تسابق الناشطون السوريون خلال الفترة الماضية على ابتكار وإطلاق مصطلحات ونعوت جديدة على من يسمونهم "أعداء الشعب السوري"، وذلك من باب الهجاء والاستخفاف بهم ولسهولة تداول وكتابة الأخبار عن "جرائمهم". ولم يقتصر استخدام تلك المصطلحات على الصفحات الشخصية لأولئك الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت أو التنسيقيات الإعلامية التابعة للثورة التي اندلعت ضد حكم بشار الأسد منذ مارس/آذار 2011، وإنما بدأت تتسرب إلى بعض الفضائيات التابعة للمعارضة ليتم استخدامها في النشرات الإخبارية والبرامج التي تبثها دون أن يتم ذكر الاسم الكامل للمنعوت. "داعش".. هو اختصار لاسم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المدرج على لائحة الإرهاب، ويتهمه معارضون لنظام الأسد بأنه من صنيعة الأخير لتشويه صورة الثورة والثوار. ومنذ نهاية العام الماضي شنّ الجيش الحر وحلفاؤه من قوات المعارضة السورية أبرزها "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" أكبر فصيل عسكري معارض في البلاد، حملة عسكرية ضد معاقل داعش في مناطق بشمال وشرق سوريا، أدت إلى طرد الأخير من عدد من المدن والبلدات التي كان يتواجد فيها وآخرها محافظة دير الزور (شرق)، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين. "حالش".. هو اختصار ل"حزب الله اللبناني الشيعي" الذي يقاتل بشكل علني إلى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام الماضي، بعد أن كان يبرر تواجد محدود لقواته في سوريا بحماية مرقد السيدة زينب (حفيدة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم)، الواقع في ريف دمشق (جنوب)، التي لها مكانة كبيرة لدى الشيعة، المذهب الذي يعتنقه الحزب. وبرز تدخل الحزب العسكري في معركة مدينة "القصير" بريف حمص (وسط)، منتصف العام الماضي، حيث ساعد قوات النظام على استعادتها من قوات المعارضة، كما أنه يعمل منذ نحو 3 أسابيع على تكرار التجربة في مدينة "يبرود" التابعة لمنطقة القلمون بريف دمشق، بعد أن ساعد قوات النظام على استعادة بعض المدن في نفس المنطقة مثل "النبك" و"قارة" و"دير عطية". "ماعش".. هو اختصار ل"ميليشيا أبو الفضل العباس الشيعية" في إشارة إلى لواء أبي الفضل العباس الذي تأسس عام 2012 ، كقوة عسكرية شيعية مدعومة من إيران الحليف الاستراتيجي للنظام، مهمتها الرئيسية، حماية مرقد السيدة زينب في ريف دمشق، ومنذ أكثر من عام يرفع رايته فوق المرقد، فيما يطلق بعض المعارضين نفس التسمية اختصاراً ل"ميليشيات إيران في العراق والشام". ويضم اللواء مقاتلين شيعة من جنسيات مختلفة بينهم عراقيون ولبنانيون وإيرانيون، ويشاركون في المعارك إلى جانب قوات النظام ضد قوات المعارضة في ريف دمشق وحلب (شمال) بالشكل الأكبر. "جاحش".. وهي أحدث النعوت الذي تعد اختصاراً ل"جيش النظام الحاقد وشبيحته"، في إشارة إلى قوات النظام السوري والشبيحة، وهي ميليشيا موالية للنظام، التي تتهمهما المعارضة بالمسؤولية مع حزب الله اللبناني وأبو الفضل العباس والحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية عن مقتل أكثر من 140 ألف سوري منذ اندلاع الأزمة في البلاد قبل نحو 3 سنوات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة حقوقية تعرّف نفسها على أنها مستقلة.