نظمت جمعية أزير لحماية البيئة مؤخرا يوما دراسيا تحت عنوان ‘'من أجل تدبير مستدام للثروات الطبيعية بالمنتزه الوطني للحسيمة بحضور ثلة من الباحثين الإسبان في الشأن البيئي وعدد من المهتمين بالبيئة المحلية للاستفادة من عروض الندوة. وبعدما تم استقبال المشاركين استهلت أشغال اليوم الدراسي بكلمة افتتاحية لرئيس جمعية أزير، السيد محمد الأندلسي، نيابة عن اللجنة المنظمة، رحب فيها بالحضور وبالأساتذة المتدخلين قبل أن يعرج لشرح أهداف مشروع «التنمية المستدامة بالمنتزه الوطني للحسيمة عبر التدبير المستدام للثروات الطبيعية وحماية البيئة» والتي لخصها في: - غرس الأشجار المثمرة لفائدة الساكنة. - غرس قطعة أرضية تابعة للملك العمومي بأصناف غابوية محلية. - توسيع وتجهيز مشتل إنتاج النباتات الأصلية المتواجدة بدوار تافنسة. - تكوين ودعم مزاولي أنشطة الرعي بالمنتزه الوطني عبر غرس أصناف علفية. - إنجاز ونشر دليل حول النباتات الأصلية المتواجدة بالمنتزه الوطني بالحسيمة. وقدم عادل العماري، مدير المنتزه الوطني للحسيمة، في أول عرض من عروض اليوم الدراسي، ورقة حول المنتزه الوطني للحسيمة، أوضح فيها أهم المكونات الحياتية لهذا الأخير ومعطياته العامة مذكرا بمميزات الثروة الغابوية و القيم البيولوجية للمنتزه من طيور ومكونات حياتية في المجال البحري وغطاء نباتي متنوع، دون إغفال المآثر التاريخية التي يحتضنها المنتزه وبالخصوص مدينة بادس التاريخية وقصبة المخزن التي توجد بسنادة.. هذا فيما تطرق العرض الثاني المبرمج حول موضوع «مقترحات من أجل تحسين مردودية أنشطة الرعي بالمنتزه الوطني للحسيمة» والمقدم من طرف الخبير الإسباني خبيير رويث ميرازو، الباحث بالمجلس الأعلى للأبحاث العلمية في إسبانيا، إلى مقاربة أهمية الحفاظ على الثروة الغابوية من خلال الرعي عبر استحضار التقنيات المستخدمة لذلك بمنطقة الأندلس التي اشتغل عليها الباحث والتي وصفها في تشابهها مع المنطقة الشمالية للمغرب بالمرآة، مستحضرا ما تتوفر عليه إسبانيا من منتزهات وطنية ومنتزهات طبيعية، والدور الذي تلعبه في الحفاظ على الثروة الطبيعية والتنوع البيولوجي بهذه المناطق، ويضيف أنه ورغم وعي السكان بضرورة الحفاظ على البيئة الطبيعية إلا أن الأمر يصطدم بواقع مزاولة سكان هذه المناطق للعديد من الأنشطة اليومية خاصة الرعي – ولا يمكن منعهم من ذلك - وهو ما قد يؤثر على المنظومة البيئية مما يستلزم تقنين هذه الأنشطة للحفاظ على هذه الثروات. وتطرق الباحث لمشكل الحرائق التي تلتهم هكتارات عديدة من الغابات المحمية وخاصة غابة الصنوبر. « وتناولت الباحثة الاسبانية مارية إوخنيا عن منظمة سيراي، مداخلة حول «الفلاحة الإيكولوجية» تطرقت فيها لإستراتيجية التنمية القروية في بني حذيفة عبر استحضار تجربة ميدانية مع بعض الجمعيات ( جمعية أزير، CERAI، ملتقى المرأة) عمدت فيها بالتدخل في زراعة اللوز لتحسين الإنتاج بالمنطقة عبر خلق تعاونية (مجموعة التعاونيات ذات النفع الإقتصادي لوزيما) من أجل بيع اللوز بطريقة جماعية وبأثمنة مناسبة لهؤلاء الفلاحين ، كما تم التدخل في مجال تكوين الفلاحين والتقنيين الفلاحيين في مجال زراعة اللوز. كما تطرقت الباحثة إلى مشروع تحسين زراعة الزيتون عبر اقتناء معصرة وتكوين الفلاحين في تقنيات غرس وجني الزيتون موردة مجالات أخرى للتدخل وتحديدا تربية النحل وتربية الماشية.