للمرة الأولى منذ اندلاع الأزمة السورية،أعلن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، أن حزبه الشيعي قد يساند عسكريا نظام بشار الأسد. فقد صرح في التلفزيون يوم الثلاثاء قبل الماضي بأن "لسوريا أصدقاء حقيقيين في المنطقة لن يسمحوا لهذا البلد أن يسقط في أيدي الولاياتالمتحدة و إسرائيل و التكفيريين. و إذا أصبح الوضع أكثر خطورة، فإن دولا و حركات مقاومة و قوى أخرى ستجد نفسها مُجبرة على التدخل بصورة فعالة في المواجهة على الساحة" و ذلك في إشارة مكشوفة تقريبا إلى حزبه و إلى إيران. و كان حزب الله لحد الآن يعترف فقط بوجود بعض عناصره إلى جانب الجيش السوري "للدفاع" عن بعض القرى المسكونة من اللبنانيين فوق التراب السوري، في منطقة القصير على بعد ثلاثين كيلومترا من حمص. إلا أن المعارضة السورية تتهم منذ شهور عدة حزب الله بمساعدة النظام السوري من أجل استرجاع المدينة. و قد شكل مقاتلو حزب الله الخط الأمامي في القوات التي استرجعت بعض القرى المحيطة بحمص في الأسابيع القليلة الماضية و تُعتبر المنطقة الواقعة بين الحدود اللبنانية و مدينة القصير منطقة حيوية بشكل كبير لحزب الله . ففيها قواعده العسكرية داخل التراب السوري و اللبناني معا، و من هذه المنطقة نفسها تعبر الأسلحة الإيرانية. فإذا ما حُرم من هذا الممر الاستراتيجي، يصبح من العسير على حزب الله أن يحصل على التموين في أفق أي نزاع مقبل مع إسرائيل. و أخيرا فإن مدينة القصير يمكن أن تلعب دورا مفتاحيا إذا ما حصل أن فقد النظام السوري سيطرته على دمشق. و يفسر جوشوا لانديس الجامعي الأمريكي المختص في الشأن السوري، الأمر كالتالي : "تقع القصير على مقربة من الطريق السيار الرابط بين دمشق و حمص و الساحل السوري، حيث يمتلك العلويون حضورا قويا. و إذا ما انسحب نظام بشار الأسد نحو الساحل فإن الطريق السيار بالنسبة له يكتسي أهمية حيوية". كما أن حزب الله يتواجد في العاصمة السورية و ضواحيها، من أجل حماية المزارات الدينية المقدسة لدى الشيعة. فهو يحرس مرقد السيدة رقية (بنت الحسين) في وسط مدينة دمشق و لديه عدة مئات من المقاتلين يحرسون مرقد السيدة زينب (أخت الإمام الحسين و إيقونة الإسلام الشيعي) في مدينة السيدة زينب البعيدة بسبع كيلومترات عن دمشق. و هو تواجد أكده حسن نصر الله لأول مرة حين قال : "ينبغي على المجاهدين الشرفاء أن يقفوا لمنع سقوط مدينة السيدو زينب و ضريحها". و قد نظم الحزب بها مجموعة من المقاتلين من مختلف الفصائل العراقية المسلحة: ألوية أبو الفضل العباس. و يعرف حزب الله في سوريا خسائر بشرية متواصلة، فقد ذكر مصدر مقرب من الحزب أن عدد القتلى في صفوفه بلغ 39 مقاتلا و عدة مئات من الجرحى. بيد أن هذا العدد قد يكون أكبر بكثير، كما تشهد على ذلك الصفحات التي تفتح كل يوم على الشبكات الاجتماعية إجلالا "لشهداء المقاومة" طوماس أغرال "ليبراسيون" الفرنسية