تقديم: ونحن على مشارف مرور سنة على تولي الدكتور عمر رئاسة الجماعة الحضرية، وكما وعدنا القراء، أجرينا مقابلة صحفية معه، همت المحور المحلي والبرلماني والسياسي، وعالجناها مع الرئيس من الزاوية الصحفية المحايدة، ومن وجهة نظر المتتبع الرصين، كما نقلنا إليه إرهاصات وتطلعات المواطنين... فكان تجاوبه ينم عن روح تواصلية عالية رغم حدة بعض الأسئلة...
سؤال: كتقليد في كل الدول الديمقراطية، يجرى استطلاع للرأي يخص أطرافا ممن يتحملون مسؤليات مختلفة، خصوصا منهم الذين خرجوا من صناديق الاقتراع،.. وقد سلكنا نفس المسلك، وقمنا باستطلاع للرأي في صفوف ساكنة مدينة وجدة، يخص رئيس الجماعة الحضرية لوجدة عمر حجيرة، وهو الذي كان يردد ما يهمه أكثر هو رأي المواطنين، لا ما تقوله المعارضة... ويبدو أن هذا الكلام لقي آذانا صاغية لدى المواطنين.. فمن بين 500 مواطن ومواطنة، وقّع 420 منهم بالإيجاب القائل بأن عمر حجيرة هو فعلا منقذ للمدينة... السيد عمر حجيرة، ما هو تعليقك الأولي على نتائج هذا الاستطلاع؟
جواب: فعلا، هو استطلاع يمكّن من معرفة رأي المواطنين، ومن ثمة أهميته رغم أن مدة سنة ضمن منظومة ولايتي، تبقى مدة قصيرة، معها يصعب تقديم أحكام قيمية فاصلة بخصوص مردودية الجماعة التي أرأسها.. ورغم هذا، فالمهم أن الإعلام المستقل الذي لا انتماء سياسي له، ولا حسابات ضيقة، حين يبادر بمثل هذا الاستطلاع، فهو يقدم صورة تقرّب من رأي المواطنين، ومن استنتاجه، وخلاصته أن المواطن يرى في رئاسة الجماعة الحضرية الخير، ولهد يرى في شخصي منقدا للمدينة، وهذا طبعا مشجع جدا على المضي في خدمة هذا المواطن الطموح، الذي وضع ثقته فينا خلال الخمس سنوات المقبلة.. وهو أيضا استطلاع للرأي يتيح لنا إمكانية استجلاء قراءات المواطنين للعمل الجماعي/ البلدي، وكيف يتعاملون معه، ومع التغيير الذي اجتهدنا خلال السنة الأولى لتطبيقه على أرض الواقع... وطبعا، هذه خطوات، نحن شديدو الحرص على إتباعها بما هو أعمق وأنفع على مستوى طبيعة مسؤوليتنا، وتمثيليتنا للمواطنين. سؤال: من بين الخيارات الاستراتيجية التي رفعتها الدولة المغربية، يحضر السعي إلى الحصول على موقع متقدم ضمن منظومة الاتحاد الأوروبي الذي اقترح ما يمكن تسميته دفتر تحملات على الدولة المغربية؛ تتعلق بإصلاحات اجتماعية، اقتصادية، وعلى مستوى الترسانة الحقوقية، وكدلك القيام بإصلاح دستوري ومؤسساتي عميق، مع العلم أن الملاحظين الأوروبيين سجلوا طغيان الوزراء التقنوقراط، ووزراء السيادة في الحكومة المغربية... ولهذا تريد الدولة أن تخرج من قبضة هؤلاء إلى صيغة التقنوسياسي، بمعنى أن الدولة دفعت بالأحزاب السياسية إلى إدراج أسماء مهندسين، دكاترة، وأطر مختلفة لمحاولة التوفيق بين ما هو تقنوقراط وسياسي... وقد تذرجت في أجهزة حزب الاستقلال، إلى جانب أنك دكتور صيدلي، بمعنى أنك تقنوقراطي وسياسي في الوقت نفسه، مع استحضار عنصر الشباب المتوفر فيكم كذلك... ويبدو أنها عوامل اعتمدتها نخبة من وجدة في استشرافها إمكانية أن تتولوا مهمة وزير الصحة خلال الحكومة المقبلة... ما تعليقكم؟
جواب: أولا، ما يرشح للحكومة/ لتحمل المنصب الوزاري، هو الحزب، والذي يوقّع على القبول، وتشكيل الحكومة، هو صاحب الجلالة.. ثانيا، هذا شرف وافتخار لي أن يرى مواطنو مدينة وجدة في رئيس الجماعة مسؤولا مؤهلا لأن يتولى مهمة وزارة الصحة، وفي هذا أيضا تشجيع لي أكثر على العمل لصالح المدينة.. بخصوص وضع المغرب مع الاتحاد الأوروبي، فقد حان الوقت أن يفهم هذا الأخير أن المغرب يقدم دورا رياديا أساسيا، يتمثل في كونه هو من يحول دون تصدير مجموع السلبيات إلى الاتحاد الأوروبي من مثل المخدرات، والهجرة السرية... وفي هذا الوضع ما يشبه الدركي بالنسبة لأوروبا، ورغم هذا فأوروبا تفرض متطلبات أخرى على المغرب، في الوقت الذي ما زلنا لم نحرك قوانا الاقتراحية والتفاوضية، اعتمادا على أننا نحن من يتواجد في موقف قوة حقيقية.. والمفروض أن يتم ترجمة الوضع المتقدم الذي خصت به أوروبا المغرب، عوض أن يظل مجرد بروتوكول سياسي، أو مجرد شعار... أما الإصلاح الدستوري المؤسساتي العميق، فهو غير متروك للإملاءات الخارجية، ويخضع لتقديرات صاحب الجلالة بتوافق مع الطبقة السياسية، والمطالبة بالتعديل الدستوري ليس خطيئة، بل هو متروك للحراك الاجتماعي والسياسي...
سؤال: من خلال الاستطلاع، تبين أن العزوف السياسي في المغرب ما يزال قائما، ومثله العزوف عن الشأن المحلي... ومن المؤشرات أن البعض اعتمادا على الاستطلاع لا يفرق بين رئيس الجماعة الحضرية عمر حجيرة، والوزير توفيق حجيرة على سبيل المثال...
جواب: في المغرب، تتواجد الفئة المتتبعة، والمهتمة بالشأن السياسي والمحلي، والمشاركة، وعلى عكسها، تحضر تلك اللامبالية.. تلك المتفرجة، لكنها دائمة انتقاد غيرها.. وفي تقديري ألا حق للمتفرج في الانتقاد.. فمن ينتقد، عليه أن يشارك في العمليات الوطنية.. ومن ينتقد اليوم عمر حجيرة، عليه أي يكون قد سبق أن شارك في الانتخابات الجماعية؛ لأن من حق المشارك الذي أدى واجبه، أن ينتقد ويقترح، ويقبل، ويرفض، ويتحفظ... أما العازف عن الانتخابات، والذي يعتبر كل المشاركين فيها فاسدين، وسارقين... فليبق بعيدا عن انتقاد غيره... والملاحظ اليوم للأسف ظهور أطراف متخصصة في النقد، وفي تسويق النظرة السوداوية للمستقبل؛ وهي أطراف بعيدة كل البعد عن الفعل التشاركي الإيجابي، وهمها تسفيه كل المجهودات، والتنقيص من قيمتها.. لا يمكن لأحد أن يحكم اليوم على مدينة وجدة بالفراغ، أو بغياب المردودية العملية فيها.. مدينة وجدة أصبحت محط اهتمام كل المغاربة، وكل الوافدين عليها، استنادا إلى أنها تغيرت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.. وهو تغيير ليس سوى بداية، أي أننا ما زلنا لم نصل إلى النهاية.. الآن، يجب أن نتواصل مع المواطن بالصراحة.. وجدة تتغير، وعلى المواطن أيضا أن يسير في الاتجاه نفسه.. يجب أن يتغير سلوكه، وطبائعه... كنا نعيش في مدينة فيها فوضى، أوساخ، وتفتقر إلى مجموعة من المرافق، واليوم تغيرت، ولهذا لا بد من أن يوازي هذا التغير سلوك إيجابي للمواطنين، كما المطلوب من المسؤولين أن يوسعوا دائرة هذا التغيير إلى كل أحياء، وأطراف المدينة.. بمفهوم أن المسؤوليات متقاسمة بين الجميع.. بين من يتحملون المسؤوليات على أنواعها، وبين المواطنين... والملاحظ سيادة نوع من النقد اللاموضوعي، والمغرض، وهو المتمثل في انتقاد الوالي، والعامل، والرئيس... لكن لا أحد يتجرأ موضوعيا ليوجه النقد أيضا للمواطن، لأنه متروك للحاجة الانتخابية، وهذا هو الخطأ.. إذاً، لا يمكن أن يتغير شأننا المحلي إلا إذا أدى كل مسؤوليته: السلطة، والبلدية، والمجتمع المدني، والمواطن أيضا كعامل أساس في التغيير...
