انطلقت اليوم الأربعاء بميناء الحسيمة الأيام العلمية باستقبال باخرة أبحاث علمية تحمل اسم "ديو سمات" التابعة للمنظمة الإسبانية "حركة البيئيين" في زيارة عمل تمتد لمدة عشرة أيام. وفي هذا السياق، قال رئيس جمعية أزير لحماية البيئة، السيد محمد أندلسي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه التظاهرة العلمية تندرج في إطار الشراكة والتعاون بين جمعية أزير ومنظمة حركة البيئيين بإسبانيا من أجل إنجاز أبحاث علمية بحرية حول مجموعة من الكائنات البحرية التي تعتبر ذات قيمة بيولوجية عالية، من خلال أوراش ميدانية سيتم تنظيمها داخل المجال الترابي للمنتزه الوطني للحسيمة. وأشار إلى أن هذه الباخرة العلمية، التي رست لأول مرة بميناء الحسيمة في زيارة عمل إلى المغرب لمدة عشرة أيام وعلى متنها تسعة علماء في مجال الحياة والأرض، مجهزة بآليات حديثة ومتطورة للبحث العلمي ولرصد الكائنات البحرية وقياس تلوث البحار. وأبرز أن الهدف من هذه الزيارة هو القيام بعمل ميداني بالمنتزه الوطني للحسيمة لتحديد أماكن انتشار ثلاثة أصناف من الطحاليب البحرية المهددة بالانقراض، وكذا صنف من القشريات، وذلك عن طريق الغوص والتصوير تحت الماء، مشيرا إلى أن هذا الفريق العلمي سيقوم أيضا بتحيين دراسة سبق أن قامت بها جمعية أزير فيما يخص تحديد أعداد أزواج طائر السرنوف العركي، بالإضافة إلى إنجاز تقرير علمي مفصل يوضع رهن إشارة إدارة المتنزه من أجل تدبير الشأن البحري. من جهته، أكد السيد مانويل طابيا، عضو منظمة حركة البيئيين الإسبان، في تصريح مماثل، أن هذه الزيارة تندرج في إطار التعاون والشراكة ما بين المغرب وإسبانيا من أجل إنجاز دراسات علمية بحرية حول الكائنات البحرية التي تعيش بحوض البحر الأبيض المتوسط والمهددة بالانقراض، وكذا التعرف عن المتنزه الوطني بالحسيمة وعن الكائنات التي تعيش فيه وتحسين تدبيره. وأشار السيد مانويل طابيا إلى أن برنامج هذه الرحلة العلمية يتضمن تنظيم أوراش علمية تكوينية مكثفة لفائدة الجمعيات المهتمة بالشأن البيئي بالإقليم، فضلا عن أبحاث ميدانية بالمتنزه الوطني، مضيفا أن هذا الأيام ستكون أيضا تحسيسية فيما يتعلق ببعض المخاطر التي تهدد الدلافين والسلاحف البحرية بالانقراض وذلك باستعمال الطرق غير القانونية في الصيد كالشباك العائمة المنجرفة بأعالي البحار والصيد بالمتفجرات. يشار إلى أن المتنزه الوطني للحسيمة يقع على الواجهة المتوسطية بمنطقة بقيوة، ويمتد من جماعة تلا يوسف حتى جزيرة كلاي ريس، وتقدر مساحته بحوالي 48 ألف هكتار، كما يعتبر من أهم المتنزهات الوطنية بالمغرب نظرا لاحتوائه على واجهتين برية وبحرية مما أعطى المجال وجود ثروات حيوانية ونباتية مهمة بالإضافة إلى توفره على مناظر خلابة تكونه أجراف عالية وشواطئ متعددة.