في مبادرة جديدة قد تثير الكثير من الجدل بشأن الوضع التعليمي بالمغرب، تقدم نور الدين عيوش، رئيس جمعية زاكورة للقروض الصغرى والتربية، إلى الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للتعليم، عمر عزيمان، بوثيقة رسمية صادرة عن ندوة دولية نظمتها مؤسسته يومي 4 و5 اكتوبر الماضي، تتضمن توصيات تدعو إلى اعتماد اللغة الدارجة بدل العربية الفصحى بالمنظومة التعليمية وإقصاء الكتاتيب القرآنية من التعليم الأولي. وقال نور الدين عيوش، في حوار مع جريدة توفيق بوعشيرن، أن الوزير الجديد للتربية الوطنية، رشيد بلمختار، "له إمكانيات كبيرة وتجربة في الميدان"، مضيفا أنه "حضر معنا أشغال هذه الندوة، وأعتقد أن عليه أن يبدأ في العمل ولا ينتظر"، مشيرا أن "هناك أشياء كثيرة يمكن الانطلاق منها لأنها لا تتطلّب لا ميزانيات ولا أي شيء، وحتى التوصيات التي خلصت إليها الندوة، هي في مجملها سهلة وبسيطة وواضحة". وفي توضيحه لما أسماه ب "التوصيات السهلة والبسيطة"، أشار رئيس مؤسسة زاكورة إلى "تعميم التعليم الأولي"، معتبرا أنه "في مجمله تقليدي ويقتصر على الكتاتيب وبعض الأمور المشابهة، بينما التعليم الأولي لا يجب أن يبقى دينيا فقط، بل على أطفالنا أن يتعلموا الحياة ويغنوا وينشطوا ولا نوجههم إلى الحفظ فقط". من جهة أخرى، دعا عيوش إلى "اعتماد الدارجة كلغة للمدرسة"، مؤكدا على أن "هذا هو الوضع السليم، لأن المدرسة يجب أن تبدأ باللغة الأم"، موضحا أن "هذا ليس جديدا، بل كل التجارب العالمية خلصت إلى أن التعلم باللغة الأم يكون أفضل ويعطي نتائج أحسن". واعتبر أن اللغة الأم الأساسية في المغرب "هي الدارجة، وأكثر من 90 في المائة من المغاربة يتحدثونها"، مشددا على أن "نجعل هذه اللغة الأم أساسا في المراحل الأولى لتعليم أطفالنا". وحول حساسية الموضوع وما سيثيره من جدل في وسط المدافعين على اللغة العربية، اعترف نور الدين عيوش، في الحوار ذاته، ب "وجود تخوف" بهذا الشأن، وهاجم في المقابل المدافعين على اللغة العربية الفصحى قائلا "لكن علينا أن نتوقف عن إخفاء الحقيقة ونوقف هؤلاء الذين يدعون الدفاع عن اللغة العربية ويكذبون على المغاربة"، وتابع "أقسم لكم بالله أنني أعرف أشخاصا لا داعي لذكر أسمائهم، يتصدرون الدفاع عن اللغة العربية، بينما أبناؤهم يدرسون في مدارس البعثات الأجنبية ثم يكملون تعليمهم في الخارج". وتساءل عيوش "لماذا يستمر هؤلاء في كذبهم هذا؟ لقتل هذا الشعب؟ الدارجة هي اللغة التي يتحدثها أغلب المغاربة، وعلينا أن نعتني بهذه اللغة ونضع لها قواعد ونحو وقاموس ونقرّب بينها وبين اللغة العربية". وأشار المتحدث إلى أن التوصيات، السالفة الذكر وغيرها، وُجِّهَتْ إلى رئيس الدولة الملك محمد السادس ورئيس الحكومة ووزير التربية الوطنية وباقي وزراء الحكومة وجميع الأحزاب بل حتى الجمعيات، مشيرا إلى أن هذا الموضوع "لا يهم وزيرا بعينه، بل هو شأننا جميعا".