سؤال: ألا تعتقدون أن بكلامكم هذا تفتحون نقاشا فضفاضا، وترمون المسؤولية صوب المواطن، بينما هذا الأخير يحمل الدولة مشاكله الهيكلية، وعلى رأسها الأمية، والفقر والبطالة، والهشاشة.. نعتقد أن هذا رهين بوعي عام...؟
جواب: أكيد، هي مناسبة تاريخية لإزالة سوء الفهم بين المواطن والدولة.. ولعل تداخل الواقع المجتمعي يشرح أن لكل طرف واجبه كما له حقوقه... نلاحظ مثلا اكتساحا واسعا للدكاكين، وللمقاهي بسلبيات متعددة، فمن المسؤول، ومن المتدخل الأساس...؟ السلطة المحلية يجب أن تتحمل مسؤوليتها، بحكم أن الجماعة المحلية ليست هي من ينظم المدينة.. في حين إذا تعلق الأمر مثلا بالنظافة، فالمسؤولية للجماعة الحضرية.. وللمواطن مسؤولية أن يلتزم بكل ما يحفظ المكتسبات، وبما لا يتنافى مع القوانين، إلخ... هذه هي طبيعة المسؤوليات الإيجابية المرجوة من الكل...
سؤال: من بين النقد الموجه إلى الوسط الجماعي الذي ترأسونه، سريان الرشوة، وهي عامل قوي في إضعاف السير الطبيعي للجماعة...؟
جواب: تواجدت على رأس الجماعة الحضرية منذ سنة عملية، ولم أتلق إلى الآن أي شكاية، أو ما يفيد أن موظفا فرض الحصول على رشوة من المواطن.. أنا موجود لمحاربة الرشوة.. أنا مستعد لمناهضتها ا إلى أبعد حد، لكن، يجب تقديم ما يثبت وجودها، وتجنب ترويج كلام المقاهي، وراديو الرصيف، لأن قرارات البلاد لا تبنى على مثل هاته المصادر غير البريئة.. وكم بوجدة من كلام مسموع، وأثبتت الأيام أنه كان مجرد إشاعات، بل الأكثر أن البعض تم ظلمه لسبب إصدار حكم عليه بناء على المسموع غير المبرر.. وأؤكد أنني أرافق المواطن في تظلمه إلى أبعد حد إن هو جاءني يدلي بشكاية مبررة تخص الرشوة...
سؤال: في هذا الخطاب جرأة، لاحظناها في تدخلاتكم بجلسات الجماعة الحضرية، وبالبرلمان كما في الندوات الصحفية... ألا تتخوفون من كونه خطابا لا شعبيا، فيه نوع من جلد ذات المواطنين؛ قد تؤدون ثمنه في الاستحقاقات المقبلة...؟
جواب: واقعيا، تعرف مدينة وجدة والمنطقة الشرقية، مجهودا كبيرا لصاحب الجلالة، لا يمكن أن ينكره إلا جاحد، ولكي أبسط للمواطن، أمثل لهدا المجهود بتدخل واحد ما لتزيين ولتأثيث منزل غيره، فالمطلوب من المستفيد أن يحافظ على هذا المكسب، وإلا سيعرضه الإهمال للفساد والضياع.. إذاً، ما الأفيد، هل مخاطبة المواطن بالصراحة التبصيرية والواعية ليدرك مسؤوليته، وانعكاسها الإيجابي عليه، أم نراوغه وننافقه لنتحول بالمسؤولية، ونلصقها بالجار...؟.. هذه هي اللغة الواقعية، لا اللاشعبية، ومن يتكلمون بالشعبوية هم الذين يروجون لكلام لا يقولونه لو كانوا هم من يسيرون الشأن المحلي، وهذا بالمباشر هو كلام المعارضة.. أنا أتمنى أن تصل المعارضة إلى الحكم في يوم ما، وتطبق ما تقوله اليوم، لا أن تعارض من أجل المعارضة فقط..
سؤال: أين العقبات التي تحول دون السير العادي للجماعة المحلية...؟
جواب: يصل عدد الموظفين بالجماعة الحضرية إلى 2400 موظف، يصعب القول بأنه عدد كل أصحابه يشتغلون ويساعدون في الرفع من قيمة العمل الجماعي.. هذا مطلب صعب جدا.. ثم لأننا بصدد جماعة لا تتوفر على ميزانية موفية بالمطالب، وتقتصر في التسيير على ثلاثة ملايير، كما تخسر الجماعة سنويا ما بين خمسة وستة ملايير أو أكثر كمداخيل ضائعة لغياب إمكانيات جلبها، ولسبب وجود الرشوة المجتمعية، إلخ... إذاً، لا بد من مصارحة المواطن.
سؤال: كيف تفسرون أن الذين تعاملوا مع حصيلتكم بالإيجاب من خلال الاستطلاع المذكور هم من الشباب والعنصر...؟
جواب: أنا أعتز بهذا الشباب، وبالعنصر النسوي الذي وضع ثقته فيًّ، وأتمنى أن تستمر هذه الثقة الموضوعة فيّ إلى الست سنوات المتبقاة من مسؤوليتي الجماعية.
