أقدمت جمعية "أزير" لحماية البيئة على إنجاز تقرير نابع من معاينة ميدانية قامت بها لموقع الحريق الذي طال مؤخرا فضاء المنتزه الوطني للحسيمة وغطاءه الغابوي.. ووفقا لما ورد ضمن الوثيقة المتوصل بها فإن شرارة الحريق قد انطلقت من الحيز المكاني المعروف باسم" ثارا نتازرين" ومنه انتشرت النيران صوب واد جرفي لتصل إلى "المارسا أوشرقي" و"رأس عنجة" و" الدبوز"و" ثمزوغين".. وغيرها كما قدرت جمعية "أزير" لحماية البيئة مساحة المنطقة التي طالها اللهب بما بين 3000 و4000 هكتار على الأقل، منتقدة بذلك الروايات الرسمية التي تحدثت عن مساحة 150 هكتارا كحجم للخسائر, وأضافت الوثيقة: "المنطقة التي سبق ذكرها تعتبر من المناطق الحيوية داخل مجال المنتزه الوطني للحسيمة، وهي التي تزخر بضمها لأصناف نباتية نادرة، كما أن المنطقة تتلقى رطوبة من جهة البحر لأنها عالية الارتفاع، وألسنة النيران أتت على أصناف نادرة من مكونات الغطاء الغابوي مثل البلوط القرمزي، وشجر القطلب، بالإضافة إلى أشجار أخرى كالعرعار، الدوم، الدروا، الخروب، الزيتون البري، الخزامة، الصنوبر الحلبي، وأصناف أخرى". وأعلنت "أزير" أيضا تواجد عدد كبير من الحيوانات ضمن لائحة خسائر النيران التي طالت المنتزه الوطني للحسيمة، معتبرة بأن الأمر يتعلق ب "خسارة فادحة في مكونات المجال البيئي".. كما وصفها التقرير الذي لأردف: "حجم التدخل الذي بوشر للسيطرة على الحريق لم يكن كافيا من حيث العدة والعتاد، وعامل الزمن الذي لم يكن في صالح تطويق المنطقة والحفاظ على أصنافها المحمية حماية مطلقة، كما يتضح أنه لم يتم التعامل بحزم مع النيران التي ظلت تأكل الأخضر واليابس على مدار أربعة أيام، حيث تم تفقد أجزاء من مساحات محترقة بالقرب من بادس، في الوقت الذي التهمت فيه النيران الجزء الكبير من المناطق السالفة الذكر، ولم تصل قوات التدخل الأرضي إلى المناطق العالية والمطلة على البحر والتي تتوفر على كثافة نباتية عالية". كما انتقدت ذات الجمعية التدخل الذي تم لتطويق النيران جوّا، فقالت ضمن تقريرها: " الاعتماد على الطائرات لإخماد النيران التي اشتعلت بغابة المنتزه لم يحقق النتائج المرجوة، وذلك رغم وفرتها وتحليقها على طول المجالات الغابوية المحترقة، والسبب في ذلك أن مثل هذه الحرائق تتطلب تدخلا أرضيا بالعدة والعتاد المادي والبشري.. حيث تأكد للجمعية أن معظم الوسائل المستعملة لم تكن ناجعة وفي مستوى الحد من دينامية النيران التي انتشرت بشكل كبير، مستغلة في ذلك غياب تدخل ناجع لتطويق الحريق الذي انتقل بكل حرية في كافة أرجاء المنتزه الوطني". وكشفت "أزير" أيضا بأن "المنتزه الوطني للحسيمة مرشح لنيل لواء ( ASPIM ) كمنطقة ذات حماية خاصة وذات أهمية بيئية بالنسبة للمتوسط"، وأردفت: "مع ذلك يطاله التخريب والنيران، ولا يتوفر على مخطط لمواجهة الحرائق من ممرات ضد الحرائق وكذا غياب طاقم بشري لمراقبة اندلاع النيران، خاصة في فصل الصيف.. رغما عن اندلاع حرائق مماثلة في الماضي في كل من جبل الناظور وجبل جبرون القريبين من شاطئ بوسكور".