المرأة ، بعد تحية الإنسانة التي أبدعت الوجود وكونت أنوثتي فصرت بأنوثتها رجلا ، بعد تحية الأم ، بعد تقبيل شفاهها بعد لعق رحيقها و بسط فكرها لي فراشا ، بعد حضني لها و حضانتها لي . أكلمها بسؤال : ما حالكي اليوم و إلى أين صرتي ؟ وجدتها حزينة رغم الفرح ، تعيسة رغم السعادة و فقيرة رغم البدخ ، رأيتها جميلة لكن هي ... هي لاترى إلا مسخ وجهها في المرآة ، هي لاترى إلا رجل متجسدا دون لحية ، هي لا ترى كينونتها رغم وجودها البارز ، تحتقر أنوثتها ، فتحمل المعول و المطرقة لتبرز ذاتها ، لكن هي .. هي بذلك لا تبزر إلا رغبتها في التحول إلى رجل ، هي لا تجسد بذلك إلا إعترافا بتفوقه و ظعفها . تلك كانت مجزرة الأنوثة ، بحيث عن وعي أو غير فهم طبقت عليها تصفية فكرية بدفعها إلى ٱحتقار ذاتها ، بجعل الرجل قيمة في ذاته ، وتغييب الخصوصية الأنثوية ، هذا مادفع بها إلى سبل التحرر المشوه ، هذا ما عمم الرجولة في المجتمع و أفقد الأنوثة و الوعي الأنثوي قيمته ، أزم الوعي الأنثوي فصار الإنسان مرادفا للرجل ... أمنا الطبيعة لم توجد تحديا بين مكونتها ، كذلك لا يوجد تحدي بين كوني رجلا و كونكي أنثى ... فمن دونكي لٱنقرضت ، فمن دونكي لم أكن أنا ، فمن دون أنوثتكي لم أكن رجلا ، و من دون جسدكي لم أعترف بجسدي ، فأنت إلاهي و أنا إلاهكي ، لا ثورة ، لا عورة ، لا أخمرة ، لنتعرى جميعا و لنكن أنفسنا ، فلنتعرى من ثقافتنا و لنكن طبيعتنا المتكاملة . بقلم : سفيان عبد الرحما البالي