سؤال: ما طبيعة تعاملكم مع معارضة بالجماعة الحضرية، تنظر إليكم رئيسا نصَّبته السلطة المحلية، في حين ترون أنكم انتزعتم استحقاقكم الرئاسي ديمقراطيا، في دائرة تحالف سياسي متعارف عليه في الديمقراطيات الدولية، مدعوم، ومبارك من المركزيات الحزبية المتحالفة، وبحضور القياديين: محمد العنصر عن الحركة الشعبية، الشيخ بيد الله عن الأصالة والمعاصرة، والأنصاري من حزب الاستقلال.. وقد رفعتم شعار إما الرئاسة، أو المعارضة، وكانت لكم الرئاسة، فتحقق التزامكم السياسي مع المواطنين والناخبين... وفي النهاية ما تزال المعارضة تتعامل معكم من منظور أنكم وصلتم عبر اللاديمقراطية...؟
جواب: أريد أن يعلم المواطن شيئا هاما.. اسألوا العدالة والتنمية لو أنها وصلت للرئاسة، كيف كان سيتحقق لها ذلك؟.. اعكسوا الآية، وعوض أن تسألوني أنا، اسألوا العدالة والتنمية.. كان لديهم 19 مرشحا فائزا، وبإضافة إثنين مجلوبين، أصبحتم 21 فائزا.. فمع من كنتم ستتحالفون لأجل الوصول إلى عدد 33 مرشحا؟.. العدالة والتنمية بعد ثلاثة أيام، جاؤوا بمرشحين إثنين من لائحة أخرى، وفي هذا قمة عدم الالتزام السياسي، وقمة خرق الأخلاق السياسية.. بعد ذلك تمت سرقة مرشحين من الحركة الشعبية، وضمتهم إليها، وقبلت اثنين من الأصالة والمعاصرة، ثم أجرت اتصالات ونقاشات مع فائزين من حزب الاستقلال.. وكل من نوقش معه أمر الدخول إلى التحالف، كانت تعطى له التزامات بالحصول على العضوية بمكتب الجماعة.. إذاً، أين نحن من أخلاق العدالة والتنمية، في ظل هاته المزايدات السياسية التي يبدو ألا نهاية لها.. ما نوع التحالف الذي كانوا سيأخذون به للوصول إلى الرئاسة؟.. مع أي الأحزاب كانوا سيتحالفون؟.. نحن تحالفنا مع الحركة الشعبية، ومع الأصالة والمعاصرة.. وهم، مع من؟.. بعد أن تبجحوا، وتقمصوا دور الضحية...
سؤال: لكنهم يقولون إنهم تحالفوا مع أشخاص عوض القيادات السياسية، فهل هذا غير مباح في العمل السياسي... ؟
جواب: وفي هذا تدليل إذا صح على عدم الالتزام بالوفاء السياسي.. تصوروا لو أن حزب الاستقلال سرق مرشحين فائزين من العدالة والتنمية.. كيف كان سيكون رد فعلهم؟.. كانوا سيقيمون الدنيا ولا يقعدونها.. ومن هنا مفارقة أن هذا" حلال عليهم، حرام على غيرهم"، وهذا ما يجب أن يدركه المواطنون.. إن التاريخ لا ينسى.. إن التاريخ لا يرحم.. لقد سرقتم أيتها العدالة والتنمية أناسا من أحزاب أخرى، ورغم أنكم لم تصلوا إلى الرئاسة، فقد تم تسجيل هاته السوداوية في سجلكم، وضدكم.. وغدا في رحاب انتخابات 2005 إن اعتمدت أحزاب أخرى مثل أسلوب العدالة والتنمية، وتحالفت خارج الإطار الحزبي، فلن يكون من حق العدالة والتنمية أن تلوم أي حزب، أو تنتقده... قامت اليوم بما تم تسجيله عليها وضدها، ولا حق لها مستقبلا في انتقاد شبيهه...
سؤال: اعتمدتم قناعاتكم، وتوجهاتكم الحزبية، وحصل التحالف الذي اقتنعتم بصلابته في البداية... ما ذا يجري الآن وقد ضعف هذا التحالف بشكل سريع، وأصبحتم بلا أغلبية... ألا يفسر هذا أنكم جانبتم الصواب السياسي في تحالفكم، خاصة مع من كنتم تصفونهم بأقبح الصفات؟
جواب: فعلا، يعرف التحالف مشاكل.. فقد تحالفنا مثلا مع حزب كان لديه رئيس سابق للجماعة الحضرية.. والذي حصل أن ذلك الرئيس السابق، ما يزال لم يقتنع بأنه لم يبق رئيسا.. وربما قد يكون في قبضة شعور إنساني، أبقى عليه يتصرف وكأنه ما يزال رئيسا...
سؤال: ... وهل توجد مفاوضات في الأفق مع المستشار لخضر حدوش لإنقاذ الأغلبية...؟
جواب: لدينا اتصالات مستمرة مع أحزاب التحالف، وأيضا مع الأشخاص في حد ذاتهم من أجل تهدئة الأوضاع، وتجاوز مشاكل الأغلبية.. جئت للرئاسة وأنا أحمل أفكارا جديدة، ونمطا أيضا جديدا في التسيير، علما أن الأغلبية التي تتولى التسيير الآن، هي نفسها تقريبا الأغلبية التي كانت تتولاه في الولاية السابقة، وقد ألفت أسلوبا يصعب معه أن تتآلف العقليات في وقت وجيز.. وإننا مع مرور الوقت نجتهد لتحقيق التجانس بيننا، ولأن يتفهّم بعضنا بعضا بما يخدم مصلحة المدينة...
سؤال: ... انفلات الأغلبية وإصرار المعارضة على مواقفها يجعل مهمتكم صعبة لتحقيق الأهداف امسطرة.. أليس كذلك؟
جواب: أقول رغم العقبات إن الخير هو ما سيكون.. ولا شك أن المتشنجين سيقتنعون يوما ما؛ ما دمت أنا لا أريد إلا الخير للمدينة وللجميع، لكني إن أنا اقتنعت يوما ما بأنني لن أستطيع تقديم هذا الخير الذي جئت من أجله للمدينة، أو أنني أعود بها إلى الوراء، فسأعلن استقالتي...
سؤال: التلويح بتقديم استقالتكم، سواء كان اقتناعا، أو تكتيكا، أخذته المعارة على محمل الجد، واعتبرته من بوادر فشلكم في التسيير المحلي.. هل فعلا ستقدمون على هاته الخطوة غير المسبوقة...؟
جواب: الاستقالة التي ألوّح بها لن تكون مفروضة علي من أي كان، ولا مطلبا من أي طرف، وإنما هي مشروطة بمقرر أحزاب التحالف التي وضعت فيّ الثقة على أعلى هرم، ثم لن تكون المعارضة هي من يرغمني، أو يفعل ذلك ضغط الأغلبية... لا هذا، ولا ذاك.. أنا لدي قناعة بأن مدينة وجدة تسير إلى الأحسن، ومن خلا مثال واحد فقط، وهو مشروع 35 مليارا لإعادة تعبيد الطرقات، ويعتبر ورشا كبيرا لن ينتهي إلا في سنة 2013 ، وبفعله سيزداد المواطنون اقتناعا بأن العمل الجماعي بخير، ويغيرون نظرتهم للعمل الجماعي... وبالتالي، فمسألة الاستقالة غير واردة اليوم؛ لاعتبار أن الأحزاب على المستوى المركزي ما زالت تثق في هذا التحالف، ثم لأن النتائج الإيجابية حاضرة، وستستمر إلى 2013، ولهذا، عوض أن يطلب العدالة والتنمية استقالة الرئيس، أنا من يطلب منهم أن يسقيلوا من سلوكاتهم المعارضة، هاته القائمة على حسابات انتخابات 2012، ويدخلوا في سلوكات جديدة.. فيوم أن يزيحوا من أذهانهم هاجس 2012، ويوم يفعلون، فأنا مواطن.. أنا رئيس.. وأنا حزب.. وأنا أكلم الناس بصراحة، وإلا لماذا بات الناس لا يثقون في الأحزاب، وهذا ما ستعاني منه أيضا العدالة والتنمية؛ لأن حديثهم إلى المواطنين مبني على عدم الصدق.. فمن يتكلم اليوم، يتحمل مسؤوليته، وسيحاسبه المواطنون غدا على ما قاله.. لهذا أنصح العدالة والتنمية بأن يؤسسوا من اليوم لخطاب واقعي حتى إذا حصل أن تحملوا مسؤولية في المستقبل، يكونون قد أسبقوا مخاطبة المواطنين بواقعية تجنبهم مغبة التناقض... ومن ثمة، فلن أقدم استقالتي تحت أي ضغط من الأغلبية أو من المعارضة... وأظل أمد يدي للجميع من أجل بناء مدينة وجدة، وإلى حين 2012، ف" مدبرها حكيم".. يتقاتل الناس ويلهثون منذ الآن وراء انتخابات 2012، رغم أننا لا نعرف كيف سيكون نمط الاقتراع، ولا طبيعة التقطيع، ولا الدوائر، أين سنشتغل، ووفق أي وجه سيتم الاشتغال.. فلماذا كل هاته الحرب؟.. لماذا يجتهدون لتوقيف سير البلدية من أجل انتخابات 2012 ... أليس هذا حراما؟ أليس حراما أن نرهن حاضر ومستقبل مدينة من أجل أن يفوز حزب في انتخابات ما تزال بعيدة؟
سؤال: لعل جل المتتبعين السياسيين أجمعوا أن حزب الأصالة والمعاصرة من أكبر الأحزاب التي قامت بمزايدات سياسية.. وارتباطا بشخص المستشار لخضر حدوش الرئيس السابق للجماعة الحضرية؛ الذي أرجعتم سبب غيابه إلى نوبات بسيكولوجية.. فللأصالة منسق جهوي، وهو في الوقت نفسه رئيس الجهة الشرقية، وللحزب لجنة سماها لجنة الأخلاق والانضباط.. وفي الأصالة والمعاصرة كان نائب الأمين العام السيد بنشماس استغل مادة"الإحاطة علما" بمجلس المستشارين، وطالب بتفعيل قرارات المجلس الأعلى للحسابات، علما أن القرار الأخير لهذا المجلس كشف عن اختلالات عرفتها الجماعة الحضرية لمدينة وجدة على عهد الرئيس السابق.. وقد عقدتم التزاما على المستوى المركزي، والرئيس السابق المعني لا ينضبط .. وكنا سألنا السيد علي بلحاج المنسق الجهوي للأصالة والمعاصرة عما إذا كان لعدم التزام لخضر حدوش بالحضور إلى جلسات الجماعة الحضرية سبب سياسي، فأجاب بالنفي، مشيرا إلى أن لغيابه أسبابا شخصية، لا غير.. في حين ربطتم أنتم غيابه بالعامل النفسي.. هل تعتقدون أن تحليلكم هذا سيصمد أمام الواقع؟.
