من نوادر الحياة السياسية بالمغرب ما نعيشه اليوم من حدث شكل موضوع حديث الرأي العام بالوطني بكل فئاته بعد الإعلان عن قرار استقالة كل من الوزيرين الحبيب الشوباني و سمية بنخلدون بعدما خيرهما رئيس الحكومة بين الاستقالة وتأجيل زواجهما بعد قصة حب شغلت بال المغاربة خلال الشهور الأخيرة . وبعيدا عن التحامل على العشيقين، أظن أننا يمكن أن نقرأ هذا المستجد من زاويتين متناقضتين، فإما أن نقدر قرار الوزيرين وننحني لهما إجلالا وإكبارا لتضحيتهما بالكراسي الوزارية بكل الامتيازات التي تمنحها من أجل حب أسال الكثير من المداد، وهو ما ذهب إليه بلاغ الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية الذي ثمن القرار منوها "بنبل هذا الموقف وبمستوى أدائهما الحكومي" مؤكدا أن القرار جاء "تقديرا منهما لما تقتضيه المصلحة العامة للبلاد وتجربتها الإصلاحية، ومن أجل وضع حد للتشويش السخيف عليها وخصوصا المتاجرة الرخيصة بأعراض الناس وحياتهم الشخصية" ، وإما أن ننظر للأمور من زاوية أخرى ونذهب إلى أن الشخصين لم يكونا في مستوى المسؤولية العامة التي أسندت إليهما ولم يستطيعا الفصل بين حياتهما الشخصية وكونهما شخصيتان عموميتان لاحق لهما الإقدام على كل ما من شأنه أن يمس صورة المغرب على المستوى الدولي والتراكم الذي حققه في مجال حقوق المرأة والمساواة والسعي لتحديد تعدد الزوجات أو منعه كما يدعو إلى ذلك جزء مهم من المجتمع المدني. وأيا كانت القراءات ، فهذه الحادثة تبقى سابقة في تاريخ المغرب وتأتني لتنضاف إلى لائحة غرائب حكومة بنكيران التي تعد بمزيد من المفاجآت بعدما دخلت في نسختها الثالثة بمعدل تعديل كل سنة.