انتقد تقرير الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريس حول الوضع في الصحراء المغربية، الذي قدمه إلى مجلس الأمن الدولي بداية الشهر الجاري، جبهة البوليساريو في العديد من الفقرات. وتحدثت التقرير عن فرار ثلاثة صحراويين يعملون في التنقيب عن الذهب، إلى موقع بعثة المينورسو في ميجيك، حيث أكدوا لعناصر البعثة أنهم يخشون الاعتقال من قبل ميليشيات الجبهة الانفصالية، كما تحدث التقرير في الفقرة الثامنة عن المظاهرات التي تشهدها مخيمات تندوف، “من بينها مظاهرة وقعت في 7 فبراير، عندما تجمع نحو مائة متظاهر أمام مجمع مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين في الرابوني”. وكان المتظاهرون “يطالبون بمعلومات عن مصير خليل أحمد، وهو مستشار سابق للراحل محمد عبد العزيز، اختفى في الجزائر منذ عام 2009. ووقع احتجاج آخر في الموقع نفسه في 10 فبراير ضد القيود المفروضة على استيراد المركبات من أوروبا”. وأوضح التقرير أن جبهة البوليساريو امتثلت لتحذيرات بعثة المينورسو، ولم تقم “بأي أعمال لإنشاء مراكز المراقبة العسكرية الجديدة قرب بير لحلو”، وأضاف أنه “وعلى مدى السنة الماضية، زود المغرب البعثة والأمانة العامة بصور ساتلية متنوعة لأنشطة بناء وأنشطة عسكرية مزعومة شرقَ الجدار الرملي، مشيرا إلى أنها قد تشكل انتهاكا للاتفاق العسكري رقم 1 أو للفقرتين 7 أو 8 من قرار مجلس الأمن 2414 (2018). وقد قيمت البعثة جميع هذه الادعاءات. وبعضها سبق أن سجلتها البعثة باعتبارها انتهاكات. وإضافة إلى ذلك، تم استنادا إلى هذه الصور كشف انتهاكين جديدين وأعلن عنهما، وهما يتعلقان بموقعين في المهيرز: وحدة لوجستيات ومجموعة من المباني غير المشغولة حتى الآن”. وأوضح التقرير أنه في تدبير مؤقت، يلتقي ممثل الأمين العام “بمنسق جبهة البوليساريو خارج منطقة البعثة كلما دعت الحاجة إلى ذلك”. وأكد الأمين العام أن هذا التدبير يظل مؤقتا “في انتظار تلبية دعوته السابقة إلى العودة إلى الممارسة الراسخة المتمثلة في عقد اجتماعات في الرابوني”، علما أن المغرب يرفض أي لقاء بين المسؤولين الأمميين ومسؤولي الجبهة الانفصالية في مناطق الصحراء المغربية شرق الجدار الرملي. وتحدث غوتيريس أيضا عن الخطر الذي يواجه الدوريات البرية للبعثة وقوافل إعادة الإمداد التابعة لها، في المنطقة الواقعة شرق الجدار الرملي وهي المنطقة التي تدعي جبهة البوليساريو السيطرة عليها، وقال “لا يزال يساورني القلق إزاء أمن وسلامة المراقبين العسكريين غير المسلحين للبعثة في الصحراء، وبوجه خاص شرق الجدار الرملي، الذين ما زالوا معرضين لتهديدات الجماعات الإجرامية والإرهابية”.