"إنّ مجلس الجامعة على مستوى القمّة، وتأكيدا على العلاقات الوثيقة والروابط العديدة التي تجمع بين الدول العربية، وحرصا على دعم هذه الروابط وتوطيدها لما فيه خيرها وصلاح أحوالها وتأمين مستقبلها وتحقيق أمانيها وآمالها، يقرّر تقديم الدعم اللازم والمساندة الكاملة لترشح المملكة المغربية لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم لسنة 2026". كان هذا مضمون القرار الذي اتخذته جامعة الدول العربية، في آخر قمّة لها. القرار، الوارد في الصفحة 80 من الأوراق الختامية للقمة، تضمّن وعْدا واضحا وصريحا بالدعم والمساندة الكاملة للملف المغربي لاحتضان مونديال 2026؛ لكنّ دولا عربيا "نكثت" هذا الوعد الذي التزمت به في قمّة الجامعة العربية، وصوّتت للملف الأمريكي-الكندي-المكسيكي. ولعل من غرائب الصدف أنّ قمّة الجامعة العربية، التي صدر عن مجلسها قرار الدعم والمساندة الكاملة لترشح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2026، انعقدت في مدينة الظهران بالمملكة العربية السعودية، وهي نفسُها الدولة التي عبّرت صراحة منذ أسابيع عن تصويتها للملف الأمريكي، وبذلتْ جهدا كبيرا لحشْد أصوات دول أخرى للجهة التي صوّتت لها. وكانت السفارة المغربية بالقاهرة، حيث يوجد مقر الجامعة العربية، قد أكدت أنَّ القرار الذي اتخذته هذه الأخيرة بدعم ومساندة الملف المغربي، جرى اتخاذه بإجماع جميع أعضاء الجامعة؛ لكن حين التصويت صباح يوم أمس الأربعاء على الدولة المنظمة لمونديال 2026، تبيّن أنَّ سبع دول عربية "نكثت" وعدها، وصوّتت ضدّ ترشيح المغرب. ومن ضمن إحدى وعشرين دولة عضوا في الجامعة العربية، صوّت لصالح الملف المغرب كل من الجزائر وتونس، ليبيا وموريتانيا ومصر وفلسطين وسوريا وقطر والسودان وعمان واليمن والصومال وجزر القمر وجيبوتي. بينما فضلت سبع دول منح أصواتها لملف "يونايتد 2026"، وهي السعودية والإمارات والأردن والبحرين والعراق والكويت ولبنان؛ غير أنّ هذه الأخيرة قالت إنها صوّتت للمغرب، وأنها فوجئت بنشر اسمها ضمن الدولة المصوّتة للملف الأمريكي. وغداة إعلان نتيجة التصويت، وظهور الدولة العربية السبع التي صوتت ضدّ الملف المغربي، ارتفعت أصوات عدد من المغاربة مطالبة بردّ حازم ضدّ "الطعنة" التي تلقاها المغرب على أيدي "أشقائه" العرب، وخاصة المملكة العربية السعودية، التي بذلت، من خلال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية السعودية، جهودا لترجيح كفّة الملف الأمريكي، استمرّت إلى غاية عشية يوم التصويت.