مذكرة مثيرة للجدل تتضمن توصيات غاية في الجرأة وسيكون لها وقع الصدمة في الأوساط المهتمة بالتعليم، رُفعت إلى الملك محمد السادس بالإضافة إلى رئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية وباقي وزراء الحكومة وجميع الأحزاب والجمعيات المدنية المهتمة بقطاع التعليم، وهي المذكرة التي تمخضت عن ندوة دولية نظمت من طرف مؤسسة "زاكورة" التي يرأسها نور الدين عيوش، المقرب من دوائر صنع القرار، وكانَ وزير التربية الوطنية الجديد رشيد بلمختار،أحد أبرز المشاركين فيها وخرج منها ليعين بعد أيام قليلة وزيرا بدلا من محمد الوفا. وباتت فكرة اعتماد الدارجة كلغة للمدرسة المغربية، وإخراج التعليم الأولي من طابعه الديني المتمثل في الكتاتيب، توصيات رسمية تتضمنها وثيقة صادرة عن ندوة دولية رُفعت إلى أعلى سلطات المملكة، حيث تدعو الوثيقة بالبدء في المراحل الأولية بالاقتصار على تعليم الأطفال بلغتهم الأم، ثم تتحدث عما تسميه "اللغة المغربية" في إشارة إلى الدارجة، مع التنصيص على ربطها بواسطة جسور مع العربية الفصحى، كما تعتبر توصيات الندوة أن اللغة الانجليزية يجب ان تصبح لغة العلوم والتقنيات في المسار التعليمي بكامله، عوض الوضع الحالي الذي يبدأ بتلقين الأطفال هذه المواد باللغة العربية، ثم ينتقل إلى اللغة الفرنسية في التعليم العالي. واعتبر "نور الدين عيوش"، أنَ أول ما يجب الشروع فوراً العمل عليه تعميم التعليم الأولي بإعتبار أنه مرت 15 سنة ونحن نتحدث عن هذا الهدف دون أن نحققه، وسبق لنا أن تحدّثنا عنه رفقة الراحل مزيان بلفقيه سنة 1999، مُضيفاً، اليوم نحن نطرح الفكرة وقدّمنا صيغة سهلة لتمويلها حيث لا يبقى الأمر عبئا على الدولة وحدها، بل يساهم فيه حتى المجتمع والقطاع الخاص. وأكد "عيوش" أنَ التعليم الأولي اليوم هو في مجمله تقليدي ويقتصر على الكتاتيب وبعض الأمور المشابهة، بينما التعليم الأولي لا يجب أن يبقى دينيا فقط، بل على أطفالنا أن يتعلموا الحياة ويغنوا وينشطوا ولا نوجههم إلى الحفظ فقط. كما تضمنت التوضيات المرفوعة إلى الملك محمد السادس، اقتراحات واضحة حول أدوار كل من مدير المؤسسة التعليمية والمدرّس، قائلاً "عيوش"، علينا أن نمد المدير بالوسائل والإمكانات الكافية، ولم يعد مقبولا أن يتوجه المدير إلى الرباط كي يحصل على الطباشير. أما المدرس يقول "نور الدين عيوش"، "فعلينا بذل مجهودات كبيرة لحل مشاكله، والمجهود الذي بذلته في السنوات الأخيرة مؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية، يجب أن تعممه الدولة.. لا يمكن أن يبقى لدينا مدرّس يعاني من مشاكل في السكن او الصحة أو يبقى كايدابز مع الحياة، يختم "عيوش" حديثه.