مهزلة تاريخية سياسية قبل أن تكون رياضية، تلك التي أقدم عليها بعض الساسة السعوديين، الذين أصبحوا يزرعون الشك و يخلطونه باليقين في تبعيتهم للتيار الأمريكيصهيوني، ومصالحه المتعددة في العالم العربي والإسلامي، حيث تسعى السعودية لنشر التفرقة و البون بين الدول العربية، وخاصة تلك المتعاطفة مع دويلة قطر كما تسميها. عربي المولد أمريكي التوجه، آل شيخ رفض دعم المملكة العربية السعودية للملف المغربي لاحتضان كأس العالم 2026، بينما جند الدول والاتحادات لدعم الملف الثلاثي الأمريكي، ويفسر كل ذلك نتيجة موقف المغرب من أزمة قطر واختيارها الحياد، ورفض الانضمام لدول الحصار الأربع، التي صوت أغلبها لصالح الملف الأمريكي الثلاثي.
وكان من المفروض على السعودية أن تلتزم بتطبيق قرار مجلس الجامعة العربية في "قمة القدس" الذي سهرت على نجاحه والمنعقد بالظهران والذي نص على: "أن مجلس الجامعة العربية على مستوى قمته في دورته 29 والمنعقد بالظهران بالمملكة العربية السعودية قرر بالإجماع دعمه الكامل لاستضافة المملكة المغربية نهائيات كأس العالم لكرة القدم لعام 2026 وذلك تأكيداً منه على العلاقات الوثيقة والروابط المديدة التي تجمعه مع المملكة المغربية، وحرصا منه على دعم هذه الروابط وتوطيدها لما فيه خيرها وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها".
وأكدت جامعة الدول العربية سابقا بالأراضي السعودية على تقديم كامل دعمها اللازم والمساندة الكاملة لترشيح المغرب باستضافة مونديال كأس العالم 2026، حيث يأتي هذا الدعم والمساندة تأكيدا للمكانة العربية المرموقة التي تتميز بها الدول العربية في مجال كرة القدم، والعلاقة المتينة التي تربط الدول العربية كافة وحرصها على الوقوف مع المغرب الشقيقة في ملف استضافتها للمونديال العالمي، كما هو مفروض، قبل أن تتدخل شياطين الخليج لتحريك آليات الحرب القذرة في الميدان الرياضي السليم. وتأكد هذا الدعم بإجماع القادة العرب المجتمعين بالظهران السعودية و إرسالهم رسالة ذات مغزى عميق، وتجسيدا لوعي جماعي متماسك للكلمة العربية، حيث أكدت الدول العربية موقفها الواضح والصريح بأنها داعمة رئيسية للترشيح المغربي، وهو ما يؤكد التماسك العربي والوقوف خلف المغرب كونها ستمثل الدول العربية كافة، كما زعم البيان الوهمي السعودي سابقا.
ولم تقف خيانة السعودية لقرار الجامعة العربية الذي خرج من رحمها، بل خالفت السعودية و أتباعها ما قررته منظمة التعاون الإسلامي، يوم الأحد 6 ماي الجاري، بدعمها اللامشروط لترشح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026 وتمت الموافقة سابقا بالإجماع على قرار دعم الدول الإسلامية الأعضاء لترشح المغرب لاستضافة مونديال كرة القدم لسنة2026 ، وذلك خلال انعقاد الدورة 45 لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بالمنظمة، وعددها 58 دولة، قبل أن تتدخل الآلة السعودية المناوئة لمصالح الدول العربية والإسلامية الحرة.
إذن فقد أصبحت السعودية تدمر قرارات الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ما يعطي أبعادا خطيرة ودلالات سلبية للناشئة العربية والإسلامية، بعدم احترام قرارات الهيئات العربية والإسلامية الموحدة والجامعة، ما يغيب دورها ويقتلها خدمة للأجندات الاستعمارية، الأمر الذي سيشوه لامحالة نظرة الشباب المغاربي والعربي للتآزر و التآخي والتناصر التاريخي الذي يوجبه الجانب الديني و العقدي، باعتبار النظام السعودي هو مقر مكةالمكرمة ومقر الركن الإسلامي حج البيت. وتظهر الآن على صفحات الفايسبوك دعوات لمعاقبة السعودية و نظامها الأعرابي بكل الطرق الممكنة، وأولاها مناصرة الجماهير المغربية والجزائرية والتونسية المتعاطفة مع ملف المغرب 2026 العادل الشفاف الفقير، غدا لمنتخب روسيا الذي سيلعب ضد الدولة المارقة نكاية في عداوة السعودية غير المبرر للمغرب.
و اعتز الفايسبوكيون المغاربة بوقوف كل الدول المغاربية ومصر بجانب المغرب الكريم الأصيل في عروبته وأمازيغيته و إفريقيته، التي خانها المتخاذلون ممن خنعوا لتهديد ترامب ولي نعمتهم.