جواب: ستثبت الأيام من هو على صواب.. أؤكد أن المدينة لا يمكن أن تكون رهينة عقليات وسلوكات مزاجية.. أي لا بد أن يكون لتدخل المنطق والعقل سيادته في ملامسة كل فعل تنموي للمدينة، ومع ذلك أؤمن بأن السنوات الأولى في التعامل في إطار دينامية المجموعة، لا تخلو من مشاكل واختلافات.. ونحن أمام ثلاثة أحزاب لها مسؤولية التسيير بالجماعة، وكلها ذات طموح في الاستمرار والنجاح، وهذا البعد الإيجابي قد يخلق تصادمات، أعتبرها زائلة مع الزمن، وما يجب تسجيله أنه لا يجب تضخيم المشاكل، وتسويقها سياسيا بالحجم الذي يوهم المواطنين بأن الحالة سيئة بالجماعة.. كل ما في الأمر أن شخصين أو ثلاثة داخل الأغلبية يعانون من مشكل شخصي مرتبط بصعوبة الاندماج مع المجموعة، أما الباقي فالكل مندمج، ويشتغل في ظروف جد مشجعة... أما المنسق الجهوي للحزب علي بلحاج، فقد لمسنا فيه من الجدية والالتزام السياسي ما يجعلنا متفائلين بمستقبل زاهر للجماعة الحصرية.
سؤال: لماذا في نظركم لم يتدخل حزب الأصالة والمعاصرة لتطبيق ما نادى به من وجوب تفعيل مساطر المجلس الأعلى للحسابات الذي أصدر تقريره الأخير يؤكد عدم براءة رئاسة المجلس السابق في التصرف في المال العام... ومسؤوليته الكاملة في انفلات أغلبيتكم.. هل لأن لخضر حدوش يشفع له انتماؤه الحزبي، أم وراء الأمر شيء آخر؟
جواب: هذا شأن حزبي داخلي.. والسؤال يعني الأصالة والمعاصرة بالدرجة الأولى، فوجهوا السؤال إليه إن شئتم...
سؤال: ... لكن المواطنين يقولون ‘نكم رفضتم ابتزازت الرئيس السابق، ورفضتم الخضوع لممارسات سابقة بالمجلس السابق أيضا... ولهذا غيّر سلوكه معكم، ويواجهكم بالتغيب الذي يضر بالأغلبية... إلخ؟
جواب: المواطن حر في تعليقه
سؤال: كنتم تحديتم أن تسجل عليكم المعارضة أي خرق، أو فساد... وتقول المعارضة إن عمر حجيرة يواجه معارضة قوية، ولهذا يسعى إلى ترويج مثل هذا الكلام .. كما تعتبر أن جل النقط التي تدرجونها في جدول أعمال الدورات هي في الأصل مفروضة عليكم من العدالة والتنمية؛ بحكم أن انفلات الأغلبية من أيديكم يفرض عليكم الإتيان بنقط من الطبيعة المحافظة المنتمية لأدبيات العدالة والتنمية، على غرار منع الشيشة بالمقاهي، وتعميم اللغة العربية، والدفاع عن قانون منع التدخين في الأماكن العمومية، وهي نقط تعرفون مسبقا أنها ستخضع للإجماع...
جواب: مشكل العدالة والتنمية في عقدة نفسية لديهم، معها يعتبرون أن بدونهم لا يوجد إسلام في المغرب، وبدونهم لا يحضر الانضباط، وبدونهم، كل شيء يبقى فاسدا، إلا هم، ولا أحد يفهم إلا العدالة والتنمية، وهكذا... ومن أمثلتي أن أحدهم خلال الدورة العادية، جاءني يطلب أن يقوموا هم بتهييء مخطط التنمية، وكأن الموظفين المتخصصين الذين هيأوه لا يفهمون شيئا، وهم وحدهم الفاهمون؟.. ولهذا، فيوم يزيحون من دماغهم هذا الوهم، ويوم يكونون مثلهم مثل الأحزاب الأخرى، يؤمنون بأن لهم إيجابياتهم ولهم سلبياتهم، فوقتئذ يمكن أن نتفاهم معهم..
سؤال: من التأويلات التي أعطيت حين إدراج نقط في الدورة لا يرفضها مستشارو العدالة والتنمية؛ أن الأمر يتعلق بمغازلة سياسية لهم.. ماذا ترى؟
جواب: أنا لا أغازل أحدا.. كنت اتصلت بالإخوة في العدالة والتنمية، وناقشتهم بعد الانتخابات، واتفقنا على أساس فتح صفحة جديدة للتواصل، لكننا كنا نصطدم دائما بعدميتهم السياسية، ولهذا لا استمرارية لمثل هذا الفعل الهادف... ويبدو أنهم متخصصون في أساليب المعارضة المصنوعة والمهيأة مسبقا، ومنهم من هم متخصصون في التصوير الرقمي لكل مجريات الدورات لأجل تسويق ما يرون أنه يشوش على عمل الجماعة، كما منهم الاختصاصيون في الإعلام الإلكتروني، وكأنهم لا يهتمون سوى بالتهييء لانتخابات 2012، ولا تهمهم انشغالات وانتظارات المواطنين، ولا أمر المدينة...
