بعد التفوق الدراسي المميز الذي حظيت به عائلة الأستاذ محمد بدران بالديار الإيطالية قبل سنوات بحيث انفردت البنت الكبرى كوثر بدران بجائزة أول دكتورة في القانون الدولي والأوروبي وتلتها أختها ضحى بدران بجائزة أول دكتورة في طب الجراحة لتكونا بهذه الحصيلة المشرفة أول إيطاليتين من أصول مغربية تحصلان على مثل هذه الدرجة العلمية الهامة بعد قضاء كل المراحل الدراسية من الابتدائي إلى درجة الدكتوراه بإيطاليا، جاء دور الابن الأكبر في الذكور بدر بدران وفي تخصص جديد وبلد أوروبي آخر.
الحدث وقع هذه المرة في العاصمة الأوروبية بروكسيل بعد استقرار العائلة نهائيا في بلجيكا بداية سنة 2007 وتسجيله في السنة الأولى جامعية شعبة الهندسة الصناعية التي حصل فيها على الباكلوريا في إيطاليا لينتقل بعد سنة إلى كلية الطب ويقضي فيها السنوات الأولى من الماستر التي لم تكن تحض لديه بأولوية ويتوجه هذه المرة إلى شعبته المحببة الإعلاميات والتي قضى فيها السنوات الخمسة الأخيرة ويحصل فيها اليوم على الدكتورة في الإعلاميات ليكون بذلك قد درس بكالوريا زائد 9 سنوات.
تمكن الدكتور بدر بدران من مواصلة مشواره العلمي ببلجيكا في تخصصات مختلفة وبلغة جديدة على الطالب لم يدرسها من قبل وهي اللغة الفرنسية ،فكل ما تعلمه وعاشه في طفولته في إيطاليا ابتداء من الروض ونهاية بالمعهد التقني الذي حصل فيها على الباكلوريا وعلى دبلوم خبير تقني في الميكانيك الصناعية كان باللغة الإيطالية إلى جانب الإنجليزية.
لم يكن من السهل على أي طالب علم أن يتابع المراحل الجامعية والدراسات العليا بلهجة ولغة غريبة عن تكوينه ونشأته.
بعد هذا التقديم الموجز نقف قليلا عن جلسة المناقشة لنسلط الأضواء على الجانب الأهم من هذا الحدث،أمام لجنة الاستماع المكونة من 10 أستاذ ومتخصص وفي قاعة من قاعات الحرم الجامعي ببروكسيل منع فيها التصوير والتسجيل كانت العائلة وبعض أصدقاء وصديقات الطالب تتابع مرحلة الأطروحة وأطوار المناقشة بكل تمعن وتدقيق لسنة 2016 2017 ، وفي جو ممتع قدم الطالب شروحا مستفيضة على مشروعه المميز الذي ملأ اللوحة البيضاء الكبيرة التي انعكست عليها بياناته وصوره الرائعة والتي أراقت للمشاهدين وتناغمت مع الشروح والأسئلة وتدخلات أفراد اللجنة كل حسب تخصصه.
بكلمة السلام افتتح الطالب بدر أطروحته الشفهية التطبيقية وبإرسال الأشعة إلى اللوحة الضوئية المعلقة أمام اللجنة والحاضرين انطلقت كتابات الرسالة وأكواد البيانات والبرمجيات التي تأمل التسارع أمام الأعين متناسقة مع الشروح الصوتية التي لم يحن وقتها بعد ، بسرعة التحم حاسوب الطالب بالسبورة الكبيرة وظهر عنوان عريض الأطروحة " نظم المعلومات الهندسية والمعلوماتية لمكتب المحامين " لنيل الدكتورة في الإعلاميات،كانت نقطة انطلاقة الأطروحة التي استمرت أكثر من ساعتين ونصف كلها توتر وتشنج تزيدها حدة الأسئلة قوة واندفاعا وتمنحها الأجوبة المقنعة والشرح المقنع هدوءا واستمتاعا إلى نهاية الرحلة الاستكشافية التي حملت العقول معها إلى عالم الأرقام والأزرار وأكواد التكنولوجية المعلوماتية التي أبهرت الجميع.
أهدى فيها الدكتور بدر تقديراته وشكره إلى أساتذته الذين أشرفوا عن أطروحته كما أبدى علانية اعتزازه وفخره بأبيه الأستاذ بدران محمد الذي ساعده كثيرا ماديا ومعنويا بأفكاره النيرة ونصائحه القيمة التي كانت له بمثابة مرجع فكري وثقافي ,وبأمه الحنونة ناجيح السعدية التي لم تبخل عليه بشيء طيلة حياته منهيا إهداءه بشكر إخوته الأستاذة كوثر والدكتورة ضحى وأخيه ياسين وحارث متمنيا للجميع التوفيق والنجاح.
في ختام هذه الساعات الطويلة من المناقشة المستفيضة التي قدم فيها الطالب دفاعا مستميتا عن اطروحته وبصورة متميزة نالت استحسان وتقدير لجنة المناقشة التي اشادت صراحة بالبحث وما تضمنه من معلومات إعلامية وتفاصيل جد قيمة للمنهجيات والإشكالات المطروحة فيه قررت بالإجماع قبول الأطروحة ونيله درجة الدكتوراه بتقدير ممتاز . هنيئا للدكتور بدر بدران بهذا النجاح وهنيئا لأسرة الأستاذ محمد بدران مرة ثالثة بهذا العطاء وهنيئا لكل مغاربة العالم بهذا الانجاز متمنين للأسرة المزيد من العطاء والتشريف ورفع راية الوطن في سماء العالم.