دعا مدير وكالة الحوض المائي لأم الربيع بمدينة بني ملال، السيد عبد الله المهبول، اليوم السبت، إلى اعتماد منهجية تستند على التدرج والمشاركة الواسعة لترشيد استغلال الموارد المائية الجوفية بجهة تادلة أزيلال التي تعد موردا استراتيجيا يستدعي الحفاظ عليه. وقال السيد المهبول، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش ورشة علمية نظمت اليوم ببنب ملال بمناسبة إحياء اليوم العالمي للماء، أن هذا اللقاء العلمي التحسيسي يهدف إلى إعطاء دينامية جديدة مع كافة الشركاء بغية وضع آليات فعالة ومستدامة تمكن من المحافظة على الموارد المائية الجوفية من الاستنزاف. وأوضح أن هذه الورشة تنظم في إطار شراكة ما بين وكالة الحوض المائي لأم الربيع وفيدرالية جمعيات مستعملي مياه السقي بجهة تادلة أزيلال والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة، ويندرج في إطار برنامج وكالة حوض أم الربيع التواصلي، وتفعيلا للدورية المشتركة لوزير الداخلية ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة ووزير الفلاحة والصيد البحري حول "منهجية إنجاز عقد الفرشات المائية بتراب وكالة الحوض المائي لأم الربيع". وفي تصريح مماثل، أبرز السيد محمد ساعف رئيس قسم تسيير شبكة الري بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بجهة تادلة أزيلال، أهمية الماء كمحرك أساسي للتنمية الفلاحية بجهة تادلة أزيلال كمنطقة فلاحية، مشيرا إلى أن هذا اللقاء الذي حضره أزيد من من 70 رئيس "جمعية مستعملي المياه المخصصة لأغراض الزراعية بجهة تادلة أزيلال " يندرج في إطار تحسيس مستعملي المياه بالنقص الذي تعرفه المنطقة من المياه خلال السنوات الأخيرة. ودعا السيد ساعف، بالمناسبة، إلى تثمين مياه الري والانخراط في البرنامج الوطني لاقتصاد مياه الري الذي خصصت له الدولة مبالغ مالية مهمة لاستبدال نمط السقي التقليدي بنمط السقي الموضعي سواء على مستوى المياه السطحية (السدود) أو المياه الجوفية، مشيرا إلى أن السقي الموضعي هي الطريقة التي يتم بها توصيل مياه الري والأسمدة إلى منطقة جذور الشجرة أو النبتة بضغط وصبيب منخفضين عبر أنابيب سطحية أو مدفونة. وأبرز السيد محمد رشيد مصلوحي، رئيس قسم النظام المعلوماتي والتواصل بوكالة الحوض المائي لأم الربيع، من جانبه، الأهداف الرئيسية لعقدة الفرشات المائية لمركب جهة تادلة أزيلال، ومنها إعادة التوازن لهذه الفرشات من خلال إجراءات تستهدف ضمان استدامة مواردها، وخلق آليات من أجل تنظيم الاستغلال بطريقة عقلانية وذلك بإشراك جميع الفاعلين ومستعملي الفرشة المائية، وتدعيم وسائل ومراقبة استعمال الملك العام المائي، وتثمين الموارد المائية عبر استعمال مزروعات ذات مردودية عالية وأقل استهلاكا للماء، وتعبئة موارد مائية إضافية. وأشار السيد مصلوحي إلى إشكالية الاستغلال المفرط للطبقات المائية الجوفية لمركب جهة تادلة أزيلال، ومنها على الخصوص انخفاض كبير في مستوى الفرشاة المائية بحوض أم الربيع، وعجز كبر في الموازنة لأهم الفرشاة المائية بالحوض، واستنزاف الموارد المائية الجوفية نتيجة استغلال المخزون المائي الجوفي غير القابل للتجديد. وتضمن برنامج هذه الورشة العلمية مجموعة من العروض تمحورت مواضيعها حول "الموارد المائية بحوض أم الربيع الحالة الراهنة والآفاق المستقبلية"، و"تدبير الملك العام المائي والتعريف بمقتضيات المرسوم 2.07.96 المتعلق باستعمال الملك العام المائي"، و"التدبير التشاركي للموارد المائية وأهداف عقد الفرشات المائية لمركب تادلة"، و"تجربة المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة في مجال التدبير المندمج للموارد المائية"، و"السقي الموضعي وإمكانيات اقتصاد وتثمين الموارد المائية"، و"الإجراءات المواكبة لإنجاح مسلسل تطبيق عقدة الفرشات المائية لمركب تادلة".