سؤال: هل من أمثلة موضوعية لطبيعة المشاريع التي عارضتها العدالة والتنمية؟
جواب: خذوا مثال رفض نقطة تتعلق بالتكوين المستمر للموظفين.. هل في العالم من يعارض مطلب توسيع الوعاء العقاري للجماعة الحضرية.. اقترحنا اقتناء خمسة هكتارات لإقامة مقر الجماعة الحضرية أمام الجامعة، وكنا بالموازاة نهدف أيضا إلى خلق مركز جديد للمدينة، نقيم به محلات تجارية على نمط المعمول به في أوروبا، ... فعارضونا، واشترطوا للتصويت عدم إدراج الدكاكين في المشروع.. فعلا، أزلنا الشق المتعلق بالمتاجر، لكنهم لم يفوا بالتزامهم، وصوتوا ضد المشروع.. إذاً، سياستهم أن يبينوا للدولة أن هذه الجماعة غير صالحة.. هذا هدفهم المبيت، وكأنهم يرغموننا على أن نضيع مدينة بحجم وجدة، ونضيع مصالح المواطنين ليبحثوا عن ميزان قوى مع الدولة حتى يظهروا أنهم هم من كانوا على حق؟.. متوهمين أنهم هم الأولى بالرئاسة ماداموا حصلوا على 21 مقعدا، احتلوا به المرتبة الأولى.. من أوهمهم بهذا؟.. إن الحق في الرئاسة يكون حين الحصول على الأغلبية، وإلا وجب أن نغير القانون الانتخابي في المغرب، ونطبق قانونا جديدا يعطي للمحتل المرتبة الأولى الحق في الرئاسة دون أغلبية؟.. الشعب الوجدي لم يعط للعدالة والتنمية أصواتا تخول له حق التسيير البلدي، فقط منحه أصواتا يحتل بها الصف الأول.. وعليه أن يجتهد ليحصل مستقبلا على أغلبية تمكّنه من حق التسيير المفقود.. إن الفرق شاسع بين أصوات تخول التسيير، وأخرى لا يتعدى مفعولها احتلال مرتبة الواجهة... على العدالة والتنمية أن يعترفوا بفشلهم الذريع في المفاوضات.. جالسناهم قبيل انتخاب المجلس مدة خمسة أيام للتفاوض الواعي، غير أن تفاوضهم كان مصبوغا بالتعالي وبالتكبر، وهذا ما أفشلهم في التحالف، وعليهم أن يعترفوا بالقول:" نحن فشلنا في عقد تحالف مع حزب الاستقلال".. إنهم هم السبب، لا نحن.. لأنهم كانوا يحاوروننا من موقع التعالي.. ثم إنهم في إطار المعارضة، لم يتقدموا أبدا بمقترحات عملية للمدينة، كما لم يعبروا كفريق للعدالة والتنمية في أي وقت من الأوقات عن رغبتهم في الاجتماع بنا، وطرح مطالبهم، أو برامجهم، وانشغالاتهم، ومقترحاتهم التي تخص المدينة.. يقول أحد مستشاري العدالة والتنمية إنهم هم الذين يقترحون، في حين أن لدينا محاضر دالة على العكس، وحين مراجعتها يتبين طبيعة ما اقترحوه وما لم يقترحوه...
سؤال: بل يقولون إنكم تفاجأتم كما تفاجأت السلطة بقوتهم الاقتراحية...؟
جواب: الواقع أننا تفاجأنا بقوة ضعفهم، وبضعف مناقشتهم، وبما يقترحونه، أما أن نكون قد تفاجأنا كما يدّعون بقوتهم الاقتراحية، فالحمد لله على أن كل شيء بالبلدية مدون في المحاضر، ومن هنا نقول لهم:" قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين".. اقترحوا في المجموع حوالي 27 نقطة، كلها فارغة المحتوى...
سؤال: ألا تعتقدون أن تلويحكم بالاستقالة كما أشرنا سابقا هو ما حملهم محمل الجد، وقالوا إنكم وصلتم درجة من الانهزامية، وإنكم تنهزمون الدورة تلو الأخرى...؟
جواب: لقد قلت منذ اليوم الأول من رئاستي إنني رئيس ما دامت النتائج الإيجابية تتحقق للمدينة، وما دام العمل مستمرا، لكن إذا زال العمل، وزالت النتائج، ورأيت أنني رئيس صوري فقط، فحينئذ أقدم استقالتي.. هذا كلام قلته منذ اليوم الأول.. الذي يجري هو أن العدالة والتنمية تستغل كل جملة، وكل كلمة حسب مفهومها هي لكي تسوق خطاباتها.. ما قلته أنا، أعتقد أنه خطاب إيجابي، مادمت أصرح أنني كرئيس لم آت لأجل الرئاسة في حد ذاتها، لكن لأجل الاشتغال، ومادمت أحكم على نفسي بوجوب الاستقالة إذا تبين أنني لم أحقق نتائج للمدينة ولمواطنيها.. إذاً، هذا ليس فشلا.. ثم إن العدالة والتنمية لها نفس المشاكل في كل المجالس التي تسيرها في المغرب، فهل يجوز القول أيضا إنه على رؤسائها أن يقدموا استقالتهم إذا كانت لديهم مشاكل مع الأغلبية؟
سؤال: يبدو أن المعارضة عازمة على المضي في خطها.. هل ستعجل ضغوطتها باستقالتكم؟.. يقولون إنهم يفاجئونكم بقوتهم ونضجهم السياسي...
جواب: المعارضة فاجأتنا بضعفها وشعبويتها، وبوقوفها بالمرصاد ضد كل مصالح مواطني مدينة وجدة، وبهاته المناسبة أدعو المواطنين ورجال الصحافة إلى أن يحضروا إلى الدورات العادية للجماعة الحضرية لكي يكتشفوا هاته" القوة الاقتراحية العجيبة". إنهم يعارضون كل شيء، وقد رفضوا التصويت على مقررات في صلب مصلحة المواطن. عارضوا تفويت وعاء عقاري لفريق رياضي عريق .. رفضوا، ورفضوا، وسيظلون يرفضون، حتى يصلوا إلى رفضهم من طرف المواطنين والرأي العام. على المعارضة أن تعي أنها أمام مسؤولية تاريخية، وأن تتحلى بالرزانة والعقلانية. إنهم ما يزالون تحت قبضة عقدة نفسية، إذ يتوهمون أنهم الأولى بالرئاسة، وإننا في مشاوراتنا السياسية كنا نفاوض في الميدان عبر القنوات السياسية المباحة، أما هم فقد لجأوا إلى الإعلام، ولعبوا دور الضحية مع فنطازيا غريبة، ولهذاأصبحوا لا يفرقون بين مصلحة المواطن، ورئيس الجماعة.. بالله عليكم، هل يستساغ أن يوصف مقترح مخطط للتنمية بالمهزلة..؟ هذا كلام غير مسؤول.
