استقبلت موسكو اليوم الأربعاء 21 أكتوبر الجاري وفدا من مليشيات البوليساريو لمعالجة ما سمته مستقبل هذا النزاع، مؤكدة على قرارات الأممالمتحدة. واستقبل مبعوث الرئيس الروسي في الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وفدا من ميليشيات البوليساريو قبل أسبوعا واحدا على الاجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي لبحث قرار جديد حول الصحراء المغربي والمصادقة عليه. وأبرز بيان وزارة الخارجية الروسية مناقشة اللقاء آفاق البحث عن حل للنزاع ثم الإجراءات والظروف الخاصة بالمصادقة المرتقبة لمجلس الأمن على قرار تمديد مهام قوات المينورسو في الصحراء المغربية. ويقول البيان إن الجانب الروسي على موقفه الثابت المؤيد للبحث عن حل سياسي لهذه المشكلة الطويلة زمنيا. ويؤكد على ضررة قبول لأطراف المعترف بها دوليا: المغرب وجبهة البوليساريو بقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ويضيف أن اللقاء تطرق إلى الإجراءات المعرقلة للتأثير على وضع الصحراء المغربية و"ضرورة مواصلة الجهود المنسقة للمجتمع الدولي بهدف تحقيق حل عادل ومستدام يستجيب للمصالح الأساسية لشعوب المغرب العربي، بما في ذلك مهمة إقامة تعاون فعال في مكافحة التحديات والتهديدات المشتركة". وفي هذا السياق، تم الإعراب عن تأييد أنشطة المبعوث الشخصي المعين حديثا للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء المغربية، ستافان دي ميستورا. ويأتي البيان بهذه النبرة ليؤكد قلق أو على الأقل التحفظ المغربي من الموقف الروسي من خلال عبارتين واردتين فيه، الأولى وهي "الأطراف المعترف بها دوليا: المغرب وجبهة البوليساريو". وكانت موسكو لا تشدد على هذه النقطة، ولكنها يبدو أنها تتماشى والموقف الجزائري الذي أعلنه مؤخرا الدبلوماسي المكلف بملف الصحراء عمار بلاني بعدم المشاركة مستقبلا في طاولة المفاوضات المتعددة الأطراف ليبقى الأمر مقتصرا فقط على المغرب وجبهة البوليساريو. وجاء الموقف الجزائري بعد تصريحات سفير المغرب في الأممالمتحدة عمر هلال بأن حضور الجزائر في طاولة المفاوضات يعد دليلا على أنها طرف في النزاع. أما العبارة الثانية الواردة في البيان فهي الإشارة الرافضة للإجراءات المضادة لتغيير وضع الصحراء المغربية، وهو موقف روسي ينتقد فيه سواء المغرب أو حلفاءه الذين يرغبون في جعل الحكم الذاتي للصحراويين تحت سيادة المغرب . يذكر أنه جرى مؤخرا تداول معطيات حول إمكانية دخول "مرتزقة فاغنر" الذي يجد سنده في التحالف الجزائري الروسي على خط الصراع مع المغرب في الصحراء من خلال تدريب أفراد جبهة البوليساريو ومشاركتهم ميدانيا في بعض "العمليات المحتملة". وأوضح موقع."i24news" ، أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وروسيا دخلت مرحلة "الأزمة الصامتة" وصلت حد مغادرة سفير موسكو للرباط دون إبداء الأسباب بعد أيام من قرار هذه الأخيرة وقف رحلاتها الجوية المباشرة صوب الأراضي الروسية، وهو الأمر الذي يتزامن مع شروع الروس في البحث عن موطئ قدم عسكري في منطقة الساحل والصحراء عبر مرتزقة "فاغنر" في ظل وجود معطيات عن بحثهم التعاقد مع مسلحي جبهة البوليساريو. وتابع المصدر، أن المغرب فضل عدم تقديم أي توضيحات رسمية حول هذا الإجراء الذي أعلنته السفارة الروسية في الرباط، والتي عادت بعدها بأيام لتعلن إجلاء رعاياها من المغرب وتخصيص طائرات لنقل الطلاب المغاربة الذين يدرسون في روسيا إلى بلادهم. واتخذ الموضوع، يضيف الموقع الإسرائيلي، أبعادا أخرى بعد تقديم موسكو طلبا رسميا لجامعة الدول العربية في العاصمة المصرية القاهرة تطلب فيه تأجيل الدورة السادسة من منتدى التعاون الروسي العربي الذي كان مقررا بالرباط يوم 28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري إلى نهاية السنة، وتلا ذلك مغادرة السفير الروسي لدى المملكة، فاليريان شوفيف، صوب بلاده الأسبوع المنصرم بشكل صامت، دون صدور أي توضيح من طرف الخارجية الروسية أو السفارة.