كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إيران تسعى لتثبيت موطئ قدم لها شرق سوريا، خصوصا في تلك المناطق التي كانت تخضع سابقاً لسيطرة "داعش" وذلك من خلال توسيع نفوذها العسكري والاقتصادي. وبحسب الصحيفة، تعتمد إيران على حملات التشييع في المنطقة مستغلة حاجة السوريين للأموال والطعام، بسبب ما حل بهم نتيجة الحرب المدمرة والتي استمرت على مدى ثمان سنوات، وشاركت بها إيران لدعم نظام الأسد. وتقوم إيران أيضاً بتقديم بطاقات شخصية إيرانية للسكان وتعليم مجاني، وخدمات عامة أخرى في الوقت نفسه الذي يخطط فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتقليص التواجد العسكري الأمريكي هناك، حيث يتواجد أكثر من 2,000 جندي يقاتلون "داعش". وتسعى الولاياتالمتحدة على جمع المعلومات الاستخباراتية لمواجهة استراتيجية إيران في إنشاء ممر بري يمر بالعراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، ليكون بمثابة ممر لنقل الأسلحة والمقاتلين إلى حلفائها الإقليميين. وتعتمد حملة الولاياتالمتحدة على غالبية السكان السوريين من المسلمين السنة، خصوصاً في المناطق التي كانت سابقاً معقلاً ل "داعش"، والتي تمتد من دير الزور إلى الحدود الغربية مع لبنان. وفي المدن الكبرى مثل البوكمال، تسيطر إيران عبر قوات "الحرس الثوري" على مراكز الشرطة السورية، وتوزع القوات الإيرانية المواد الغذائية والأدوات المنزلية على المحتاجين في المدينة، وذلك بحسب ما قال رجل يبلغ من العمر 24 عاماً للصحيفة. وقال إن إيران تعرض على السكان الانضمام إلى صفوف الميليشيات الإيرانية، واعتناق المذهب الشيعي. وفي حال قبل الرجال بعمليات التجنيد، تمنحهم إيران بطاقة هوية تابعة ل "الحرس الثوري" وتسمح لهم بعبور الحواجز العسكرية بسهولة، وتقدم لهم راتبا شهريا يقدر ب 200 دولار. وأضاف "لدينا الآن في كل عائلة شخص أو اثنين تحولوا إلى المذهب الشيعي.. يقومون بذلك ليعثروا على الوظائف وليتمكنوا من المرور بدون مشاحنات مع الحواجز". ولتحفيز رجال القبائل العربية في المناطق التي كانت تخضع سابقاً لسيطرة "داعش" للتحول إلى الشيعية، تقوم إيران بمنحهم إعانات نقدية، وخدمات عامة، وتعليم مجاني، وذلك بحسب السكان المحليين وبتأكيد من مسؤول أمريكي على اطلاع على تقارير الاستخبارات الأمريكية التي ترصد الأوضاع هناك. واستولت الميليشيات الشيعية التابعة لإيران على المساجد في جميع أنحاء شرق البلاد وفي أجزاء من وسط سوريا وبدأت بتحويل الناس ليصبحوا شيعة، وحولت الأذان إلى الطريقة الشيعية، وأقامت أضرحة في الأماكن ذات الأهمية التاريخية، واشترت العقارات بموجب قانون الملكية المثير للجدل الصادر عن النظام، وفتحت مدارس خاصة باللغة الفارسية. وقال أحد عمال الإغاثة الذي يعيش في القامشلي "إن كنت طالباً، يقدمون لك منحاً دراسية.. مهما كانت حاجتك، تستطيع إيران تلبيتها لتصبح شيعياً". وتستخدم إيران أسلوب تجنيد اتبعه سابقاً "تنظيم داعش" لتجنيد الشباب واستمالتهم. وقال أحد الإباء الذي لديه طفلان في المدرسة "تماماً كما قام تنظيم الدولة بإعطاء دروس دينية للأطفال بعد الصلاة، تقوم إيران بفعل الشيء نفسه". وبحسب محلل أمني يعمل مع الحكومة الأمريكية في شرق سوريا، أنشأت إيران "مؤسسة حسين الخيرية"، حيث قامت بإحضار مولدات كهربائية، ومضخات للمياه، وتوزيع المواد الغذائية، واللوازم المدرسية في مدن وقرى دير الزور. تسعى الحملة الإيرانية إلى التلاعب بعواطف الناس وعقولهم، وتنتشر ضمن المناطق السورية التي تسعى إيران لإنشاء خط بري فيها بهدف إيصال الإمدادات العسكرية إلى لبنان، وذلك بحسب شخص يعمل مع الاستخبارات الأمريكية. وشجعت إيران المقاتلين الأجانب المؤيدين لإيران على الاستيطان في المناطق التي هجرها السكان السنة خلال الحرب. وقال الشخص الذي يعمل مع الاستخبارات "بالنسبة للأسد، إنها طريقة لسداد دين الإيرانيين".