بعد أن عمر زهاء قرن من الزمن متحديا المشاريع والتوجهات ، متواريا خلف شاطئ مرقالة ، متبجحا كونه أقدم حي بعروس الشمال طنجة ،ظل حي الحافة جاثما أمام المحاولات المتتالية ، والدورات الجماعية ، وأرق بال غالبية عمال وولاة صاحب الجلالة على عمالة طنجةأصيلة على مدى العصور والأزمنة لتعنث السكان من جهة ورفضهم مغادرة المكان مطالبين بإعادة تأهيل المنظقة والعودة إليها ، علما أنهم يعيشون داخل بنايات آيلة للسقوط. ومن المعلوم أن هذه المبادرة الاجتماعية التي تندرج في إطار التجديد الحضري للمدينة العتيقة لمدينة طنجة من جهة، وكذلك توفير ظروف جيدة لساكنة حي "الحافة" الذين استفادوا من بقع أرضية مقابل إفراغ منازلهم التي يوجد جلها في وضعية متهالكة، انطلق الحوار الجاد بين ممثلي السكان والسلطات المحلية ، ورغم ما عرفته العملية حينها من عراقيل تهم الإحصاء ، فقد وصل اليوم الموعود للكلمة الفصل في الموضوع مع وصول رجل دولة من العيار الثقيل، قل نظيره بالمغرب هو محمد مهيدية الوالي الجديد لعاصمة البوغاز. وبددت عملية توزيع بقع أرضية، مخاوف فئة عريضة من سكان حي "الحافة" بحي، بعدما تسلم المستفيدون منهم مساحاتهم الأرضية التي تعهد والي الجهة بالوفاء بها في وقت سابق. واستفادت 150 أسرة من ساكنة حي الحافة ، في إطار مشروع إعادة توطينهم، من بقع تبلغ مساحتها ما بين 70 و 90 مترا مربعا، تبعا لمجريات القرعة التي جرت بحضور ممثلي السلطة ووسائل الإعلام والمسؤولين الذين واكبوا المشروع والمعنيين بالاستفادة. وتابع “المغرب 24” قرعة الاستفادة من البقع المذكورة ، لفائدة المرحلين إلى تجزئة السلام 1 والسلام 2 بمطنقتي المجاهدين وطريق الرباط، جرت في جو من الشفافية مما جلب الرضى للأسر الحاضرة والمتتبعين. وتسلم المعنيون، شواهد استفادتهم مباشرة بعد عملية إجراء القرعة، وهو إجراء بدد كل مخاوف المستفيدين من حالة الانتظار التي قد تطول ليتأكد بالملموس إلتزام السلطات المحلية، بضمان تأمين شروط ترحيلهم في ظروف لائقة إلى المناطق المخصصة لإعادة توطينهم. كما مرت عملية الشروع في هدم هذا الحي بتعليمات صارمة من والي جهة طنجةتطوانالحسيمة وعامل عمالة طنجةأصيلة محمد مهيدية ، بعد أن فضل المرور الى السرعة القصوى في إزالة حي جل بناياته آيلة للسقوط ، والذي كان مسطرا له منذ فترة طويلة، حيث شرعت السلطات المحلية لباشوية المدينة في تنفيذ تعليمات السيد الوالي وإزالة أقدم حي المسمى "الحافة" الذي عمّر طويلا ، حيث استبشر سكان الحي خيرا بعد هدم هذا الحي ، وتوديعهم للحالة المزرية. عملية الهدم مرت في أجواء هادئة ، بتعاون بين السلطة والساكنة والمتدخلين من شركة النظافة لإزالة مخلفات الهدم، وسط زغاريد وفرحة المستفيدين الذين لم يتوانوا عن الدعاء لجلالة الملك وللسلطات المحلية على رأسهم السيد والي محمد مهيدية. وجدير بالذكر، أن مشروع إعادة إسكان قاطني البنايات الآيلة للسقوط بحي "الحافة"، يندرج ضمن برنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة لطنجة (الممتد ما بين 2020 و2024)، ويشمل ترحيل 254 أسرة. وتقدر تكلفته المالية ب 40 مليون درهما، تساهم فيها جماعة طنجة ب 5 ملايين درهم.