نشر موقع «بازفيد» الأمريكي تقريرا؛ تحدث فيه عن ضم إيران لعشرات الآلاف من الشباب الشيعة إلى شبكات مسلحة تتحدى الولاياتالمتحدة في منطقة الشرق الأوسط. وقال الموقع في تقريره إن هذه المليشيات تتولى مهمة الدفاع عن نظام الأسد في سوريا، والسيطرة على الأراضي من قبضة تنظيم الدولة في العراق، فضلا عن السيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء. وهذه الميليشيات الشيعية العابرة للحدود، والتي لا تحمل اسما رسميا، تعتبر في الوقت الراهن القوة المهيمنة في المنطقة، وستجعل إيران تستفيد من غياب استراتيجية متماسكة وواضحة لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الشرق الأوسط. وتحدث الموقع عن الحوارات التي أجراها مع الباحثين والمسؤولين والمليشيات، الذين أكدوا مدى صحة البرنامج الإيراني الذي تشرف عليه إحدى وحدات الحرس الثوري الإيراني، فيلق القدس، الذي يعمل تحت قيادة قاسم سليماني. وغالبا ما يظهر سليماني على الخطوط الأمامية في العراقوسوريا. وجميع أقوال المقاتلين المنتمين لهذه الجماعات المسلحة كانت متطابقة، على الرغم من أنه تم جمعها بشكل مستقل. ونقلت الصحيفة شهادة مقاتل يدعى مصطفى الفريداوي، الذي تحدث عن كيفية تجنيده وتدريبه ليكون جزءا من قوة قتالية تهدف إلى تعزيز نفوذ إيران في الشرق الأوسط. ففي يونيو سنة 2013، انضم الفريداوي إلى مليشيات شيعية يطلق عليها اسم عصائب أهل الحق، التي تعرف بسمعتها السيئة بسبب الهجمات التي شنتها ضد القوات الأمريكية، إلى جانب انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها في حق سكان سنّة في العراق. وقال الفريداوي إنه تلقى تدريبات في قاعدة عسكرية عراقية في بلدة أبو غريب، التي تقع غرب بغداد، قبل أن يتم إرساله لمحاربة «المتمردين» السنة في العراق. وأكد الفريداوي أنه تم نقله إلى مدينة الأهواز الإيرانية، لمدة 45 يوما، من أجل تلقي تدريبات مكثفة وشاقة، تخوله ليكون جاهزا للقتال لصالح الأسد في سوريا. وأضاف الموقع أن إيران كانت بمثابة المدافع عن الشيعة منذ بداية الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003، خوفا من أن تقوم الولاياتالمتحدة بالاستيلاء على السلطة والتجارة والجيش. ولم تكن هذه الخطوة سوى جزء من هدف إيران الأكبر؛ الذي يتمثل في تحقيق هيمنة إقليمية تمتد من خليج عدن إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وأكد الموقع أن أعداء إيران ينظرون إلى المليشيات الشيعية على أنهم مجرد مرتزقة. في المقابل، يؤمن كل من الفريداوي ورفاقه بقضيتهم الشيعية. ومن وجهة نظرهم، يشكل «المتطرفون» السنة في المنطقة، فضلا عن الولاياتالمتحدة وحلفائها، تهديدا حقيقيا. ولذلك، يعتقدون بضرورة حمل السلاح للدفاع عن دولهم وعن معتقداتهم. ولفت الموقع إلى أن مئات الشباب السوريين واللبنانيين تجمعوا في صيف سنة 2011، عندما كانت انتفاضات الربيع العربي تهز أنظمة الشرق الأوسط، في جبال البقاع في لبنان، من أجل تلقي تدريبات عسكرية على يد عسكريين وقادة ينتمون لحزب الله. وفي هذا السياق، تحدث الصحفي اللبناني، فداء عيتاني، عما شاهده هناك، وعن طموح حزب الله وإيران في المنطقة. وقال عيتاني إن «حزب لله يقوم بإخضاع المقاتلين لتدريبات قاسية من أجل تعليمهم الدفاع عن أنفسهم، ودينهم، فضلا عن كيفية استخدام البنية التحتية للدولة، من كهرباء، ومياه، ودفاع مدني». وكان عيتاني في ذلك الحين من مؤيدي حزب الله، حتى أنه تلقى تدريبات عسكرية معه، لكنه الآن بات يتحدث ضد الحزب. وتابع عيتاني قائلا: «فوجئت بحجم طموح حزب لله ومشروعه التوسعي الذي بدأ خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان، إذ أن إيران عمدت، خلال تلك الحرب، إلى جمع الشباب من الشارع من أجل التصدي لتلك القوة». وأضاف أن حزب لله أصبح، على مدى العقد الماضي، أداة أقوى في يد السياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الأوسط وأوروبا، وحتى أمريكا اللاتينية؛ مؤكدا أنه سيتم استخدام هؤلاء الشبان خلال الحرب في سوريا، حيث يكافح السنة من أجل الإطاحة بنظام بشار الأسد المدعوم من إيران. «ففي حال غادر الأسد، ستظفر مليشيات كل من حزب لله وإيران بجزء صغير من سوريا. أما إذا فاز الأسد، فستسيطر حينها على كل سوريا». وأشار الموقع إلى أن إيران تستخدم هؤلاء الرجال بطرق أكثر إبداعا، في الحرب الطائفية والجيوسياسية المستمرة التي تخوضها في المنطقة، والتي تحشد فيها الدول والمنظمات الشيعية المؤيدة لها لمواجهة المعسكر السني الذي يحظى بدعم الولاياتالمتحدة.