سؤال: على ذكر المخطط، فقد وصفه المتتبعون بأنه قوي من الناحية المنهجية، وإيجابي من ناحية الإضافة لساكنة مدينة وجدة وهيكلتها، لكن من داخل منطق الأغلبية والمعارضة، فقد وصف بأنه غير علمي، ولا يأخذ بعين الاعتبار تشخيص الواقع، وأنه مخطط عاقر... كما أنهم السيد حجيرة معارضة، لهم الحق في أن يعارضوا، ونتذكر السيد عبد الله باها عندما علق على التصريح الحكومي فقال: إن المعارضة يجب أن تنظر إلى النصف الفارغ من الكأس، أما الإيجابيات فهي مهمة الأغلبية... فهل تريد السيد عمر حجيرة أن تلغي عرفا سياسيا اسمه المعارضة؟
جواب: وضعتم الآن الأصبع على الجرح.. هم يعارضون في المجلس البلدي بمنطق معارضة الحكومة، علما أن معارضة مقررات المجلس البلدي هي معارضة لمصالح المواطنين.. إن المكان الطبيعي للمعارضة هو قبة البرلمان لمعارضة سياسة الحكومة، وهو حق مشروع تكفله أبجديات الديمقراطية، أما المخطط الجماعي للتنمية، فهو أولا مقترح لثلاث سنوات للأخذ بجميع المقترحات، وأنا عقدت لقاء تواصليا مع مكونات المجتمع المدني، ومع الصحافة، وهذا سلوك للانفتاح والتفاعل مع جميع الآراء من أجل الدفع بالمدينة؛ بعدما عرضته أمام أنظار المجلس، لكنهم أنسحبوا أثناء العرض، ثم عادوا بعد ذلك لينتقدوا.. أليست هذه هي المهزلة بأم عينها؟ مهزلة أن يتم انتقاد ما لم يدرسوه ويستمعوا إليه؟.. إن في هذا تدليل على منتهى العدمية، وشخصيا لا أجد في هذا إحراجا.. نعم يجب أن يحافظ الرئيس على أغلبيته، لكن ما يسمى بالمعارضة عليها أن تحافظ على مصلحة المواطنين، أو تستقيل.. إنهم مصابون بهلوسة، وهاجس يلاحقهم في كل حركاتهم وسكناتهم.. إنه هاجس الانتخابات، إذ ليس تحت وطأة هذا الهاجس يجب أن نوقف مصالح مدينة تحظى بعطف خاص من صاحب الجلالة. أقول وأكرر إن التاريخ رجل لا ينسى، والأيام كفيلة بأن تتيح إمكانية أن يستفيق هؤلاء، وأن يعودوا إلى رشد خدمة المواطنين، وعدم شخصنة الصراعات.. أنا قدمت مخططا، واجتهدت فيه مع بعض الأطر، ومارست واجبي القانوني،" فمن اجتهد وأصاب له أجران، ومن أخطأ فله أجر اجتهاده"، لولا أن الأجر يبدو مقتصرا على العدالة والتنمية، أما نحن فأجرنا هو المهزلة والأضحوكة؛ فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم...
سؤال: في ظل هاته الظروف الحامية الوطيس، هل ستجازفون بطرح المخطط التنموي للتصويت في دورة أكتوبر، وأنتم تعلمون مسبقا مصيره؟
جواب: سنبقى ندافع عن مصلحة المواطن والمدينة، ونبراسنا هو العناية الخاصة لصاحب الجلالة لمدينة وجدة، أما التصويت فأعود وأكرر بلا ملل ولا كلل بأن المواطن هو الفيصل من خارج مهاترات المعارضة الشعبوية، وعزيمتنا تظل فولاذية، وغايتنا نبيلة، وتفاؤلنا بدون حدود؛ لأننا نشتغل بنوايا حسنة.
سؤال: شاهدناكم من خلال برنامج تلفزيوني قبل انتخابكم على رأس الجماعة الحضرية لمدينة وجدة تدافعون بقوة على مشروع قانون منع التدخين في الأماكن العمومية... أما المطالبة بتعميم اللغة العربية، فنعتقد أنه من أدبيات حزب الاستقلال وهذا رأي المتتبعين المحايدين غير أن المعارضة ترى أنكم تدرجون مثل هاته النقط بغية تطبيع العلاقة معها، ثم إن المعارضين أصبحوا يصوتون لأنكم انهزمتم لضغوطاتهم؛ خصوصا بعد إعلانكم مدينة وجدة بدون شيشا...؟
جواب: أظن أنكم أجبتم على الشق الأول من سؤالكم، وفي هذا فرصة لأوضح أن المعارضة حين تصوت على هاته النقط؛ فلأنها تخشى غضب القواعد والمواطنين، علما أنها نقط من صميم خصوصية المواطن الوجدي، ونتقاسمها مع جميع الفرقاء بدون مزايدة على أحد.. أيضا، اذهبوا إلى كل مجالس المدن التي تسيرها وستصعقون لطريقة تسييرهم، ولطبيعة النقط المطروحة للتصويت.. للأسف، لقد وقعوا في مطب أخشى ما أخشى أن تكون الفاتورة غالية.. ثم راقبوا كيف أنفتح على المعارضة الحالية في مجلس وجدة، وقارنوا.. نحن مرتاحو الضمير، وأنا أرفع التحدي من جديد.. سأستقيل إن ضبط علي تورط في عمليات فساد.
سؤال: أليس في مثل هذا التحدي مزايدات... وإلا من أين تستمدون كل هذه الثقة، وهذه القوة المعنوية، مع العلم أنكم في الدورات الأخيرة أصبحتم تنجرون إلى ملاسنات وصراعات ثنائية...؟
جواب: منذ الدورة الأولى، وأنا أتحلى بالحكمة والرزانة المطلوبة في أي مسؤول في مكانه، لكن مع توالي الدورات أصبح من يتبجحون بالأخلاق لا يتحاورون معنا بالقدر المطلوب من الاحترام، ولهذا يجب إيقاف بعضهم عند حدودهم حتى لا يتتورا أننا ضعفاء.. هي مبادىء تربينا عليها منذ نعومة أظافرنا، أما قوتنا فتتجلى في ضميرنا.. ورفعنا لهاته التحديات هو من نظافة أيدينا.. وعموما، إن التاريخ كما قلت رجل لا ينسى.
سؤال: .. إذاً، هل نفهم من تحديكم أن هذا المجلس تبوأ مكانته التاريخية ضمن سلسلة تاريخ مدينة وجدة...؟
جواب: ( مقاطعا) هو تاريخي بالنسبة للمغرب، ونأمل أن يستمد تاريخيته من حيث الإضافة الإيجابية التي سيقدمها لهذه المدينة التي تستحق كل الخير.. هو مجلس تاريخي لأنه يأتي في سياق وضع مدينة وجدة في مقدمة المدن المغربية.. وهو تاريخي لأن مدينة وجدة هي عاصمة المغرب العربي للمستقبل، وكلنا مجندون وراء هذا الخيار التنموي لصاحب الجلالة.
سؤال: بالارتباط بمشاغل المواطنين، أسستم لثقافة القرب منهم، وللابتعاد عن لغة الخشب، وأحدثتم الخط الأخضر... فما هي الأسباب التي فرضت عليكم إلغاء اللقاء الأسبوعي الذي كان يجمعكم بالمواطنين كي ثلاثاء؟.. ألم يكن مفيدا أن تستمروا في تلك الخطوة...؟
جواب: سياسة القرب هي خيار استراتيجي بالنسبة لنا، إذ نضع المواطن دائما محور انشغالنا، ولهذا إذا ألغينا لقاء يوم الثلاثاء، فلأننا وقفنا على عدم جدواه؛ نظرا لأن نفس الوجوه كانت تتردد على الملتقى، ثم إننا كنا نتلقى طلبات مستعصية جدا، وذات طابع خاص، وبالتالي انحرف اللقاء عن أهدافه المسطرة، والمتمثلة في انتظار تلقي ملفات وطلبات معقولة، تدخل في صميم الجماعة الحضرية... فعوضنا ذلك اللقاء بلقاء فعاليات المجتمع المدني، والنقابات... لقد كان المواطنون من خلال اللقاء الملغى يخرجون بانطباع غير إيجابي عن رئيس الجماعة الحضرية؛ لأنني لا أكذب، ولا أبيع الوهم للمواطنين، كما أني لست من أصحاب مذهب" نعم غادي يكون الخير، سير حتى تجي..."، وهاته رسالة أخرى تبرز أن الهاجس الانتخابي لا يستأسد في تعاملنا مع المواطنين، ولا شعبوية، وكفى من الكذب على المواطنين، فنحن لا نوظف، ولا... ولهذا على المواطنين أن يفهموا جيدا طبيعة عمل ومسؤولية رئيس الجماعة الحضرية...
