كثر الحديث عن غياب الأمن في الشارع المغربي عموما ، و الوجدي بالخصوص ، و إحساس المواطن أن شخصا يلاحقه و هو يفتح سيارته، و هو يكتب رقمه السري على الشباك الأوتوماتيكي أو في حيه الضيق الذي ربما لا يتوفر على الإنارة، أو هو يعود ليلا إلى بيته. حديث أصله مجموعة من القصص يحكيها و يرويها المواطنون الذين يتعرضون بالنهار و أمام مرأى و مسمع الناس لعمليات السطو و الاعتداء، و انتشال هواتفهم المحمولة ومحفظة نقودهم... كما تحكي القصص الأساليب الفنية التي أصبحت تستعمل من طرف اللصوص لملاحقة ضحاياهم نساءا و رجالا. تساؤلات عدة يطرحها الشارع الوجدي معبرا عن استيائه و مخاوفه وصدمته من كثرة الجرائم التي أصبحت تقترف في حق المواطنين بالشارع العام ،في واضحة النهار، ولم تستثن الجرائم رجال الأمن فهم أيضا يقعون ضحايا لضربات طائشة من طرف شباب أعياه الانتظار واستسلم للمخدرات والقرقوبي القادم من الجزائر التي تخوض حربا ضروسا ضد أطفالنا و شبابنا ، أغرقت السوق الوجدية بالمخدرات الفتاكة من نوع القرقوبي بتزكية من سلطاتها الرسمية. وجدة، المدينة الوحيدة على المستوى الوطني التي تشل بها الحركة بمجرد ما يخيم الظلام وكان المدينة تسلم مفاتيحها للمجرمين وقطاع الطرق. قلة الحركة بالليل، جعلت المجرمون يغيرون إستراتيجيتهم، فأصبحوا ينشطون بالنهار لا يخافون من أعين رجال الأمن .فأمام غياب استراتيجية أمنية حقيقية تجرا مجرمو وجدة ومارسوا عنفهم على المارة بشكل مفضوح ومثير للجدل ولم يعد أي شارع بمأمن عن الإجرام ,من هنا تعددت الحكايات التي تكون نهايتها مأساوية ,خلال اسبوع واحد شهدت شوارع وجدة زخما من جرائم اعتراض الطريق والتهديد والضرب باستعمال السلاح الأبيض ،وفي كثير من الأحيان تكون النساء والفتيات ضحية اعتداءات عنيفة من طرف مجرمين حقيقيين مترجلين أو على متن دراجات نارية. والغريب في الأمر كما سبقت الإشارة، أن الجرائم لم تستثن رجال الأمن فهم أيضا يقعون ضحايا لضربات طائشة من طرف شباب أعياه الانتظار واستسلم للمخدرات والقرقوبي القادم من الجزائر والدليل على هذا هو اعتراض سبيل شرطي تبع للمحطة الطرقية من طرف مجرم له سوابق عدلية، وكذلك اعتراض سبيل مفتشة ممتازة التي تم طعنها بعد ان حاول السارقان سرقة هاتفها النقال. إن الأمن يساوي الاستقرار وهو ضد الخوف ، ولهذا يمكن ملاحظة ضعف حمايته و يتجلى هذا الضعف في غياب التضامن مع الضحية لأنه كما قلت أن العديد من الاعتداءات وان لم نقل كلها تحدث أمام حشود عديدة من الناس ، لكن لا أحد يتدخل و ينقد الضحية. و هو ما جعل الإحساس بالخوف و الرعب يزداد لدى الناس و كأننا في غابة. و لكون الظاهرة متداخلة الأسباب ، تحتاج فعلا إلى وقفة جريئة في وجه الخلل الموجود في قطاعات كثيرة، إلى جانب ظاهرة التعاطي إلى المخدرات فإن الأمر كذلك يدعو إلى ضرورة التعامل مع الظاهرة بمسؤولية سياسية وجدية فائقة، لأن نتائجها ستنعكس سلبا على شخصية المواطن الذي لا يفكر إلا في نفسه. ليل مدينة وجدة مرعب ونهارها أرعب ،المواطنون بحاجة إلى الطمأنينة والاستقرار الأمني ،متى يتحقق هذا الحلم يا سيدي والي الأمن بولاية الجهة الشرقية؟؟؟؟ فمتى يدرك المسؤولون أن الظاهرة تنتج ردود فعل سلبية، وتنتج سلوكيات عنيفة، وخطوات عنيفة مما يعرقل سير التنمية و الإبداع في السياسة و الاقتصاد و التعليم. يتبع...