تفعيلا لمبادئ الحكامة الجيدة في تدبير مستدام وحكيم للموارد المائية عامة والمياه الجوفية خاصة من خلال اعتماد أسلوب تشاركي مع كل الفاعلين وتبعا للدورية الوزارية المشتركة بين وزارات الداخلية والطاقة والمعادن والماء والبيئة والفلاحة والصيد البحري رقم 4775 مكرر بتاريخ 15/11/2013 حول عقدة الفرشة المائية لتريفة، ترأس السيد محمد علي حبوها عامل إقليمبركان أشغال الورشة التي تم تنظيمها من طرف وكالة الحوض المائي بمقر العمالة يوم الأربعاء 14 فبراير 2018 بخصوص إنجاز مخطط عمل لبلورة عقدة الفرشة المائية لتريفة، وذلك بحضور السادة مدير وكالة الحوض المائي لملوية، المدير الجهوي للفلاحة رئيس الغرفة الفلاحية ،ممثلا جهة الشرق والمجلس الاقليمي، مدير شركة كوزيمار لإنتاج السكر بزايو ، رؤساء الجماعات الترابية ، رجال السلطة، رؤساء المصالح الخارجية المعنية،والسادة رؤساء الجمعيات والتعاونيات الفلاحية. وفي مستهل كلمته الافتتاحية أكد السيد العامل على أن هذا الاجتماع يشكل مناسبة لمناقشة ودراسة برنامج العمل المقترح وتحديد الصعوبات وتوعية و تحسيس مختلف مستعملي المياه وإشراكهم في بلورة خطة عمل لتدبير الفرشة المائية لتريفة وبالتالي مشاركة كل الفاعلين في اتخاذ القرارات في مجال استغلال الموارد المائية وحمايتها نظرا للدور الحيوي الذي تلعبه الفرشة المائية لتريفة في التنمية السوسيو-اقتصادية لكل المنطقة عبر توفيرها للحاجيات المائية في المجالات الفلاحية والصناعية و الماء الصالح للشرب بالإضافة إلى قطاع السياحة، إلا أنه في غياب إطار محكم و قانوني لتدبير مياهها أضحت هذه الفرشة المائية معرضة للاستنزاف وذلك أمام تزايد حفر الأثقاب المائية والآبار الأمر الذي يستدعي وضع الأسس التقنية لتنظيمية الاستعجالية لتدبير متزن ومحكم لهذه الفرشة مع تكثيف عمليات مراقبتها باعتباره مخزون استراتيجي.. كما تميز الاجتماع أيضا بكلمة السيد مدير وكالة الحوض المائي والتي سلط من خلالها الضوء على مختلف التحديات والإشكالات التي تواجهها المنطقة خصوصا ندرة الموارد المائية بعد توالي سنوات الجفاف وتلوث المياه والمشاكل التي تعيق التطور المستدام لموارد المياه كما قدم بالمناسبة مقترح مخطط العمل مرتكزا فيه على المحاور التالية: * تدبير ومراقبة المياه الجوفية المستخرجة. * تحسين المستوى المعرفي للفرشة المائية. * تقوية وسائل التواصل مع مستعملي المياه الجوفية. * خلق لجن المتابعة والتقييم الفعلي للعمليات على ارض الواقع.
وبعد نقاش مستفيض دعا السيد العامل كل الأطراف المعنية من سلطات إقليمية ومحلية وإدارات وتعاونيات ومجتمع مدني وفلاحين لمواكبة هذا الورش المهم وضمان نجاح تطبيق مقتضيات هذه العقدة لما لها من ايجابيات لارتكازها على حلول تقنية وتنظيمية في تعزيز مراقبة استعمال المياه وترشيدها وحماية جودتها، إضافة إلى اعتمادها على وسائل متطورة للتواصل والتكوين عبر اتخاذ عدة إجراءات من بينها تطوير آليات التعارف والشراكة والتحسيس والتأطير مع تعزيز قدرات المتدخلين والمعنيين من أجل تدبير أفضل ومساهمة فعالة في حماية الفرشة المائية للرفع من مستوى التنمية الفلاحية بالمنطقة. وعلى هامش هذا الاجتماع تمت دراسة طلب رئيس جمعية النباتات السكرية بإقليمبركان الذي يلتمس من خلاله إمكانية سقي المساحة المزروعة من الشمندر السكري والمقدرة ب 880 هكتار بواسطة مياه محطة الضخ لمولاي علي بوادي ملوية، وذلك في حالة استمرار العجز المسجل في مخزون مياه سدود حوض ملوية ، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة تضم كل من المصالح المعنية والمهنيين بالإضافة إلى الغرفة الفلاحية لدراسة وإيجاد الحلول الممكنة لسقي هذه الزراعة باعتبارها تشغل يد عاملة جد مهمة ولتفادي إغلاق الوحدة الصناعية كوزيمار لإنتاج السكر بزايو . هذا وتجدر الإشارة إلى أن مخزون مياه سدود حوض ملوية قد بلغ إلى حدود 14 فبراير 2018 ، 124 مليون متر مكعب بنسبة الملء 11 بالمائة .