سؤال( مقاطعة): بخصوص سلطة رئيس الجماعة، فالإشكال مطروح في شأنها، إذ أن المواطن لا يعرف أين تبدأ هذه السلطة، وأين تنتهي، ونفس الأمر يتعلق بسلطة الوالي، ورئيس الجهة، ومدير وكالة تنمية الأقاليم الشرقية، وهكذا... إذ يوجد تداخل يخلق نوعا من الارتباك لدى المواطنين؟
جواب: لا يوجد أي ارتباك، وطريق الديمقراطية عسيرة، وعموما، ليس هذا موضوع حوارنا... توليت مسؤلية رئاسة الجماعة الحضرية لأرد الاعتبار لهذه المؤسسة لأجل أن تلعب دورها الحقيقي المنصوص عليه في القانون، وهذا ما كان يجعلني أصطدم مع والي الجهة الشرقية سابقا.. ولن أدخل في التفاصيل لأنني لست من الذين ينتقدون المسؤول عندما يكون ماسكا بزمام المسؤولية، ثم بعد ذلك يشحذون السكاكين عندما يعفى من منصبه.. ليس هذا من أخلاقي.
سؤال.. زيادة على مسؤوليتكم على رأس الجماعة الحضرية، فأنتم برلماني.. ألا تؤثر رئاستكم للمجلس البلدي على أدائكم البرلماني، والعكس صحيح؟
جواب.. نعم هذا لا ينكره الذي يتحمل مسؤولية جسيمة كمسؤولية رئاسة المجلس البلدي، ويعرف جسامة المنصب، ذلك أن تدبير أمور مدينة بحجم وجدة، والتي أصبحت ورشا مفتوحا على جميع المستويات، لا بد أنه سيأخذ من المسؤول وقتا وجهدا كبيرين، لكن، وفي المقابل، فمسؤوليتي كنائب برلماني، تجعلني أقدم الإضافة للمجلس البلدي وملفاته المعقدة؛ عبر القنوات المفتوحة مع أعضاء الحكومة، ومن خلالها أساهم في فعالية عمل الجماعة الحضرية، ولهذا فإن رئاسة المجلس البلدي والتمثيلية البرلمانية كلاهما يكملان بعضهما البعض، والغاية واحدة، هي خدمة المدينة، والنهوض بأوضاع الساكنة الوجدية.
سؤال.. أيضا، تتحملون مسؤولية نائب رئيس الفريق الاستقلالي المكلف بالأسئلة الشفوية.. كيف توزعون الجهد للتوفيق بين كل هذا وذاك؟
جواب.. نعم لازلت أتحمل مسؤولية نائب رئيس الفريق، وهي قناة أخرى كما قلت لخدمة المواطن،و كل الطرق تؤدي إلى الغاية المرجوة، ألا وهي أن يصبح المواطن يتمتع بكل حقوقه.
سؤال.. يصفكم البعض بأنكم تنتمون إلى صقور حزب الاستقلال، وبالجناح المحافظ، وبالاستقلاليين الوازنين؛ نظرا للقضايا ذات الطابع المحافظ التي تطرحونها في قبة البرلمان؛ من قبيل حذف الألفاظ البذيئة من الأفلام المغربية، ومحاربتكم للإسفاف الذي يلحق بالمواطن وذوقه العام؛ نظرا لما يقدمه القطب العمومي من برامج لا تتلاءم مع الخصوصية المغربية، ودفاعكم بشراسة عن مشروع قانون منع التدخين في الأماكن العمومية، وكذا إعلانكم أخيرا مدينة وجدة بدون شيشة...؟
جواب.. أولا أنا لست مع المصطلحات الجاهزة من قبيل الصقور، أو المحافظين، أو، أو... لكن ما أود أن أقوله في هذا المجال، هو أنني ترعرعت في أسرة ومدينة محافظة، وأنا أمثل هذه المدينة في البرلمان، وهذا هو دوري.. دور أن أنقل هواجس ونبض المواطن الوجدي المعروف بمحافظته وخصوصيته، ولهذا فأنا لا أقوم إلا بالواجب.
سؤال.. البعض قال إن هذا يدخل في أدبيات حزب الاستقلال، والبعض الآخر يقول إنها رسالة مشفرة إلى المعارضة في البرلمان، وهنا في المجلس البلدي...؟.
جواب..أولا، هي أدبيات حزب الاستقلال، وأدبيات الشعب المغربي.. وحزب الاستقلال كما هو معروف يدافع دوما وبدون كلل على الخصوصية المغربية المتميزة، وهي واجبات في جميع الأحوال، ليست محط مزايدة.. نحن نطرحها بنقاش هادئ ومسؤول، بدون غمز أو لمز؛ لكن المعارضة وحزب العدالة والتنمية، يجب أن يعي أنه إن كان يصنف نفسه على أنه حزب محافظ وهو لا يزال حزبا جديدا فإن حزب الاستقلال هو حزب محافظ منذ 80 سنة، لكنه حزب غير شعبوي، يوظف الدين بطريقة معقولة، لا تسيء إلى الدين نفسه، وهذا خط لا يختلف فيه اثنان في حزب الاستقلال، ولا يختلف حوله المتتبعون أيضا؛ لكن حزب العدالة والتنمية وظف الدّين بطريقة تكاد تكون بشعة، وهذا غير مقبول.. فكفى مزايدة على المغاربة في أمور نشترك فيها جميعا.
سؤال.. الدكتور عمر حجيرة؛ بعجالة، ما هي أهم المنجزات التي قدمتها كبرلماني للمدينة؛ مع العلم أنكم تنتمون للأغلبية البرلمانية؟
جواب.. أولا نفتح نقاشا، تكلمنا فيه كثيرا على ما أظن.. مرة أخرى، يجب على المواطن أن يعرف دور البرلماني.. هو ينقل هموم وتطلعات ومشاكل وقضايا المواطن إلى النقاش في البرلمان لتأخذ مسارها الحقيقي، وليست لديه عصا سحرية.. للأسف، إن المواطن يعتقد أن البرلماني يمكن أن يحل أي مشكل في رمشة عين، وهذا خطأ؛ لكن مع الوقت ومع ما تشهده بلادنا، نأمل أن يفهم المواطن دور ممثليه، فأنا أتلقى دائما طلبات قلما تجدها من اختصاصات البرلماني، وهذا شيء يعرفه كل برلمانيي مدينة وجدة، كلهم الحمد لله في المستوى، لكنهم يعرفون هذا الإشكال ويتعاملون معه كل بطريقته، غير القانون فوق الجميع.. وأكرر أنني أعمل كل ما في جهدي من خلال وجودنا في الأغلبية لحل كل الإشكالات العالقة، كما ذكرت سالفا.
سؤال.. كمدخل، ألا تشاطرون رأي المحللين الذين يقولون إن النقاش العمومي أفرغ من الأسئلة الموضوعية، وأصبحنا نلاحظ تحكم صراع الأشخاص بدل صراع البرامج...؟
جواب:(مقاطعة)..أستسمح، نحن السياسيين موجودون في الساحة، ونحتك مع المواطنين يوميا، وبالتالي لا نجنح إلى مثل تحليلات المنظرين في أبراجهم.. هم ينظّرون، ونحن ننزّل للواقع. الإشكال في أن على المواطن أن يتخلص من سوداويته للأمور، وأن يشارك في العملية السياسية، ويشمر عن ساعديه، ويترك الخطاب العدمي القائل إن السياسة هي ملاذ الفاسدين.. لقد ولى كل هذا،و نحن في عهد جديد، بملك بمبادرات شجاعة، ولهذا يجب أن يتجاوب المواطن بطريقة إيجابية. يجب أن ينخرط الكل من أجل تحقيق المشروع الحداثي الديمقراطي.. مسؤولية المواطن الثابتة.
