التعليم بالدارجة والانجليزية في العلوم وشيك مقابل اختيار التعليم الخصوصي الندوة الدولية الشهيرة التي نظمتها مؤسسة "زاكورة" لصاحبها المقرب من دوائر القرار نور الذين عيوش، وكان وزير التربية الوطنية الجديد رشيد بلمختار، احد أبرز المشاركين فيها وخرج منها ليعين بعد أيام قليلة وزيرا بدلا من محمد الوفا؛ خلصت الى توصيات غاية في الجرأة وسيكون لها وقع الصدمة في الأوساط المهتمة بالتعليم. التوصيات التي خلصت اليها الندوة، وكان عيوش قد وعد بصياغتها ورفعها الى السلطات، تتحدث عن الاختيارات اللغوية التي يجب ان يتجها إليها التعليم في المغرب، متحدثة في سابقة من نوعها عن البدء في المراحل الأولية بالاقتصار على تعليم الاطفال بلغتهم الأم، ثم تتحدث الوثيقة عما تسميه "اللغة المغربية" في إشارة الى الدارجة، مع التنصيص على ربطها بواسطة جسور مع العربية الفصحى. وعلى أساس خيار الانفتاح الذي تقول الوثيقة ان المغرب قام بها، تعتبر توصيات الندوة أن اللغة الانجليزية يجب ان تصبح لغة العلوم والتقنيات في المسار التعليمي بكامله، عوض الوضع الحالي الذي يبدأ بتلقين الاطفال هذه المواد باللغة العربية، ثم ينتقل الى اللغة الفرنسية في التعليم العالي. التوصيات التي مهدت لها الوثيقة المتضمنة لتوصيات الندوة، بربط مجال التعليم بالمؤسسة الملكية العريقة والمتمتعة بصلاحيات استراتيجية، تدعو الى إنهاء التعارض القائم بين التعليمين العمومي والخصوصي، وتتحدث عن تعليم تضامني غير ربحي، يساهم في راسماله كل من الآباء والدولة والجماعات المحلية ثم الخواص. وتدعو الوثيقة الى العمل بفكرة جربتها كندا، تتمثل في منح شيك مالي للآباء الذين يختارون تعليم أبنائهم في مدارس خصوصية، تخفيفا للعبئ في القطاع العمومي.