه رفقة عناصر اخرى من البوليساريو لعملية استهداف بالقرب من الجدار الأمني المغربي، لكن في طريق العودة للمخيمات، لحقت بهم "درون" مغربية وأطلقت عليهم صواريخ جوية. وأضاف المتحدث نفسه، أن صاروخا سقط بالقرب منه، مما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، وفي نفس الهجمة المغربية، كاشفا أن القائد الانفصالي الداه البندير، الذي كان قائدا لما يُسمى ب "الدرك الصحراوي" التابع للجبهة وأحد القادة البارزين لدى البوليساريو، لقي مصرعه في هذا الهجوم حيث سقط عليه صاروخ بشكل مباشر. وأبرز ذات المتحدث حسب صحيفة "بوبليكو" الإسبانية، أن طائرات "الدرون" العسكرية التي أصبح يمتلكها المغرب، صارت أكثر كوابيس عناصر البوليساريو، حيث لا تُرى ولا يُسمع لها أي صوت، وتظهر وتختفي بسرعة، وتطلق صواريخ مباشرة، مما جعل الميليشيات، تُعاني من "الوسواس" ويبدأون في التحديق في السماء بعد أي عملية ينفذونها. وألمح القائد العسكري في جبهة البوليساريو، إلى وجود فارق في ميزان القوى والتكنولوجيا، بين الميليشيات والقوات المغربية، مما يجعل الحرب الآن والمواجهات التي تشنها عناصر البوليساريو مختلفة عما كانت عليه في السابق، وأصبحت جبهة البوليساريو معرضة لتلقي هزائم وخسائر ثقيلة، دون أن تُحدث أي أضرار كبرى للجانب المغربي. وأشار المدعو محمد فاضل أن المغرب لا يمتلك درون واحدة، بل أكثر، حيث قال بأن الهجوم الذي أصيب فيه، تم إطلاق حوالي تسعة صواريخ من السماء، وهو عدد لا يمكن لطائرة "درون" واحدة أن تحملها وتعمل على إطلاقها. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغرب وقع في السنوات الأخيرة على عدد من الصفقات للحصول على الطائرات المسيرة عن بعد، من بينها صفقة مع تركيا للحصول على 13 مسيرة من نوع بيرقدار بي 2، ومسيرات أخرى من إسرائيل والولايات المتحدةالأمريكية.