سؤال:-( مقاطعة).. يقولون إن العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والعقول الصغيرة تناقش الأشخاص، ولهذا يجب أن نبتعد عن شخصنة الصراعات.. فغسيل صراع السياسيين على صفحات الجرائد، يفرغ السياسة من محتواها.. ويوجد تشكيك متبادل في ذمم الأشخاص.. المغاربة ينتظرون النقاش حول المشاكل الهيكلية كالفقر، والأمية، والبطالة، الخ...؟
جواب.. صراحة كما قلت سابقا على المواطنين أن يدفعوا الساسة لتغيير سلوكاتهم عبر اختيار الأحسن والأنسب. لماذا؟ لأن كل شيء تغير.. لم تعد الإدارة تتدخل في تزوير العملية الانتخابية، ولهذا هي فرصة تاريخية للمواطن أن يتخلى عن سلبيته، وأن يدخل بكل ما أوتي من قوة للتعبير عن إرادته؛ لأن الأسباب التي كانت تمنعه من كل هذا اختفت؛ لكن في المقابل، على الساسة ونحن هنا لا نعطي دروسا لأحد عليهم ألا يبخسوا ما تحقق من مكتسبات، فهذا نكوص عن تراكمات أفضت إلى جعل المغرب في ريادة الدول العربية في جميع المستويات.. إن المسؤولية مشتركة بين الجميع، ورمي الكرة من هذا الطرف إلى ذاك، عملية لم تعد مقبولة.. فالمغرب للمغاربة، ونحن أمام فرصة تاريخية.
سؤال.. كيف ترون المحاولات المتتالية لعزل حكومة عباس الفاسي، وإضعاف حزب الاستقلال، والتشكيك في رموزه وكفاحه ضد المستعمر، وفي وطنيته وعروبته.. وكيف تنظرون إلى الحرب التي تشن بلا هوادة على حكومته، وتسفيه تاريخ الرجل، ونحن على أبواب استحقاقات 2012 .. يبدو أن الاستقلاليين هم أكبر خاسر من ظهور حزب البام...؟
جواب..مرة أخرى، أعود وأكرر بدون ملل أن التاريخ رجل لا ينسى، ولن تمحوه أسطر على صفحة الجريدة، ولن تمحو تاريخ حزب.. هذا أمر لا يستحق النقاش؛ أما الحراك السياسي الحاصل الآن، فهو طبيعي وصحي.. المعارضة تعارض، وهذا شكل من أشكال الديمقراطية، لكن حكومة عباس الفاسي تشتغل وواعية بمسؤوليتها، والأرقام تفند كل اللغط الذي ينشر في الجرائد، ويكفي للتدليل أن أعتمد رقما واحدا، ذلك أنه لأول مرة في تاريخ المغرب، تخصص نسبة 52 في المائة من ميزانية الدولة للعمل الاجتماعي الميداني، وما الكلام في الجرائد سوى نعمة من نعم الديمقراطية، أما أن نخمّن ونقول بأن حزب الاستقلال هو الخاسر الأكبر من ظهور حزب البام، فهذا اجتهاد صحفي.. ومن يقول مثل هذا الكلام فكأنه يريد التشكيك في العملية الانتخابية، وهاته التحليلات تنشر خطابا تيئيسيا في صفوف المواطنين، وللأسف، فالذين يفعلون هذا، هم من يتباكون من تهرب المواطن من اللعبة السياسية...
سؤال.. نحن على مشارف انتخابات2012.. هل تحددت ملامح تحالفاتكم، وهل ما زلتم تعتبرون الكتلة خيارا استراتيجيا؛ مع العلم أن ما نشاهده الآن، يعطينا الانطباع بأن البعض يسعى إلى تفكيك التحالفات التقليدية، وخلق مشهد سياسي جديد.. وكيف تفسر بوادر التقارب بين حزبكم وحزب العدالة والتنمية؟
جواب.. يجب ألا نلغي المواطن.. هذا الأخير هو من سيشكل المشهد السياسي القادم، ثم إن التحالفات السياسية هي من اختصاصات أجهزة الحزب، وهذا حقها المشروع؛ أما الكتلة الديمقراطية، فهي خيار استراتيجي، وسيبقى كذلك؛ مع العلم أننا ضد التشكيك في الأحزاب الأخرى، وضد التصنيفات الجاهزة.. الكل يشتغل من داخل الشرعية، ونحن منفتحون على جميع الفرقاء السياسيين، وغايتنا المقدسة هي بناء مغرب قوي، تسوده الديمقراطية والعدالة؛ فلا مزايدة، ولا خطاب تيئيس.. كفى من كل هذا.. الميدان للعمل فقط.
سؤال.. السيد عمر حجيرة، ننتظرأجوبة قصيرة: نحن على مشارف الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للراي، نسجل بكل أسف غياب فناني مدينة وجدة عن المهرجان، وكأننا لسنا في عاصمة الراي؟
جواب.. شخصيا، وفي إطار اجتماع بولاية الجهة الشرقية، طلبت من الإخوة أن يشجعوا المواهب... لكنّي مع السيد المرابط، لازلنا كما تعلمون حديثي العهد بالمسؤولية، وأعد كل الفنانين أن هذا الأمر لن يتكرر في الدورات القادمة، وسنناقشه بكل جدية، وسنقوم بأنشطة تعيد الاعتبار للفنان الوجدي.
سؤال.. الرياضة الوجدية ليست بخير.. المولودية في انحدار مستمر.. الجمهور الوجدي يتأسف لعدم صعود فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي... ما هو تعليقكم؟.
جواب.. أبشر الرأي العام، وفريق الاتحاد الرياضي الإسلامي الوجدي على وجه الخصوص أنه كما جاء في المخطط، فسيلعب على العشب الطبيعي، ويتدرب على الاصطناعي.. لقد قدم موسما استثنائيا... أما فريق المولودية، فنأمل أن يعود لبريقه.. ثم إنني كرئيس للمجلس البلدي، سأعزز البنية التحتية للرياضة الوجدية بقوة.
... مع ثلاتة أسماء في إجابات قصيرة: (علال الفاسي)؟ جواب: أب روحي لكل المغاربة.. أفتخر أننا من تلامذته، وللذين يشككون في تاريخ هذا الجبل الشامخ نقول لهم( يا جبل مايهزك ريح) (المرحوم عبد الرحمان حجيرة)؟ جواب: ما عسى القول؟ شهادتي فيه مجروحة، لكن صدقوني اليوم عندما تحملت رئاسة المجلس البلدي أحس بالثقل الذي كان يحمله والدي.. سأعمل على هديه وسيرته العطرة. (عبد العزيز افتاتي)؟ جواب: صديق الكل.. لا يعلم أنني أعرفه منذ التسعينات.. هو يريد خدمة بلده من وجهة نظره، وأنا أسعى إلى خدمة بلدي من وجهة نظري.. والاختلاف لا يفسد للود قضية.
... كلمة أخيرة للمواطن والصحافة والرأي العام؟
جواب.. مرت سنة، وما يزال ينتظرنا عمل شاق.. أعد المواطنين أني سأبذل قصارى جهدي لتصبح مدينة وجدة عاصمة المغرب العربي.. أما الصحافيون، فأبوابي مفتوحة في وجههم، وآمل ألا ينساقوا وراء أي خطاب، أو أخبار زائفة، تأتيهم من هنا وهناك.. فكل صحفي أراد أن يستقصي الأمر، عليه أن يطرق بابي، فأنا في استقباله... وأشكر المواطنين على ثقتهم بي، وأقول لهم: ضعوا أيديكم في أيدينا، فاليد الواحدة لا تصفق.